المانيا تبحث عن رئيس لها..والعازفون عن المنصب كثر
١٨ فبراير ٢٠١٢أعرب الائتلاف الحاكم في ألمانيا عن رضاه عن الخطى التي تتم حاليا للترتيب لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد استقالة الرئيس كريستيان فولف على خلفية اتهامات له باستغلال لنفوذه وتلقيه إمتيازات تفضيلية، وتعديه على حرية الصحافة.
وقال هورست سيهوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل إن الائتلاف يتقدم بخطى جيدة نحو البحث عن مرشح جديد للرئاسة في ألمانيا. وأضاف سيهوفر، قبل جلسة لقيادة الحزب السبت في ميونيخ: "نسير على الطريق الصحيح".
وأوضح سيهوفر، الذي يتولى بالوكالة مهمام الرئيس بإعتباره رئيس الغرفة الثانية في البرلمان التي تمثل المقاطعات، أن كل حزب من أحزاب الائتلاف يقوم حاليا بالتشاور فيما بين أعضائه أولا، مشيرا إلى أن لقاء بهذا الصدد سيتم الأحد في برلين "سيوضح بعض الأمور المتعلقة بهذا الشأن". ولم يحدد سيهوفر أسماء معينة يمكن أن تكون من بين المرشحين للرئاسة.
ومن ناحيته أعرب كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في ألمانيا المعارضين عن رغبتهما في "ألا يكون الرئيس المقبل من دائرة الحكومة، بل ومن خارج دائرة الساسة الناشطين في الأحزاب أيضا ما أمكن، لكن لا مانع أن يكون للمرشح بطاقة عضوية في أحد الأحزاب"، حسب ما صرح به كل من رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي (إس بي دي) سيجمار غابرييلن ورئيس حزب الخضر جيم أوزديمار.
وقال غابرييل إن الهدف الأكبر هو عبور الفجوة بين المواطنين وبين المسؤولين السياسيين، تلك الفجوة التي زاد من اتساعها بشدة الرئيس المستقيل كريستيان فولف بسبب أخطائه في التعامل مع مهام منصبه، ما أضر بهذا المنصب الذي يعد الأرفع في البلاد. وكان غابرييل قد قال في وقت سابق السبت يعتبر أن يواخيم غاوك، مرشح الحزب في الإنتخابات الماضية، مازال مرشحا وهو "مناسب لشغل أعلى منصب في البلاد".
عزوف عن تولي منصب الرئيس
في هذه الأثناء تحدثت وسائل إعلام ألمانية عن بعض الأسماء التي طرحت للنقاش، مشيرة إلى أن بعض الشخصيات رفضت الترشح لمنصب رئيس البلاد. فقد تردد أن الإئتلاف الحاكم طرح أسماء معروفة كمرشحين محتملين، مثل نوربرت لامرت رئيس البوندستاغ، والأسقف فولفجانج هوبر الرئيس السابق للكنيسة الإنجيلية، كما ورد إسم اندرياس فوسكوله رئيس المحكمة الدستورية العليا. لكن وسائل إعلامية ألمانية، منها وكالة الأنباء الألمانية وموقع مجلة "ديرشبيغل" ذكرت نقلا عن مصادر رسمية أن هذه الشخصيات رفضت قبول الترشح لهذا المنصب. وكان موقع "تاغيش شاو" التابع لقناة التلفزيوني العامة الأولى (إريه أر دي) قد قال كل من وزير الدفاع توماس ديميزيه، ووزير البيئة الأسبق كلاوس توفر رفضا الترشح لمنصب الرئيس. غير أن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي، أكد أن المشاورات ما تزال مستمرة، معتبرا مايترد عن بعض الأسماء مجرد "تكهنات".
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قد أكدت إنها ستتباحث مع أحزاب المعارضة للتوصل الى مرشح توافقي ليخلف الرئيس الألماني كريستيان فولف الذي استقال من منصبه الشرفي الجمعة، بعدما طلبت النابة العامة في هانوفر رفع الحصانة عنه في قضية استغلال للسلطة. وتعرض فولف لانتقادات حادة في وسائل الاعلام لأنه تكتم على قروض أو حصل على عطلة مجانية لدى رجال أعمال اثرياء في ايطاليا وفي مايوركا والولايات المتحدة ثم محاولة الضغط على صحافيين ولا سيما في صحيفة بيلد النافذة والواسعة الانتشار لمنع نشر معلومات اضافية عن ذلك.
(ع.ج.م/ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي