"السمعة الطيبة التي تحظى بها ألمانيا في العالم العربي قد تساعد ميركل في مساعيها"
٤ فبراير ٢٠٠٧DW-WORLD.DE: تعد هذه هي الزيارة الأولي لأنجيلا ميركل للعالم العربي، كما أنها المرة الأول التي تزور فيها سيدة من قلب أوروبا دول عربية بصفتها مستشارة ألمانية. كيف سيتم التعامل مع ميركل من وجهة نظركم؟
ترامونتيني: يمكنني القول بأن المستشارة ميركل ستقابل بكل حفاوة وإيجابية من قبل مضيفيها العرب. وربما ينسجم ذلك مع الصورة الإيجابية والمشرقة والسمعة الطيبة لألمانيا في العالم العربي، وأما كون ميركل سيدة فلن يشكل أي عائق، فمن تجربتي الشخصية أستطيع أن أؤكد أن السيدات يحظين بكل احترام وتقدير ويأخذن على محمل الجد في العالم العربي، وكون ميركل سيدة قد يشكل عاملأً إيجابياً.
المستشارة ميركل تزور حالياً مصر الشريك السياسي الأكبر لألمانيا في العالم العربي. إلا أن بعض المراقبين يدعى أن دور مصر الريادي في منطقة الشرق الأوسط ودورها في عملية السلام آخذ في التقلص منذ الحرب على العراق عام 2003. كيف تنوي ميركل لاسيما في ظل رئاسة ألمانيا الدورية للاتحاد الأوروبي ومثل هذه المعطيات الاضطلاع بدور سياسي في الصراع الشرق أوسطي ؟
لا أود أن أصدر أحكاماً على طبيعة الدور المصري في المنطقة وما إذا كانت مصر قد فقدت شيئاً من ثقلها الإقليمي، هناك إشارات وإرهاصات بانحسار الدور المصري كلاعب كبير في المشهد السياسي العربي، لكن أعتقد أن ميركل سواء بوصفها المستشارة الألمانية أم من يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مساندة الرئيس حسني مبارك للتأثير على الساحة الفلسطينية ومستقبل عملية السلام.فقد تم بواسطة الجهود المصرية التوصل إلى هدنة بين المجموعات المتنازعة في الأراضي الفلسطينية وهو ما يصب قي خانة أهمية ومركزية الدور المصري كلاعب إقليمي في المنطقة.
كيف تستطيع المستشارة ميركل في إطار اللجنة الرباعية دفع عملية السلام قدماً؟
ستسعى المستشارة ميركل إلى الحصول على الوعود المصرية والسعودية من أجل إعادة إحياء عملية السلام، أو على الحد الأدنى منها، إذ لم يعد هنا حاجة للحديث عن المبادرات الكبرى مثل خارطة الطريق. من جهة أخرى قد يكون من الصعب الدعوة إلى مفاوضات والأطراف ذات الصلة بينها جفاء وصراع كبير، لذا فإن الدور الألماني سيتمثل بالحصول على الدعم العربي الكفيل بتحريك عملية السلام. كما يجب من وجهة نظري أن يكون ذلك في إطار المسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه دولة إسرائيل، مع التأكيد للإسرائيليين أنهم إذا ما أرادوا السلام فعليهم أيضاً أن يقدموا بعض التنازلات. لقد كانت خارطة الطريق والمبادرة السعودية أساساً حقيقياً للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل شامل للنزاع، كونها وفرت الاعتراف بدولة إسرائيل وكذلك استجابت لحل توافقي بشأن مسألة اللاجئين. ولذا فإننا نتساءل: لماذا لم يتم استثمار هذه المبادرات والاستفادة من عناصرها بطريقة ايجابية؟. من ناحية أخرى، فإن القضية الفلسطينية لطالما وظفت كذريعة على مدى الخمسين عاماً الماضية من قبل الأنظمة العربية لسن قوانين الطوارئ والتهرب من الإصلاحات السياسية والاجتماعية.
عادة ما تنال المبادرات والجهود الألمانية كل الترحيب في العالم العربي. هل تعتقدون أن الاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا يستطيع أن يحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بعملية السلام؟
بالتأكيد لا. باستخدام الثقل الألماني ربما يستطيع الاتحاد الأوروبي أو شتاينماير أو ميركل ممارسة بعض الضغوط لتحريك عملية السلام. لكن لن يتم أبداً تنفيذ أي شيء سواء على الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني بدون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية ومباركتها. وبغض النظر عما إذا كان الأمريكيون محبوبون أو غير مرغوب بهم في الشرق الأوسط فهم متواجدون هناك. ومدى تواجدهم حقيقة الجميع على يقين منها.
هل تعتقدون أن هناك فرص حقيقة للإحلال السلام في الشرق الأوسط في ظل استمرار حرب الإسلاميين ضد الغرب وحكومات بعض الدول العربية؟
لا يستطيع المرء الخلط بين تنظيم القاعدة وحركة حماس وحزب الله فلكل برنامجه الخاص. إن العنف والسلام لا يجتمعان. لكن العنف لا يمارس من قبل الاسلاميين فحسب وإنما من قبل الجيش الإسرائيلي أيضاً كهدم المنازل، على سبيل المثال. وطالما أن كلا الطرفين يعتقد أن الطرف الآخر لا يفهم إلا لغة العنف، فإنني وبكل صراحة لا أعتقد أن هناك فرصة كبيرة لإحلال السلام.