الأداء الأفضل لا يتحمل الحلول الوسط
. في السابع والعشرين من كانون الثاني 2005 تسلم كلاينفيلد منصب المدير التنفيذي لشركة سيمنس خلفاً للمدير السابق هاينريش فون بيرر. وهو الآن يترأس فريق عمل مثالي بكل ما تعنيه الكلمة. أما سيرته الذاتية، فتنقلك إلى أجواء حلم أمريكي كما في هوليود ولكن في ألمانيا هذه المرة. هربت عائلته بعد الحرب العالمية الثانية إلى بريمن، وتوفي والده عندما كان طفلاً في العاشرة من عمره. وعندما دخل الثانوية عمل في متجر كبير مقابل 2 مارك في الساعة. أما اليوم فيصل دخله السنوي إلى 3 مليون يورو.
منذ أيام العمل في المتجر وحتى توليه مسؤولية أكبر الشركات الصناعية الألمانية بقي كلاينفلد الحازم دائماً وفياً لشعاره القائل بأن " الأداء الأفضل لا يتحمل الحلول الوسط". وبعد حصوله على شهادة دبلوم مبيعات عام 1982 حدد له عمله في معهد البحوث الاجتماعية التجريبية في نورنبرغ وجهة المستقبل نحو شركة سيمنس، إذ كانت الشركة أهم زبائن المعهد.
تصحيح أوضاع سيمنس في الولايات المتحدةبدأ كلاينفلد عمله في شركة سيمنز عام 1987. وإلى جانب مهامه هناك أنجز أطروحة الدكتوراه. وفي الشركة أسس قسماً للاستشارات وصحح أوضاع فرعها في الولايات المتحدة اعتباراً من 2001. وبذلك تحولت الخسارة التي عانى منها الفرع بقيمة أكثر من 500 مليون يورو إلى ربح بنفس القيمة. وخلال عملية التصحيح هذه لم يتردد في تسريح عشرة آلاف موظف.
وتخشى النقابات أن يطال تطبيق مبدأ كلاينفيلد "اعمل بجدية وقسوة والعب بجدية وقسوة أيضا" العاملين في مراكز شركة سيمنس الألمانية، ولو بشكل تدريجي. يريد المذكور تصحيح الأوضاع عن طريق إعادة هيكلة الاستثمارات، مما قد يعني تراجع موقع سيمنس داخل ألمانيا. يجدر ذكره أن الشركة تشغل 38 بالمئة من موظفيها البالغ عددهم 433 ألفاً في ألمانيا. لكن المشكلة أن هؤلاء لا ينتجون سوى 20 بالمئة من حجم مبيعاتها.
المشكلة في إنتاج الهواتف المحمولة
كلاينفيلد الذي يهوى الأوبرا وسباق الماراتون يضع نصب أعينه فرع إنتاج أجهزة الهواتف المحمولة. يعتبر هذا الفرع مصدر المشاكل التي تعاني منها سيمنس، إذ بلغت خسائره 152 مليون يورو خلال العام الماضي. وقد أظهر ت دراسة أعدتها شركة اكسينتشر ونشرتها مجلة الأسبوع الاقتصادي الألمانية WirtschaftsWoche نتائج مخيبة، فوقاً لذلك لم تستطع سيمنس تقديم شيء متميز على هذا الصعيد، مما يعني بقاءها وراء المنافسين.
أدخل كلاينفيلد تغييرات عديدة على الفرع منذ أوائل العام الماضي. فقد دمج فرع إنتاج أجهزة الهواتف المحمولة مع الفرع الخاص بإنتاج الهواتف الثابتة متحدياً بذلك العاملين وجالسهم. كما ألزمهم في نفس الوقت بساعات عمل إضافية دون تعويضات ولكن مقابل ضمان مكان العمل لسنتين. غير أن ذلك لم يساعد لأن المدير السابق للشركة فون بيرر سبق ووضع خطة خاصة بمستقبل فرع إنتاج الهواتف المحمولة على أساس إما البيع أو إيجاد شريك أو التصحيح أو الإغلاق.
كلاينفلد لا يريد سمعة رامبو المتقشف يشكل تعامل كلاينفيلد مع فرع سيمنس الخاص بإنتاج أجهزة الهواتف المحمولة أول تحدي له. فهذه المرة لا يكفي لحل المشكلة إغراق أحد أجهزة المنافسين في كأس من الماء كما حدث خلال مؤتمر صحفي أوائل يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك من أجل إثبات دقة ومتانة صناعة سيمنس. يتعلق الأمر الآن بما هو أبعد من ذلك، إذ أن آلاف العاملين مهددين بفقدان وظائفهم. غير أن كلاينفيلد لا يريد الظهور بمظهر رجل" رامبو متقشف ومقلص للنفقات" كونه يعرف أهمية تقديم نفسه وتقديم الشركة بالشكل المناسب، ففي أطروحة الدكتوراه التي أعدها في مجال "الهوية المشتركة" برهن على أن السمعة والنجاح صنوان.