الرئيس التونسي يبحث في واشنطن دعما عسكريا لبلاده
٢١ مايو ٢٠١٥يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الخميس (21 مايو/أيار 2015) في البيت الأبيض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يأمل في الحصول على زيادة في المساعدة العسكرية الأميركية من أجل مكافحة الخطر الإرهابي الذي تغذيه الفوضى في ليبيا المجاورة. وباستقباله الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي، فإن أوباما يبدي دعمه لهذا البلد الصغير البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة والذي نظم بنجاح في نهاية 2014 انتخابات حرة تجري فيه ويعتبر نموذجا لدول "الربيع العربي" الأخرى.
والتقى الرئيس التونسي إثر وصوله إلى واشنطن وزير الخارجية جون كيري، وبحث معه عددا من ملفات التعاون الثنائي وقضايا إقليمية. ويأمل الرئيس التونسي، الذي أصبح في سن 88 عاما، أول رئيس للبلاد ينتخب بالاقتراع العام، أن يغادر واشنطن بعد الحصول على تعهدات حازمة، في وقت تواجه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة وعنف جماعات إرهابية أدت الى مقتل العشرات. وشدد الرئيس التونسي أمس الأربعاء في اليوم الاول من زيارته بالقول بأنه "إذا قامت الولايات المتحدة وجهات أخرى بمساعدة تونس، فعندها أجل، يمكن أن نصبح نموذجا". وشدد على العمل الذي لا يزال ينبغي انجازه، فقال "إننا لم ننجح بعد، بل اجتزنا فقط بضع مراحل".
وهذه المرة الثانية التي يستقبل أوباما الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي. وسبق أن استقبله في تشرين الاول/أاكتوبر 2011 في وقت كان فيه رئيس حكومة انتقالية تم تشكيلها بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير.
تداعيات الأوضاع في ليبيا على تونس
وفي مقالة مشتركة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الخميس أكد الرئيسان أن "تونس تثبت أن الديموقراطية ليست ممكنة فحسب، بل أنها ضرورية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط". وأضافا "فيما نواجه تحديات أمنية على غرار الإرهاب، علينا ضمان القيم العالمية كالتسامح والانفتاح وحرية التعبير، تماما كتلك التي يحاول الإرهابيون تدميرها".
وأشار الرئيس التونسي إلى انهيار المؤسسات في ليبيا، مشددا على العبء الذي يشكله الوضع في هذا البلد المجاور على تونس، وقال في محاضرة أمام معهد الولايات المتحدة للسلام تحدث خلالها بالانكليزية والفرنسية والعربية "إن الليبيين لا يقاتلون الإرهاب، بل يتقاتلون فيما بينهم".
وتبدي الإدارة الأميركية عزمها على "تدعيم وتوسيع الشراكة الاستراتيجية" مع الحكومة التونسية الجديدة. ووقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاربعاء وثيقة بهذا الصدد مع نظيره التونسي بعدما كان زار تونس في شباط/فبراير. وأعلن كيري أنه "بتوقيع هذا الاتفاق الإطار، فإننا نؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم العملية الانتقالية الديموقراطية في تونس وهذا الدعم لا يترجم بالكلام فقط".
ويعتزم البيت الابيض مضاعفة المساعدات سنة 2016 لقوات الأمن والجيش في تونس لتبلغ 180 مليون دولار. وقد طلب من الكونغرس إقرار مساعدة بقيمة 138 مليون دولار للعام 2016، من بينها 62,5 ملايين من المساعدات العسكرية. كما أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا تسليم الجيش التونسي 52 مركبة عسكرية من طراز هامفي وزورق دوريات على ان تتسلم تونس عام 2016 أربع زوارق أميركية أخرى.
واذا كانت الفوضى السائدة في ليبيا تنعكس بشكل خطير على الأمن في تونس، فهي تضر أيضا باقتصاد هذا البلد. وذكر الباجي قائد السبسي بأن بلاده لطالما كانت على "تعاون كبير" مع طرابلس مشيرا في الوقت نفسه إلى ان بلاده تستقبل نحو مليوني ليبي.
ش.ع/م.س (أ.ف.ب)