الأمم المتحدة تعتزم تقديم مقترحات سياسية لبدء إصلاحات بسوريا
١٩ ديسمبر ٢٠١٧أبلغ ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام السورية مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2017) بأن المنظمة الدولية ستقترح على الطرفين المتحاربين في سوريا جدولا زمنيا لإجراء انتخابات يشارك فيها كل السوريين بما في ذلك اللاجئين والنازحين داخليا لأن مثل هذه العملية ستكون شرعية في نظر المواطنين العاديين، في مسعى لاستئناف محادثات السلام المتعثرة.
وقد تساهم هذه المقترحات أيضا في التوجيه لإصلاحات دستورية والمساعدة في تشكيل لجنة دستورية وهيئة للحوار الوطني وأن يكون السوريون وحدهم المسؤولون عن صياغة دستور جديد والموافقة عليه.
وقال دي ميستورا "أعتقد أن الوقت حان كي تقدم الأمم المتحدة بعض التفاصيل المحددة.. ومن ثم تشجيع إجراء حوار أوسع.. الأمم المتحدة وفرت دعما في مجال الانتخابات لغالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.. ولذلك فلدينا خبرة". وأضاف "هذه المقترحات تقدمها الأمم المتحدة بنية طيبة من أجل الترويج لتفكير جديد على جميع الجهات".
وبدأ المجلس عملية السلام قبل عامين بتوجيهات للتفاوض بشأن حكم جديد لسوريا وإجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة وإصلاحات دستورية. لكن الجولة الثامنة من المحادثات انتهت الأسبوع الماضي دون أي حوار بين الجانبين.
وذكر دي ميستورا أن عملية الإصلاح تحتاج إلى دعم الأطراف المشاركة في محادثات جنيف وأشار إلى أنها وافقت على المبادئ الأساسية وإنه يعتزم عرض أهدافه أوائل عام 2018 عندما تبدأ الجولة التاسعة من المحادثات. وقال دي ميستورا تعقيبا على فشل الجولة الثامنة "لا أستطيع أن أخفي خيبة أملي". وقال إن ممثلين للرئيس بشار الأسد عرضوا أيضا شرطا جديدا بالإصرار على عدم وجود أي حراك سياسي قبل استعادة السيادة على جميع الأراضي السورية ودحر الإرهاب.
من جانب آخر، صوت مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لصالح تمديد المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 12 شهرا مع امتناع روسيا عن التصويت. وهذا هو أول إجراء يقوم به مجلس الأمن إزاء سوريا منذ أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد محاولتين لتوسيع آلية التحقيق التابعة للأمم المتحدة في هجمات بالأسلحة الكيماوية في البلاد.
وأيد نائب السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف الخفض التدريجي لبرنامج المساعدات عبر الحدود مع تغير الوضع في البلاد بشكل جذري. وتقدم الأمم المتحدة مساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في إطار الخطة التي تقول روسيا إنها تنتهك سيادة سوريا. ويحتاج أكثر من 13.1 مليون شخص في سوريا إلى مساعدات، بما في ذلك ملايين الأشخاص الذين تكافح الأمم المتحدة للوصول إليهم، وهم محاصرون في مناطق تحت الحصار، وفقا لقرار مجلس الأمن.
وأعرب المجلس عن "قلقه الشديد من الوضع المأساوي" لمئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين، بما في ذلك الغوطة الشرقية القريبة من دمشق.
ز.أ.ب/ع.ش (د ب أ، رويترز)