إسرائيل تتذكر جنديها الأسير شاليط والفلسطينيون يطالبون بإطلاق أسراهم
٢٥ يونيو ٢٠١١تجمع مئات الإسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة السبت (25 حزيران/ يونيو 2011) حيث اختطف ناشطون فلسطينيون الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في هجوم أوقع قتلى قبل خمس سنوات. وجرى التجمع الاحتجاجي تزامناً مع الذكرى الخامسة على اسر شاليط وسط تزايد المطالبات الدولية لحركة حماس بالإفراج عنه أو تقديم دليل على الأقل على أنه ما يزال على قيد الحياة.
وتجمع المئات عند معبر كيريم شالوم قرب الموقع الذي اختطف فيه شاليط في هجوم عبر الحدود في 25 حزيران/ يونيو 2006 نفذه مسلحون من ثلاث مجموعات تتخذ من غزة مقرا لها، حيث طالب المتجمعون بالإفراج عن شاليط. وقرأ منظمو التجمع رسالة من جد الجندي، زفي شاليط، ألقى فيها اللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لرفضه القبول باتفاق لتبادل الأسرى مع حماس لضمان الإفراج عن شاليط. وجاء في الخطاب "من الواضح بالنسبة لنا أن رئيس الوزراء برفضه التوصل إلى صفقة، يقامر يومياً بحياة حفيدي". كما زار مئات آخرون خيمة احتجاجية أقام فيها والدا شاليط طيلة العام الماضي خارج مقر إقامة نتانياهو في القدس.
ومن المنتظر أن يزور سفير فرنسا لدى إسرائيل كريستوف بيغو الخيمة في وقت لاحق السبت حاملاً رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لوالدي الجندي افيفا ونوام شاليط. ويحمل الجندي الأسير الجنسية الفرنسية أيضاً. ولاحقا يتوقع أن يتناوب 24 من الشخصيات الإسرائيلية المعروفة على الدخول في زنزانة ضيقة مظلمة لتمضية ساعة من الوقت فيها كتعبير رمزي عن الاحتجاج على احتجاز شاليط، داعين إلى عملية تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس ما يؤدي إلى الإفراج عن شاليط.
اعتصام في جباليا للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
على الجانب الآخر نظمت حركة حماس في مدينة غزة فعالياتها الخاصة بمناسبة مرور خمس سنوات على اختطافها لشاليط. وداخل نموذج لزنزانة من القضبان الحديدية، اعد منظمو الاعتصام في مركز بوسط مخيم جباليا قطعة حلوى كبيرة رسم عليها خمس ورود ترمز إلى سنوات اسر شاليط الخمس ويجلس بجانبها فلسطيني يمثل شخصية شاليط بالزي العسكري ويبدو عليه الحزن في الذكرى الخامسة لأسره.
وكتب على باب الزنزانة "السجين رقم واحد"، فيما يمشي شاليط الذي يضع نظارة ولحيته بيضاء، في الزنزانة على وقع بث لتسجيل صوتي لرسالة سابقة له كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بثته في تشرين الأول/ أكتوبر 2009، وكانت آخر دليل على كونه على قيد الحياة. وبجانب قائمة تحوي أسماء وصور للأسرى الذين امضوا أكثر من 15 عاماً في السجون الإسرائيلية كتب على لافتة: "إلى الصليب الأحمر الدولي الذي يحرص على حياة شاليط ألم يسمع بـ7000 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل؟ بينهم 36 أسيرة و240 طفل". كما بثت كتائب القسام على موقعها الالكتروني رسالة قالت فيها إن شاليط "لن يرى نور النهار" قبل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين. يُذكر أن شاليط كان في التاسعة عشرة حينما اسر.
مطالبات دولية بإطلاق شاليط
وشهدت الذكرى الخامسة لأسر شاليط تزايد المطالبات الدولية للضغط على حماس للإفراج عنه. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "طيلة هذه المدة تحتجز حماس شاليط رهينة دون السماح للصليب الأحمر بالوصول إليه، ما يعد انتهاكا لأدنى معايير اللياقة والمتطلبات الإنسانية الدولية". وتابع كارني "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة استمرار احتجازه وتضم جهودها إلى جهود الحكومات والمنظمات الدولية الأخرى عبر العالم لمطالبة حماس بالإفراج عنه فوراً".
من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الإفراج الفوري عن شاليط مطالباً حماس "بحماية حياته ومعاملته معاملة إنسانية واثبات أنه ما زال حياً والسماح لأسرة شاليط بالاتصال بولدها". وفي باريس وضعت السلطات الفرنسية صورة لشاليط أمام مبنى البلدية إحياء لمرور خمس سنوات على أسره.
وكانت مجموعات إسرائيلية وفلسطينية ودولية لحقوق الإنسان أصدرت الجمعة بياناً مشتركاً دعت فيه الناشطين في غزة لإنهاء المعاملة "اللانسانية" لشاليط. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس الماضي أنه أمر مصلحة السجون الإسرائيلية بالحد من المزايا الممنوحة للسجناء الفلسطينيين المعتقلين لارتكابهم جرائم أمنية رداً على استمرار رفض حماس السماح بزيارة الصليب الأحمر لشاليط.
من جانبه اعتبر إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، اليوم السبت هذه التصريحات بأنها تشكل "مساً حقيقياً بحقوقهم". وقال هنية إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تشديد الإجراءات ضد الأسرى، خاصة حرمانهم من إكمال تعليمهم "مساس حقيقي بحقوق الأسير المنصوص عليها في كل الأعراف والقوانين الدولية".
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي