الألمان أصبحوا يستحمون أقل بسبب ارتفاع أسعار الطاقة
١٦ يوليو ٢٠٠٨ما يزال الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة عالمياً يلقي بظلاله على كثير من الناس، خصوصاً أولئك أصحاب الدخل المحدود، لدرجة أن بعضهم أصبح لا يستحم بشكل منتظم مثلما كان الحال من قبل، وذلك توفيراً لنفقات المياه الساخنة. فقد أوردت مجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية في تقرير لها اليوم الأربعاء إن الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة أثّر على شريحة عريضة من المجتمع الألماني. وينتمي إلى تلك الشريحة من يتلقى المساعدات الاجتماعية وإعانات بدل البطالة والمطلقات اللاتي يعلّن أطفالاً والطلاب وأصحاب الدخل المتدني.
التوفير كحل أولي لارتفاع أسعار الطاقة
وأشارت المجلة إلى أن الكثير من الألمان يحاولون بشتى السبل التحايل على ارتفاع أسعار الطاقة والأمثلة كثيرة؛ فالألمانية نيكوله بيترسين (31 عاماً) قالت بأنها لم تعد تدفئ سوى غرفة ابنتها خوفا من فاتورة التدفئة على الرغم من أنها تعمل، إلا أن دخلها أقل من أن يفي بالتزاماتها الأساسية مثل دفع فواتير الكهرباء.
كما نقلت المجلة عن المواطن الألماني مارتين بيرسينغ، الذي يعمل بشكل حر في المجال الاجتماعي، قوله إنه منذ ارتفاع أسعار الطاقة أصبح يستحم مرة كل يومين بدلاً من الاستحمام يومياً، خاصة في ظل تراجع وتيرة العمل الذي يحصل عليه من قبل الهيئات الاجتماعية في ألمانيا.
وذكرت المجلة أمثلة على محاولة الكثيرين التفنن في استهلاكهم للطاقة، وأوردت في هذا السياق قول الألمانية يوليا كروب وزوجها توماس ميلبير، الأكاديميين العاطلين عن العمل، إنهما يلجئان لارتداء الملابس الصوفية الثقيلة في مسكنهما عندما يكوم الجو باردا حتى لا يدفعان فواتير تدفئة باهظة.
وداعاً للذهاب إلى السينما والإنفاق
وأشارت المجلة في تقريرها إلى تقديرات معهد أبحاث الاقتصاد في منطقة راين وستفاليا والتي ذكرت أن الألمان الذين يحصلون على دخل سنوي يعادل 12 ألف يورو ويعيشون بمفردهم في مسكن مستقل أنفقوا 10 في المائة من رواتبهم على التدفئة والكهرباء في كانون أول/ديسمبر 2007، أي عندما كان سعر برميل النفط يبلغ 91 دولاراً. إلا أنهم اضطروا إلى إنفاق 12.5 في المائة من دخلهم على فواتير الكهرباء والتدفئة في ظل ارتفاع سعر برميل النفط إلى 132 دولارا.
وتوقع المعهد أن تصل هذه النسبة إلى 16.6 في المائة فيما لو وصل سعر برميل النفط إلى 200 دولار. وحسب المجلة فإن الكثير من محدودي الدخل في ألمانيا أصبحوا يتخلون عن الكثير من مظاهر الترف البسيط مثل الذهاب للسينما والإنفاق على قضاء وقت الفراغ من أجل سداد فواتير الكهرباء والتدفئة.