إسرائيل تبحث الاعتراف بتعرض الأرمن للإبادة في العهد العثماني
٢٦ ديسمبر ٢٠١١بعد أن صادقت باريس الخميس الماضي على مشروع قانون يجرم إنكار الإبادة في حق الأرمن، هاهي لجنة برلمانية إسرائيلية تبحث صباح اليوم الاثنين (26 ديسمبر) الاعتراف بإبادة الأرمن في خطوة يفترض أن تؤدي إلى تفاقم التوتر في العلاقات مع تركيا. وتجتمع لجنة التعليم في الكنيست في الصباح لمناقشة اقتراح "اعتبار 24 من نيسان/أبريل الذي بدأت فيه الإمبراطورية العثمانية بقتل الأرمن" يوم ذكرى ما يوصف ب"مجزرة الشعب الأرمني".
وكانت الكنيست رفضت اقتراحا مماثلا عام 2007 عندما كانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا جيدة، إلا أن العلاقات دخلت أزمة كبيرة العام الماضي عندما قتلت القوات الإسرائيلية تسعة أتراك في هجوم على سفينة تركية ضمن أسطول يحمل مساعدات إنسانية في طريقه لقطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض عليه. وقالت جورجيت أفاكيان من لجنة الأرمن الوطنية في القدس للإذاعة العامة "عملنا سنوات عديدة من أجل ذلك. آمل أن يكون الوقت قد حان". يشار إلى أن تركيا طردت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي السفير الإسرائيلي وألغت الروابط العسكرية بينما ألغت إسرائيل الأسبوع الماضي عقدا لبيع معدات مراقبة جوية إلى أنقرة يعود إلى عام 2008.
من جهتها، رأت عضو الكنيست زهافا غالؤون من حزب ميريتس اليساري المؤيدة لمشروع القانون، أن التغييرات على الساحة الدبلوماسية قد تعني أن المشروع قد يحصل على تأييد هذه المرة. وقالت غالؤون لصحيفة هآرتس "لسنوات عديدة رفضت حكومة إسرائيل الاعتراف بالإبادة لأسباب إستراتيجية واقتصادية مرتبطة بعلاقاتها مع تركيا". وأضافت "الآن ونظرا لوضع العلاقات بين الدولتين لا أستبعد إمكانية أن تكون وزارة الخارجية تستغل الأوضاع" لاستفزاز تركيا.
وأدت المجازر وعمليات تهجير الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية بين 1915 و1917 إلى سقوط أكثر من مليون ونصف المليون قتيل حسب الأرمن وبين 250 و500 ألف حسب تركيا التي ترفض الإقرار بحدوث "إبادة".
نائب الرئيس التركي يتهم ساركوزي بالإخلال بوعده لتركيا
وقد أقرت الجمعية الوطنية في فرنسا الخميس الماضي مشروع قانون يجرم إنكار أي إبادة من ضمنها الإبادة الأرمنية، مما دفع تركيا إلى سحب سفيرها من باريس وتعليق تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا. وقد اتهم نائب رئيس الوزراء التركي، علي باباجان، أمس الأحد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه أخل بوعد قطعه بعدم قيام الجمعية الوطنية الفرنسية بالتصويت على قانون يجرم إنكار الإبادة الأرمنية. وأوضح باباجان أن ساركوزي قطع هذا الوعد أمام الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وعقب مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية على القرار، هاجم أردوغان فرنسا بشدة واتهمها بارتكاب "إبادة" في الجزائر. وقال رئيس الحكومة التركية الجمعة الماضي "تعرض الجزائريون إلى عمليات حرق جماعية في الأفران والى الاضطهاد بلا رحمة".
وأضاف "إذا كان الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) لا يعلم بحصول إبادة فبإمكانه أن يسأل والده بال ساركوزي (..) الذي خدم في القوات الأجنبية في الجزائر في أربعينات القرن الماضي". وقال أردوغان إن "الرئيس الفرنسي ساركوزي بدأ يبحث عن مكاسب انتخابية مستخدما مشاعر كراهية المسلم والتركي".
يذكر أن كندا والبرلمان الأوروبي كانا قد اعترفا أيضا بتعرض الأرمن في الإمبراطورية العثمانية إلى الإبادة.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان