أولمرت يقرر تنحيه عن منصبه بعد انتخابات حزبه القادمة
٣٠ يوليو ٢٠٠٨قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الذي تطارده فضائح بالفساد أمس الأربعاء (30 تموز/ يوليو) إنه سيستقيل بعد أن يختار حزبه كديما الحاكم زعيما جديدا في الانتخابات الداخلية التي ستجرى في 17 سبتمبر/ أيلول القادم. وسيلقي قرار أولمرت بعدم الترشح في الانتخابات الداخلية المقبلة ثم قراره التنحي، الساحة السياسية الإسرائيلية في حالة جديدة من الفوضى. وقال أولمرت في إعلان مفاجئ من مقر إقامته في القدس أنه "قرر ألا يرشح نفسي في الانتخابات التمهيدية لحزب كديما وأنه لا يعتزم التدخل في الانتخابات".
وفي السياق ذاته قال أولمرت حسب ما أوردته رويترز: "عندما يقع الاختيار على رئيس جديد لحزب كديما سأستقيل من منصب رئيس الوزراء للسماح لهم بتشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة وبطريقة فعالة".
معادلة سياسية معقدة
وبدأ أربعة وزراء من حزب كديما بالفعل حملات انتخابية لكي يحلوا محل أولمرت في رئاسة الوزراء ومن بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير النقل شاؤول موفاز. غير أن محللين سياسيين لا يستبعدون أن تمتد عملية إبدال أولمرت شهورا، كما أنهم لا يستبعدون في ذات الوقت أن تقود إلى انتخابات مبكرة على مستوى البلاد.
من جانب آخر دعا بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني اليوم الخميس لإجراء انتخابات عامة في البلاد بعد إعلان أولمرت نيته الاستقالة. ونقلت رويترز عن نتنياهو قوله في تصريح لراديو إسرائيل: " هذه الحكومة بلغت منتهاها ولا يهم من يتزعم كديما. كلهم شركاء في هذه الحكومة الفاشلة تماما. والمسؤولية الوطنية تحتم الرجوع إلى الشعب وإجراء انتخابات جديدة". يُذكر أن استطلاعات للرأي تشير إلى أن نتنياهو سيفوز في حال إجراء مثل هذه الانتخابات.
ملاحقات قضائية
ويأتي إعلان أولمرت ليضع حدا لفصل سياسي استمر لأشهر عدة، تحول خلالها أولمرت إلى رئيس الحكومة الأقل شعبية والأكثر تعرضا للملاحقات القضائية في تاريخ بلاده. كما يضع حدا لأسابيع من الترقب شهدت صراعات داخلية في الحزب الحاكم ولاسيما بين أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي بدأت بتمهيد الأرض لفوزها في انتخابات الحزب بالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تتيح لها الحصول على الأغلبية البرلمانية اللازمة للحكم.
وتجدر الإشارة إلى أن أهم التحقيقات التي تجرى مع أولمرت تشمل شكوكا بأنه تلقى رشاوى من رجل أعمال أمريكي وأنه تقاضى مصاريف سفر أكثر من مرة حينما كان وزيرا للتجارة ورئيسا لبلدية القدس.