الكاتب خالد الخميسي لـDW: "مصر في طريقها إلى كارثة"
٢٥ ديسمبر ٢٠١٢توعدت المعارضة المصرية بمواصلة العمل على إسقاط الدستور المثير للجدل بعد التصويت عليه "بنعم" في جولتين. ويعتقد الكاتب والمخرج المصري، خالد الخميسي، أن الأسابيع القادمة تنذر بصراع محموم في مصر بين القوى الإسلامية والقوى الليبرالية الثورية.
DW: الكاتب خالد الخميسي، تواجه مصر منذ أسابيع توترا سياسيا غير مسبوق على خلفية الاستفتاء على مسودة الدستور. كيف تقيم الوضع الحالي في مصر عقب إثر الموافقة على مشروع الدستور:
خالد الخميسي: يقوم الرئيس المصري محمد مرسي بانقلاب عنيف ضد مؤسسات الدولة. يحاول الرئيس والإخوان المسلمون الاستيلاء على جميع المؤسسات، بما فيها البرلمان والدستور. وقد حصلوا على دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول النفطية في الخليج كالسعودية وقطر والكويت. وهم يسارعون للسيطرة على البلاد.
في المقابل ترفض جميع القوى الثورية هذا الانقلاب، وقد عبرت بكل قوتها عن موقفها الرافض لتلك المخططات. ولكن إذا ما أصرّ الإخوان على المضي في مسارهم، فإن ذلك سيفضي إلى كارثة. ومن ثمة أعتقد أن الأسابيع والأشهر القادمة لن تكون هادئة، وإنما ستشهد مواجهات بين الإخوان المسلمين وبين باقي القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
حسب رأيك ما الذي يطمح إليه الإخوان المسلمون؟ وما هو النموذج المجتمعي الذي يصبون إليه؟
الإخوان المسلمون محافظون ويمثلون أقصى اليمين في الساحة السياسية المصرية. اقتصاديا، هم أقرب إلى الليبرالية الجديدة. ولهذا نلمس تقاربا بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية. وهناك عدد كبير من رجال الأعمال المهمين في مصر يشاركون الإخوان تصوراتهم. كما أن الإخوان يريدون تحويل مصر إلى دولة إسلامية، أي أن يصبح الدين أساس المواطنة وهو فكر رهيب يدل على أن الرئيس لا يفكر في بلاده بقدر ما يفكر في تحقيق مشروع الخلافة الإسلامية.
ولماذا يحظى الإخوان بشعبية كبيرة؟
هناك نكتة يرددها المصريون وتتحدث عن الرئيس أوباما الذي يتصل هاتفيا بالرئيس محمد مرسي ليسأله عن مصير زيت الطعام، بمعنى أن شعبية الإخوان، خاصة في الأوساط الفقيرة، مردها إلى أنهم يوزعون قناني زيت الطعام على العائلات الفقيرة لكسب أصواتهم. ونسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة وكذا في الاستفتاء كانت ضعيفة، وهي نقطة استغلها الإخوان الذين يحسنون تحفيز أنصارهم على المشاركة، فيما يفضل معارضوهم المقاطعة، لأنهم لا يعرفون لمن يصوتون. وأنا لست متفائلا بمستقبل البلاد السياسي.
تشير دائما إلى دعم الولايات المتحدة للإخوان المسلمين، فلماذا حسب رأيك تراهن واشنطن على الإخوان؟
تدعم الولايات المتحدة الإخوان بشكل مطلق. لماذا؟ لثلاثة أسباب. أولها أن واشنطن تحسب أن للإخوان شعبية كبيرة داخل مصر. وبالتالي يعتقدون أن دعم الإخوان سيساعد بالضرورة على إعادة الهدوء إلى المجتمع المصري. والسبب الثاني يتجلى في أن المراهنة على الإخوان تعني المراهنة أيضا على هيكل مؤسساتي شديد التنظيم، لا تحتاج واشنطن في إطاره سوى إلى محاورة زعيمه فقط لكي تجري الأمور. وهذا ما كانت تقوم به في السابق وبنجاح مع مؤسسة الجيش، ويمكنها تكراره مع الزعماء الدينيين الجدد. أما السبب الثالث فيتمثل في الخدمات التي يقدمها الإخوان للولايات المتحدة خاصة ما يتعلق بإسرائيل. وإضافة إلى كل هذه النقاط، وبحكم أن المجتمعين معا محافظان فإنهما يسيران اقتصاديا على نهج مماثل.
خالد الخميسي كاتب وصحفي ومخرج سينمائي مصري، أصدر كتابة الأول "تاكسي ...كتاب المشاوير" عام 2007 عن دار الشروق وترجم إلى الألمانية والانكليزية والإيطالية، بعد أن حقق مبيعات قياسية في العالم العربي.